اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كل نقاش سابق ولاحق حول الاستراتيجية الدفاعية مشروع اذا كان الهدف منه فعلاً حماية لبنان....ولكن، هذا عنوان كبير لعناوين أكبر.. أي استراتيجية دفاعية لأي دولة؟ وأي جيش وبأي تسليح يستطيع من خلاله الدفاع عن لبنان؟ وعندما نتحدث عن الدولة ما هو المقصود بالدولة؟ أي دولة؟ دولة الـ 6 و 6 مكرر؟ وهل هذه الدولة ببنيتها الحالية قادرة على حمل استراتيجية وطنية حقيقية للدفاع في مواجهة الكيان الصهيوني؟ والسؤال الأهم: بالمبدأ، أية استراتيجية دفاعية يجب أن ترتكز على عقيدة قتالية تحدد من هو الصديق ومن هو العدو، فهل العقيدة القتالية في مواجهة الكيان الصهيوني هي من الثوابت في لبنان ؟ هل في لبنان نتيجة الفسيفساء الطائفية والمذهبية قناعة كاملة أن العدو هو فعلا هذا الكيان الغاصب؟ وبالتالي هل هناك وعي حقيقي لما يشكله هذا الكيان من خطر وجودي على لبنان الرسالة والدور؟ أسئلة كثيرة تشكل مقدمات لا بد من الاجابة عليها قبل التفكير بتخلي لبنان عن عناصر القوة فيه وعلى رأسها مقاومته... هذا ليس تفصيلاً، والمسألة ليست بهذه البساطة طبعاً...!

وكي يُفهم الكلام على حقيقته، لا بد من الاقرار أن الأساس في حماية الشعوب هي للدول، أما المقاومات فهي الاستثناء، ولكنه استثناء الضرورة الذي لا بد منه لحماية الأوطان عندما تتخلف الدول!

وقبل الاجابة الواضحة والصريحة والمقنعة عن سؤال: كيف نحمي لبنان؟ تبقى كل التساؤلات مشروعة حول ما يُحاك من مشاريع! وتبقى المقاومة حقاً شرعياً ثابتاً بكل المقاييس!

أما الحديث عن قرارات دولية مجردة تحمي شعبنا وبلادنا فالتجربة التاريخية تفيد أن هذه القرارات لم تساوِ يوماً لهذا العدو الحبرَ الذي كُتبت به منذ القرار 425 وصولاً الى القرار 1701وما بينهما...!

أما الاستراتيجية الدفاعية المزمع بناؤها، من قال إنها لا تشتمل من ضمنها على منظومة مقاومة من ضمن خيارات الدفاع والحماية وبالتكامل مع الجيش؟ وهناك تجارب عالمية عديدة في هذا المجال.... ولماذا دائما اختزال هذا الخيار؟ في وقت نرى أن عدونا نفسه في كيانه الاستيطاني يسلح مستوطنيه بما يشبه "حرس حدود" (بين هلالين)، أسئلة كثيرة مقلقة تتراءى لنا في مستقبل الأيام، لا بد أن تقابلها أجوبة حاسمة لما سيكون!