اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بالأشعة ما تحت الحمراء، تجولنا في رؤوس الشخصيات التي يزمع دونالد ترامب تعيينها في المناصب القيادية: وزير الخارجية، وزير الدفاع، مستشار الأمن القومي، المندوبة لدى الأمم المتحدة والسفير لدى "اسرائيل". الخلاصة، هؤلاء لادارة جهنم أم لادارة أميركا؟ تالياً لادارة العالم. "اسرائيليون" أكثر من "الاسرائيليين"، حتى لتحسب أن بنيامين نتنياهو وايتامار بن غفير وبسلئيل سموتريتش "اسرائيليون" من الدرجة الثانية، وربما الثالثة.

أكثر شراسة بكثير من رجال جورج دبليو بوش. كيف لماركو روبيو، ابن العائلة الكوبية المعادية لبلادها، بالشخصية النزقة والعصبية والمغلقة، أن يكون وزيراً للخارجية، بعدما رأى هنري كيسنجر أن الديبلوماسية لا يمكن أن تكون مهنة الوجوه المقفلة أو الأقنعة المقفلة. "أن تدخل برؤوس أصابعك ـ أصابع قدميك ـ الى النخاع الشوكي لدى أولئك الذين تحاول التأثير في رؤيتهم التاريخية أو الفلسفية للأمور".

جميع من يشكلون الادارة العتيدة أعداء، وبما تعنيه الكلمة لايران. حلفاء بما تعنيه الكلمة لـ "اسرائيل". لا يريدون بقاء أي أثر لايران، سواء كان ايديولوجياً أم كان استراتيجياً، في سائر أرجاء الشرق الأوسط، ولو استدعى ذلك اقتلاعها من الشرق الأوسط. توماس فريدمان نصحهم بعدم السقوط لا في دوامة التاريخ ولا في دوامة الجغرافيا، في رأيه تقويض النظام يكفي، ملاحظاً أن ما حدث في غزة وفي لبنان جعل النظام يعيد الكثير من حساباته.

هذه ادارة، حتى لو كان على رأسها رجل يرى في نفسه آتيلا القرن، لا بد أن تدور مكانها. المثال في ادارة بوش الابن، وقد رفع شعار "الشرق الأوسط الكبير". احتل أفغانستان لينتهي الاحتلال على ذلك النحو المهين، واحتل العراق ليكون الخروج تسللاً من الأبواب الخلفية، ودون أن يتمكن من الدخول الى سوريا.

لهذا ثمة من يتوقع أن يصغي الى بعض الأصوات الأوروبية، التي تدعوه الى عقد صفقة ما مع الايرانيين، الذين يواجهون الآن وضعاً في غاية الدقة، بسبب التطورات الميدانية التي لا شك أنها فاجأتهم ان في غزة أو في لبنان.

حتماً لم نكن نتوقع أن يكون في التشكيلة القيادية أي أثر لشخصية من اصل عربي. لا مكان لمسعد بولس، بالوجه المنفتح والمتفتح وسط تلك الضباع. لن نتكهن بطبيعة المهمة التي ستوكل اليه. نترك ذلك لليلى عبد اللطيف التي تعرف نوع الملابس الداخلية لدونالد ترامب، وحتى لكيم جونغ ـ أون. حديث عن منصب فخري (عائلي) في البيت الأبيض (مبعوث رئاسي الى لبنان. وماذا يعني ذلك؟)، أو في الخارجية، في ظل وزير لا نعرف ما نظرته الى لبنان واللبنانيين، بعدما وصف المقاومين الفلسطينيين على الطريقة التلمودية، بـ "الحيوانات البشرية"!!

نعود لنشير الى أهمية الرهان على توصل السعوديين والايرانيين الى تحديد الآليات الخاصة بتسوية كل الأزمات في المنطقة، ومن لبنان الى اليمن. الأمير محمد بن سلمان وصف ايران بـ "الدولة الشقيقة". وهذا توصيف له دلالاته البعيدة المدى لدى المتخصصين في "اللغة السعودية"، على أمل أن يفيد الايرانيون من التجربة المريرة ان على أرض فلسطين، أو على أرض لبنان.

نتوقف عند الدور الفذ الذي اضطلع به المقاومون الفلسطينيون واللبنانيون (محمد عفيف قال لسنا فصيلاً لأحد)، وحيث كان لاسبارطة القرن أن تقع في ذلك المأزق الوجودي.

على منصة "اكس" رأينا قلب نتنياهو المنكسر على لواء "غولاني"، الذي وصفه شاوول موفاز ليس فقط بالنواة الصلبة، بل بالجوهرة الصلبة للجيش "الاسرائيلي".

هم الذين يسألون "ماذا كان حلّ بنا لولا أميركا". عاموس هارئيل لاحظ مدى التماهي بين دونكيشوت ونتنياهو، حين يوحي في الكونغرس بأن لا أميركا في الشرق الأوسط لولا "اسرائيل". في نظر زعيم "الليكود" أنه قضى على حركة حماس، ولم يبق سوى بعض الطلقات من هنا وهناك (أي بهلوان يلعب في هذا الرأس؟)، كما أنه على وشك ازالة أي وجود لحزب الله جنوب الليطاني باستراتيجية التسلل التي يعتمدها هرتسي هاليفي، المتوجس من الدفع بدباباته الى المقبرة.

في كل الأحوال، ماذا يمكن لادارة دونالد ترامب أن تفعل ما لم تفعله ادارة جو بايدن أو ما لم تفعله ادارة جورج دبليو بوش؟ الرئيس العتيد يعلم أن حلمه باحياء "ميثاق ابراهيم" قد دفن في السعودية، مثلما دفن في كل من غزة ولبنان. لا تطبيع دون دولة فلسطينية. لكن ترامب، مثل نتنياهو، يريد توسيع مساحة اسرائيل، "على الأقل كما قال الله"، بحسب "الحاخام" الأميركي شمولي أبو طيح.

ولكن مثلما لا يستطيع أحد أن يقفل القبور، لا يستطيع أحد أن يقفل الخنادق. حتى إن زبغنيو بريجنسكي سأل بذهول "من وضع تلك الاستراتيجيات العمياء للشرق الأوسط، وحيث الانتقال من جحيم الى جحيم"؟؟

الأكثر قراءة

هل نجح ماكرون في مفاوضاته مع ولي العهد بن سلمان باعادة الاهتمام السعودي الى لبنان؟ مستشار ترامب للشرق الاوسط مسعد بولس اوضح قبول ادارة ترامب تحديد 9 كانون الثاني لجسلة انتخاب الرئيس الهجوم في سوريا هدفه الوصول الى الهرمل وتطويق الحزب