اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بعلبك مش كمشة بيوت ولا كومة حجر، بعلبك مش مرج أخضر، مش بيادر حنطة بشهر تموز مش قوافل قمح مندورة لأهل روما، مش درب قوافل البدو العرب النور الصاروا ملوك آخر زمان.

بعلبك مش الرومان ولا اليونان ولا بني عثمان، ولا فرنسي كان عم يحلم يبقى على ترابها لآخر الزمان.

بعلبك ادراج ما بتعرف النوم فاتحة زوارها تستقبل المبدعين ويفوح عطر وردها ويعشعش بالذاكرة ويسافر الى كل حبة تراب بالكون ويخبّر الناس بعلبك ما بتموت بعلبك باقية ما دام في ليل ونهار وفي ناس متل خيوط الشمس ما بتتعب ولا بتهون.

بعلبك مش صورة قلعة وعواميد وآلهة ومسرح كبير، ولا زوّار كبار وصغار، طوال وقصار سود وبيض جايين يحملوا بركة الرب تتكون هدية العيد للأحفاد.

بعلبك مش موجة راحوا ولا موجة طلّوا ولا موجة خوف من وحش بري، ولا حكاية الديب والراعي وخرفان القطيع وصوت عم يستغيث وينده يا ربي.

بعلبك مش بس عجقة الناس ع راس العين السهرانين تحت ظل الحور والصفصاف ويتنشقوا عطر ورد الخوام ونسيم طلعة عمشكي.

بعلبك مش السهر بالليل بعلبك الليل بالسهر.

بعلبك صوت فيروز عم ينده هون نحن هون لون بدنا نروح، بعلبك انا شمعة على دراجك وردة على سياجك.

بعلبك، بعلبكية الرحابنة، وكركلا يتمايل على مسارح العالم حاملا مجد بعلبك الى بقاع الدنيا.

بعلبك، الأوف بتطلع من ساحة القلعة وتخلص آخر حدود الكون.

بعلبك عواميد بتحكي قصة موت ممنوع، هياكل فيها روح البعل سهرانة تتحفظ سهل البقاع من غدر الزمان.

بعلبك واسطة العقد بين بغداد والقدس ووجه دمشق الثاني ووجنة بيروت الزاهية.

بعلبك لها فخامة الاسم الذي جمع بين الله و البشر، فقط ببعلبك طلع الانسان للسماء وهبط البعل للأرض وع منحنى الفرادة التقى الانسان بوجه الله فكانت بعلبك هدية الله الى الانسان وهدية الانسان الى الله وكانت عجيبة من عجائب الدنيا السبع.

بعلبك مدينة الشمس، ومن كانت مدينته الشمس لا تصل اليه أنياب الوحوش الكاسرة، ولا يخاف نُباح الكلاب المسعورة.

بعلبك مش شوية بيوت، بعلبك مدينة تحت البيوت ما بتموت، ناطرة صوت ينده من شي مطرح تتطلع وتخبر الناس عن سر القلعة والحجر والعواميد.

بعلبك كلمة وحرف ونص بالدم مكتوب وبضلوع الصدر محفوظ، مش همّ يدمروا البيوت، تحت كل شجرة حور عم يطلع مجموعة أسود.

الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة