اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قد يبدو الجلد اللامع على الساقين ظاهرة عادية أو مجرد تغيّر جمالي في البشرة، ولكنه قد يكون علامة على مشاكل صحية خطرة تستدعي الانتباه. هذه الحالة قد تشير إلى اضطرابات في الدورة الدموية أو تراكم السوائل أو أمراض تؤثر في صحة الشرايين والأوردة. في هذا المقال، سنناقش الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة ومدى خطورتها، بالإضافة إلى كيفية التعامل معها.

من أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور الجلد اللامع على الساقين هو مرض الشرايين المحيطية (PAD)، وهو حالة تحدث نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول في جدران الشرايين. هذا التراكم يؤدي إلى تضيق الشرايين وتقييد تدفق الدم إلى عضلات الساق، مما قد يتسبب في تغيرات في الجلد، من بينها المظهر اللامع.

رغم أن مرض الشرايين المحيطية لا يُعتبر مهددًا للحياة بشكل مباشر، إلا أنه يعدّ مقدمة لتصلب الشرايين، وهي حالة تزيد من خطر الإصابة بأمراض قلبية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية. بالإضافة إلى الجلد اللامع، قد تظهر أعراض أخرى مثل ألم في الساق أثناء المشي (العَرَج)، برودة الأطراف، أو تغير لون الجلد.

الجلد اللامع قد يكون أيضًا ناتجًا من الوذمة، وهي حالة تحدث بسبب تراكم السوائل في الأنسجة. الوذمة تؤدي إلى تورم الجلد وتوتره، مما يعطيه مظهرًا لامعًا وناعماً. يمكن أن تنتج الوذمة عن أسباب متعددة، مثل:

- مشاكل القلب: قصور القلب يمكن أن يؤدي إلى تراكم السوائل في الأطراف.

- مشاكل الكلى: خلل في وظائف الكلى قد يسبب احتباس السوائل.

- الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة: يؤدي ذلك إلى ضعف تدفق الدم وتراكم السوائل في الساقين.

إذا استمر التورم واللمعان لفترة طويلة أو ترافق مع أعراض أخرى مثل الألم أو تغير لون الجلد، فقد يكون ذلك علامة على مشكلة صحية أكثر خطورة.

أما الخثار الوريدي العميق (DVT) فهو حالة أخرى قد تتسبب في ظهور الجلد اللامع على الساقين. يحدث DVT عندما تتشكل جلطة دموية في الأوردة العميقة، غالبًا في الساق أو الفخذ. هذه الجلطة تعيق تدفق الدم، مما يؤدي إلى تورم وألم واحمرار في المنطقة المصابة.

إذا تُركت هذه الحالة دون علاج، قد تتحرك الجلطة إلى الرئتين مسببة انسدادًا رئويًا، وهي حالة مهددة للحياة. لذلك، من الضروري مراجعة الطبيب فور ظهور علامات مثل تورم مفاجئ، ألم شديد، أو تغير في مظهر الجلد.

رغم أن الجلد اللامع قد لا يكون دائمًا علامة على مشكلة خطيرة، إلا أن وجود أعراض إضافية قد يكون مؤشرًا على ضرورة التقييم الطبي. تشمل هذه الأعراض: ألم في الساق أو الفخذ،برودة في الأطراف، تغير لون الجلد (احمرار أو شحوب)، ظهور تقرحات بطيئة الشفاءبرودة في الأطراف، تورم ملحوظ ومستمر.

هذا ويمكن تقليل خطر الإصابة بالمشاكل المرتبطة بالجلد اللامع من خلال اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية. يعد الحفاظ على وزن صحي أمرًا أساسيًا، حيث يقلل الوزن المثالي من الضغط على الأوعية الدموية ويحسن وظائفها. كذلك، تُعد ممارسة الرياضة بانتظام وسيلة فعّالة لتحسين الدورة الدموية وتقوية عضلات الساق، مما يساعد في منع تراكم السوائل أو الدهون. من الضروري أيضًا التوقف عن التدخين، لأنه يضر بصحة الشرايين ويزيد من خطر تصلبها. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه وقليل الدهون المشبعة لتعزيز صحة الأوعية الدموية. وأخيرًا، يُعد التحكم في الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم جزءًا مهمًا من الوقاية، حيث تساهم هذه الحالات في زيادة خطر الإصابة بمشاكل الدورة الدموية والجلد.

الجلد اللامع على الساقين ليس مجرد تغير بسيط في المظهر، بل قد يكون علامة على مشاكل صحية خطيرة تتطلب اهتمامًا فوريًا. سواء كان ناتجًا عن مرض الشرايين المحيطية، الوذمة، أو الخثار الوريدي العميق، فإن التقييم الطبي المبكر والتدخل العلاجي يمكن أن يحميك من مضاعفات خطيرة تهدد صحتك وحياتك. إذا لاحظت هذه الأعراض، فلا تتردد في طلب المشورة الطبية.

الأكثر قراءة

الجيش السوري يستعد لهجوم مضاد والطيران الروسي والسوري يقصف التكفيريين وزير الخارجية الإيراني يزور تركيا غدًا وروسيا ترفض اهتزاز الوضع في سوريا