اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يوم امس كان يوما عصيبا وخطرا في القاموس الاسرائيلي، بعد ان استطاعت مسيرة هجومية نوعية لحزب الله ان تنقض على منزل رئيس حكومة العدو نتنياهو في مدينة قيساريا بين حيفا وتل ابيب، واصابة المبنى اصابة مباشرة على بعد 70 كيلومترا من الحدود اللبنانية.

ويوم امس كان ايضا يوما مشهودا اخر للقصف الصاروخي العنيف والنوعي لحزب الله الذي استهدف عمق كيان العدو، لا سيما حيفا وعكا وصفد وطبريا، محدثا اضرارا مباشرة في القواعد والاهداف العسكرية وفي الكثير من المباني، وموقعا عددا من القتلى وعشرات المصابين اعترف العدو رغم التكتم الذي يعتمده بمقتل اسرائيلي وجرح 14 اخرين، عدا الخسائر في صفوف الجيش الاسرائيلي التي يتحدث عن عدد قليل منها يوميا وبالتقسيط. وقد اعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس عن اصابة 21 جنديا، بينهم 15 على جبهة لبنان.

وبعد 24 ساعة من نشوة نتنياهو باستشهاد رئيس حركة حماس يحيى السنوار في اشتباك مباشر مع جنود العدو في رفح، استطاعت مسيرة هجومية نوعية من ثلاث مسيرات لحزب الله تجاوزت كل الدفاعات الجوية المتطورة للعدو على طول مسافة اكثر من 70 كيلومترًا، ان تضرب منزل نتنياهو وتصيبه بشكل مباشر، محدثة موجة كبيرة من الذعر والهلع والقلق، ليس لديه فحسب، بل ايضا لدى القيادات والمسؤولين الاسرائيليين الذين رفعوا درجة التأهب حولهم وشددوا الاجراءات الوقائية والامنية لحمايتهم، كما افادت صحيفة يديعوت احرونوت.

ويأتي هذا التطور في قوة ضربات المقاومة واتساعها ودقة واهمية اهدافها، بعد يومين من اعلان غرفة المقاومة الاسلامية عن مرحلة جديدة في الميدان والمواجهة مع العدو ستعبر عن نفسها «، حيث نرى ونسمع الى مدى لا يتوقعه العدو».

ويأتي ايضا بعد الكلام الذي قاله نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في اطلالته مؤخرا، واعلانه عن المرحلة المقبلة بانها ستكون مرحلة ايلام العدو.

وكالعادة واصل العدو امس شن غارات جوية كثيفة على المدن والمناطق السكنية بحجة استهداف حزب الله، مخلفا المجازر والمزيد من الشهداء المدنيين. وتجددت الغارات الكثيفة على الضاحية الجنوبية بعد الظهر اثر تهديدات من جيش العدو، وبلغت حتى المساء 10 غارات على حارة حريك والشويفات وبرج البراجنة.

اما في المواجهات البرية المباشرة بين مقاتلي حزب الله وجيش العدو في المنطقة الحدودية، فقد فشلت كل محاولات تقدم القوات الاسرائيلية على محاور القتال، لا سيما عيتا الشعب التي تعرضت لمحاولات متكررة مؤخرا، ومنها امس، لكنها باءت بالفشل. وقصف حزب الله طوال امس، لا سيما بعد الظهر، تجمعات جنود العدو عند الحدود في كفركلا واطراف عيتا الشعب وداخل الاراضي الفلسطينية المحتلة الحدودية في زرعيت والمرج ورأس الناقورة والمنارة ومسكاف عام والمطلة وغيرها.

هوكشتاين في بيروت مجددا

ومصدر لـ«الديار» : المواعيد تحدد اليوم

وفي ظل الوضع المتفجر، بقيت الجهود الديبلوماسية تدور في حلقة مفرغة بسبب عدم بروز اي معطى يؤشر الى امكان احراز تقدم جدي لوقف العدوان الاسرائيلي، لا سيما في ظل موقف الادارة الاميركية التي لا تمارس ضغطا على «اسرائيل»، بل تغطي عدوانها المستمر سياسيا وعسكريا.

لكن اللافت الذي يجب التوقف عنده، هو الزيارة التي يعتزم الموفد الاميركي اموس هوكشتاين القيام بها للبنان الاسبوع المقبل، كما تاكدت « الديار» من مصدر مطلع بارز امس.

وكشف المصدر انه سيصار في الساعات المقبلة الى تحديد مواعيد لقاءات هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين، وفي مقدمهم الرئيسان بري وميقاتي في بحر الاسبوع المقبل.

وعن اجواء هذه الزيارة والاسباب التي دفعت الادارة الاميركية الى ايفاد هوكشتاين مجددا الى لبنان، قال المصدر للديار : « لا نستطيع ان نتكهن او نتكلم عن الاجواء حول اسباب واهداف هذه الزيارة بانتظار مجيء هوكشتاين وما يحمله».

حَراك ديبلوماسي ناشط

ووفد الجامعة العربية يصل غدا

وحول الجهود الديبلوماسية، لفت المصدر الى ان هناك اتصالات وجهودا ديبلوماسية تجري، وتندرج في اطارها زيارة رئيسة الحكومة الايطالية ميلوني اول من امس باسم الاتحاد الاوروبي، وقبلها الاتصالات التي جرت بين الرئيس بري والرئيس الفرنسي ماكرون ثم مع ممثل الاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل وقبلهما مع وزير الخارجية الاميركي بلينكن الذي تهاتف مع ميقاتي ايضا.

واوضح المصدر ان الاسبوع المقبل سيشهد مزيدا من الحراك الديبلومسي وسيزور بيروت غدا الامين العام للجامعة العربية على رأس وفد رفيع للقاء بري وميقاتي.

وردا على سؤال، قال المصدر المطلع للديار « ان كل هذه الجهود والاتصالات، باستثناء الموقف الاميركي، تتقاطع عند اهمية وقف اطلاق النار الفوري بالدرجة الاولى، وتفهم الموقف اللبناني وتأييده له، سواء بالنسبة لضرورة وقف النار ام لجهة تنفيذ القرار 1701».

بري : وقف النار مدخل

اساسي لحلحلة كل الامور

وكشف عما اكد عليه الرئيس بري خلال هذه الاتصالات واللقاءات «ان وقف النار الفوري مدخل اساسي لحلحلة كل الامور، منها انتخاب رئيس للجمهورية والانطلاق في الاصلاحات في لبنان».

مصدر للديار : لا شيء

اسمه تعديل القرار 1701

وعما ورد في حديث لهوكشتاين حول تعديل القرار 1701 قال المصدر « لا يوجد لدينا شيء حول ما قيل في هذا الصدد، وعلى كل حال لا يوجد شيء اسمه تعديل القرار 1701. هناك قرار صادر عن مجلس الامن الدولي يحمل هذا الرقم ومعروف مضمونه، وبالتالي ليس هناك اي شيء اسمه تعديل لهذا القرار، بل مجلس الامن يمكن ان يصدر قرارات جديدة، وهذا الامر غير مطروح».

مسيرة هجومية تضرب

منزل نتنياهو في قيسارية

وعلى صعيد حدث الامس، وصفت وسائل الإعلام الاسرائيلية يوم امس بانه « يوم عصيب وكبير وخطر «، وجددت الحديث عن فشل كل وسائل الدفاع الجوي على كثرتها وانواعها المتطورة في التصدي واعتراض المسيرات وعشرات الصواريخ، ومنع احدى المسيرات من الوصول الى منزل رئيس حكومة العدو نتنياهو واصابته بشكل مباشر، وهو ايضا فشل امني واستخباري كبير بعد ضربة لواء جولاني مؤخرا التي ادت الى مقتل 4 عسكريين واصابة اكثر من 70 جنديا باعتراف جيش العدو.

بدأ هذا اليوم صباح امس بانقضاض مسيرة هجومية على منزل نتنياهو واصابته بشكل مباشر، من ضمن مجمع لمقره يضم مكاتب واستراحة في مدينة قيساريا الحيوية التي توصف بمدينة المسؤولين والاغنياء ورجال الاعمال الاسرائيليين، ويسكن فيه عدد من الوزراء وقادة عسكريون ورجال اعمال، وتقع على بعد 70 كيلومترا من الحدود اللبنانية بين حيفا وتل ابيب.

فشل وسائل الدفاع الجوي الاسرائيلي

واستطاعت هذه المسيرة، التي اعترفت هيئة البث الاسرائيلية انها قطعت كل هذه المسافة من لبنان، ان تتجاوز كل وسائل الدفاع الجوي، بمشاركة طائرات حربية ومروحيات في نهاريا وعكا وحيفا وفي قيساريا نفسها المحصنة دفاعيا، وان تصل الى هدفها المرسوم بدقة متناهية.

وعلى الاثر، شهدت هذه المدينة حالة من الذعر والارباك، رافقها انتشار امني كثيف، وقطعت الطرق المؤدية الى منزل نتنياهو، وسارعت سيارات الاسعاف بكثافة الى مكان الضربة الذي فرض حوله لمسافات كبيرة طوف امني مشدد، ومنعت وسائل الاعلام من الاقتراب من المنطقة باسرها.

وبعد ذلك، بدأت تتحدث وسائل الاعلام عن الحدث بشكل متدرج، قبل ان يعترف ديوان رئيس وزراء العدو، عبر اذاعة الجيش الاسرائيلي، باصابة منزل نتنياهو بشكل مباشر، وقال انه وزوجته لم يكونا في المنزل.

مسيرة غليلوت

وفي الوقت نفسه دوت صفارات الانذار في مدن ومناطق واسعة، ومنها منطقة غليلوت والقاعدة العسكرية الكبيرة لجيش العدو، التي تضم ايضا مقرات للموساد والشاباك، بعد وصول مسيرة ثانية قال جيش العدو انه تمكن من اعتراضها.

وذكرت مصادر العدو انه تم اعتراض مسيرة ثالثة استهدفت منطقة ساحلية في ما يسمى المنطقة الاسرائيلية الوسطى.

وذكرت التقارير ان المسيرة التي ضربت منزل نتنياهو من نوع حديث، وانها قد تكون مثل تلك التي ضربت قاعدة للواء غولاني مؤخرا في بنيامينا، وان الانفجار الكبير الذي سمع في قيساريا يدل على انها كانت تحمل مواد متفجرة كبيرة.

شريط مقتضب لنتنياهو يترك اسئلة

وعلى مدى ساعات لم يصدر عن الجيش الاسرائيلي اي شيء عن حجم الضربة ونتيجتها، ولم يصدر اي تصريح لاي مسؤول عسكري او سياسي حول هذا الحدث الكبير.

وبعد الظهر بثت وسائل الاعلام الاسرائيلية فيديو قصيرا جدا على طريقة مقاطع الناشطين في وسائل التواصل، يظهر نتنياهو يتحدث لاحد الاشخاص في احدى الحدائق بثياب غير رسمية، من دون ان يشير لا هو ولا المتحدث معه الى عملية المسيرة، ويكتفي بالقول ردا على سؤال عام ومبهم « لا شيء سيردعني سنواصل حتى النصر».

وتحدث في بداية شريط بدا مقتطعا، عن استشهاد يحيى السنوار، ويقول « سنواصل قدما حتى النهاية، وانا فخور بقياداتنا وجنودنا وبمواطني اسرائيل».

وزاد هذا الشريط المقتطع والقصير الاسئلة حول ضربة المسيرة لمنزل نتنياهو، خصوصا في ظل التعتيم الذي بقي مفروضا حول العملية. وترافق ذلك مع معلومات تداولتها وسائل اعلام بان نتنياهو كان اثناء عملية المسيرة الهجومية الي اصابت منزله، في ملجأ محصن لاحد اصدقائه الاغنياء في المدينة.

رفع التأهب حول الرموز الاسرائيلية

وسبق بث تصريح نتنياهو ان نقلت احدى وسائل الاعلام الاسرائيلية عن مسؤول في حكومة العدو قوله ان ايران حاولت اغتيال نتنياهو، وهي محاولة مكشوفة للتقليل من قدرة حزب الله في تنفيذ مثل هذه العملية، مع العلم ان الحزب سبق ان نفذ منذ ايام عملية مماثلة وكبيرة على قاعدة جولاني.

وعلى اثر الضربة لمنزل نتنياهو، ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت ان حالة التأهب رفعت حول رموز السلطة الاسرائيلية، وانه جرى تعزيز اجراءات الحماية للمسؤولين والتشدد في تنقلاتهم.

وكانت التقارير ذكرت سابقا، ان نتنياهو والوزراء والمسؤولين الاسرائيليين، باتوا يقللون من تنقلاتهم، ويعقدون اجتماعاتهم في اماكن محصنة وملاجىء، منها ملجأ محصن تحت وزارة حرب العدو في تل ابيب واخر في القدس المحتلة.

الصواريخ تضرب حيفا وعكا وصفد

ورافق الضربة لمنزل نتنياهو يوم صاروخي بامتياز لحزب الله، استهدف المدن والمستوطنات والقواعد والتجمعات العسكرية الاسرائيلية من الحدود الفلسطينية مع لبنان الى شمالي تل ابيب، وابرزها حيفا وعكا وصفد.

وتساقطت الصواريخ منذ الصباح على حيفا وخليجه والكريوت وكريات اتا في هذه المدينة الحيوية على ثلاث موجات حتى بعد الظهر، ما ادى الى اصابة العديد من المباني بشكل مباشر، واندلاع الحرائق وتصاعد الدخان في اكثر من مكان.

واعترفت وسائل الاعلام اذاعة جيش العدو بجرح عشرة اسرائيليين في المدينة ووقوع اضرار مادية في المباني والسيارات.

كما تساقطت الصواريخ في اكثر من مرة على عكا التي قتل فيها اسرائيلي وجرح اخر باصابة سيارتهما بشكل مباشر، وشوهدت اعمدة الدخان من اكثر من منطقة.

واستهدف القصف الصاروخي على دفعتين، صفد التي شوهدت اعمدة الدخان تتصاعد فيها من مناطق وصفت بانها حيوية.

وجرح 4 اسرائيليين في مستوطنة شلومي التي استهدفتها صواريخ حزب الله، حيث اندلعت النيران في اكثر من مكان، وتعرض تجمع لجيش العدو لقصف صاروخي مباشر في هذه المستوطنة.

وقصف حزب الله زرعيت واصاب دبابة من نوع ميركافا بشكل مباشر، ما ادى الى اشتعالها، وكان استهدف على محوري عيتا الشعب والعديسة اليتين للعدو.

وبلغ القصف الصاروخي نهار امس عددا كبيرا من المستوطنات الحدودية وتجمعات جنود العدو، بالاضافة الى كريات شمونة التي تصاعد فيها الدخان.

وبلغ عدد الصواريخ التي اطلقها حزب الله حتى عصر امس، اكثر من 150 صاروخا، بينها عدد من الصواريخ الدقيقة والنوعية.

حزب الله يضرب

قاعدة ناشر شرق حيفا

واعلن حزب الله في بيانات متتالية عن عدد كبير من العمليات التي استهدفت قواعد وتجمعات لجيش العدو في المناطق الحدودية وفي عمق الكيان الاسرائيلي، ابرزها قاعدة ناشر العسكرية شرقي حيفا.

وادى القصف الصاروخي الذي غطى الجليل الاعلى والاوسط والادنى، الى اصابة عشرات الاسرائيليين، بينهم عدد من القتلى، لكن اذاعة جيش العدو اعترفت بمقتل اسرائيلي في عكا وجرح 14 اخرين معظمهم في حيفا.

مواجهات الحدود في عيتا الشعب

وتواصلت امس المواجهات الحدودية على المحاور، من دون ان يتمكن العدو رغم زجه بخمس فرق من النخبة في العملية البرية التي بدأها منذ اكثر من اسبوعين، من احراز اي تقدم يذكر.

وشهد محور عيتا الشعب راميا القوزح اشتباكا عنيفا من النقطة صفر، بين مقاتلي حزب الله وقوات اسرائيلية حاولت التقدم في محيط عيتا الشعب، لكنها فشلت في ذلك رغم تغطيتها بقصف مدفعي وباكثر من غارة.

ولم يطرأ على المحاور الاخرى اي جديد، حيث تمكن مقاتلو حزب الله من ضرب تجمعات العدو عند الحدود في محوري بليدا والعديسة.

غارات على الضاحية

واستهداف سيارة في جونيه

من ناحية اخرى نفذ طيران العدو امس سلسلة غارات على بلدات وقرى جنوبية عديدة، مخلفا المزيد من الشهداء والجرحى المدنيين، واستهدف للمرة الاولى سيارة مدنية على اوتستراد جونيه صباح امس بواسطة صواريخ صغيرة، ثم لاحقت شخصين استطاعا تركها الى المنطقة المحاذية للاوتستراد، وادى ذلك الى استشهاد الشخصين.

كما كان استهدف العدو صباحا احدى الشقق في شتورا بغارة ادت الى استشهاد احمد ابو زيد وجرح زوجته وابنه.

وحوالى الثالثة والنصف من بعد الظهر، نفذ الطيران الحربي بعد تهديد لمبنيين سكنيين في حارة حريك، خمس غارات متتالية على الضاحية الجنوبية.

واغار طيران العدو بعد التهديد على منطقة الشويفات وبرج البراجنة.

وكان طيران العدو قصف معابر حدودية شمالية في البقاع مرتين، وتعرض بعض البلدات للقصف ايضا، وارتكب العدو باحدى الغارات مجزرة في معلولا في البقاع الغربي حيث افيد عن استشهاد مواطنين ووجود اشلاء في مكان الغارة وجرح 13 مواطنا. كما افيد عن استشهاد رئيس بلدية سحمر.

الأكثر قراءة

نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها