اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعتبر الولادة المبكرة واحدة من أبرز التحديات الصحية التي تواجه النساء الحوامل وأطفالهن على مستوى العالم، لما لها من تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على صحة كلا الطرفين. تُعرَّف الولادة المبكرة بأنها ولادة الطفل قبل إتمام الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، مما يعني عدم اكتمال فترة الحمل الطبيعية اللازمة للنمو والتطور الكامل للجنين داخل رحم الأم.

هذه الولادة المبكرة قد تترك تداعيات خطرة على صحة المولود، حيث يكون أكثر عرضة لمشكلات صحية متنوعة تشمل تأخر التطور البدني والعقلي، إلى جانب زيادة احتمالية الإصابة بمضاعفات طبية قد تستمر معه على المدى البعيد. كما أنها تمثل تحدياً نفسياً وجسدياً للأمهات، اللاتي يواجهن قلقاً كبيراً حيال صحة أطفالهن ومستقبلهن الصحي.

ركزت دراسة حديثة أجراها معهد ليغينز على استكشاف التأثيرات الصحية طويلة الأمد للولادة المبكرة. تعتبر الولادة المبكرة التي تحدث قبل مرور 37 أسبوعا من الحمل واحدة من أبرز الحالات الطبية التي تؤثر في حوالى واحد من كل 10 أطفال حول العالم. وقد ارتبطت الولادة المبكرة في دراسات سابقة بزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات القلبية والوعائية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية. لكن الدراسات التي شملت الأشخاص الذين بلغوا مرحلة البلوغ، خاصة في عصر التحسن الكبير في الرعاية الطبية لحديثي الولادة، كانت نادرة.

وفي محاولة لتسليط الضوء على العواقب الصحية طويلة المدى للولادة المبكرة، تابع الباحثون الأفراد الذين كانوا جزءا من تجربة سريرية مزدوجة التعمية حول استخدام "بيتاميثازون" (يُستخدم بشكل خاص في الحمل للمساعدة في نضوج رئتي الجنين) قبل الولادة. وقد تم جمع البيانات الصحية للأفراد عبر استبيانات صحية وفحص بياناتهم الطبية الإدارية.

وركزت الدراسة على قياس عدد من النتائج الصحية الرئيسية، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري ومرحلة ما قبل السكري وخلل شحميات الدم، بالإضافة إلى مراقبة الأحداث القلبية الوعائية الرئيسية. كما تم قياس بعض النتائج الثانوية التي تشمل الصحة التنفسية والعقلية والتعليمية.

وأظهرت النتائج أن حوالي ثلثي البالغين الذين وُلدوا قبل الأوان كانوا يعانون من ارتفاع ضغط الدم (34.7٪ مقارنة بـ 19.8٪ في المجموعة التي وُلدت في الموعد المحدد). وعلى الرغم من ذلك، كانت معدلات الإصابة بالأحداث القلبية الوعائية الرئيسية أقل في هذه المجموعة (2.8٪ مقارنة بـ 6.9٪ للمجموعة التي وُلدت في الموعد المحدد). ولم تطرأ تغييرات كبيرة في معدلات الإصابة بمرض السكري أو مرحلة ما قبل السكري أو اضطراب شحميات الدم.

أما في ما يخص الصحة التنفسية، فلم تُلاحظ فروقات كبيرة بين المجموعتين، كما كانت معدلات الإصابة بأمراض الكلى المزمنة متشابهة في كلا المجموعتين.

وعلى صعيد الصحة العقلية، كانت اضطرابات الصحة النفسية أقل شيوعا بين المولودين قبل الأوان (38.2٪ مقارنة بـ 52.9٪ في المجموعة الأخرى)، كما كان الاكتئاب المبلغ عنه ذاتيا أقل في هذه المجموعة.

وبالنسبة للتحصيل العلمي والوفيات بعد السنة الأولى من العمر، لم تُسجل اختلافات كبيرة بين المجموعتين. وتشير نتائج الدراسة إلى أن التأثيرات السلبية المرتبطة بالولادة المبكرة على صحة القلب والأوعية الدموية قد لا تكون شائعة بين جميع الأفراد الذين وُلدوا قبل الأوان.

الأكثر قراءة

هذه الكلفة المتوقّعة للحرب في حال تجدّدها