اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اكتشف علماء الفلك باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) ثقبا أسود ضخما يبدو أنه وصل إلى حالة من السبات بعد أن ابتلع كمية هائلة من المادة من المجرة التي يقطنها.

وهذا الثقب الأسود، الذي يزن نحو 400 مليون مرة كتلة شمسنا، يشكل جزءا كبيرا من مجرته، حيث يمثل 40% من كتلتها الإجمالية، وهذا رقم ضخم جدا إذا قورن بنسبة 0.1% التي تمثل المتوسط المعتاد في الثقوب السوداء في المجرات الأخرى.

وعلى الرغم من حجمه الهائل، فقد تباطأ نموه بشكل ملحوظ، وقد أغمي على هذا الوحش الكوني بعد وجبة كبيرة من الغاز والغبار المجري، وهو ما يزيد من تعقيد لغز كيف أصبحت الثقوب السوداء الهائلة ضخمة بهذه السرعة في الكون المبكر.

ويعتقد العلماء أن الثقوب السوداء قد تمر بفترات من النمو السريع تليها فترات من السبات، ما يغير من فهمنا لكيفية نشوء هذه الأجرام السماوية العملاقة.

ويعني الحجم الضخم للثقب الأسود أنه مرئي من مسافات بعيدة للغاية في الكون. وقد نشأ في مرحلة مبكرة من تطور الكون، في وقت قريب من الانفجار العظيم (الذي حدث منذ نحو 13.8 مليار سنة). وهذا يشير إلى أنه كان من بين أولى الثقوب السوداء التي تشكلت بعد الانفجار العظيم.

ووفقا للعلماء فقد تم رصد الثقب الأسود عندما كان عمر الكون 800 مليون سنة فقط.

وعلى الرغم من حجمه الضخم، فقد توقف الثقب الأسود حاليا إلى حد كبير عن "الأكل"، حيث أنه يبتلع الآن المجرة المحيطة به بنسبة 1% فقط من حدوده النظرية.

ويشير هذا إلى أن العلماء ربما كانوا مخطئين بشأن الطرق التي تتطور بها الثقوب السوداء. فلم يكن من المعتقد سابقا أن ثقبا أسود من ذلك العصر المبكر في الكون سيكون ضخما هكذا ولكنه ينمو الآن ببطء شديد.

ويعتقد العلماء أن التفسير الأكثر ترجيحا هو أنه يمر بفترات من النمو السريع ثم الخمول.

وقال المؤلف الرئيسي إغناس غودزباليس من معهد كافلي لعلم الكونيات في كامبريدج: "على الرغم من أن هذا الثقب الأسود خامل، إلا أن حجمه الهائل جعل من الممكن لنا اكتشافه. سمحت لنا حالته الخاملة بالتعرف على كتلة المجرة المضيفة أيضا. وتمكن الكون المبكر من إنتاج بعض الوحوش الحقيقية، حتى في المجرات الصغيرة نسبيا".

نشرت الورقة البحثية التي تصف النتائج بعنوان: "ثقب أسود خامد فائق الكتلة في الكون المبكر"، في مجلة Nature.

الأكثر قراءة

حزب الله يُحذر من الخروقات «الإسرائيليّة»: للصبر حدود الجولاني مُستقبلا جنبلاط: سنكون سنداً للبنان