اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ارتفاع الكوليسترول مشكلة صحية شائعة قد تمر دون ملاحظة لفترة طويلة، نظرًا لأنه لا يسبب عادةً أعراضًا واضحة في مراحله المبكرة. إلا أن هذا الاضطراب يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية إذا لم يتم التحكم فيه. لذا، من الضروري أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية التي قد تشير إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، مما يتيح لك فرصة التدخل المبكر والحفاظ على صحتك.

الكوليسترول مادة دهنية أساسية توجد في كل خلية من خلايا الجسم، وله دور هام في إنتاج الهرمونات وفيتامين D والمساهمة في بناء أغشية الخلايا. ولكن، عندما ترتفع مستوياته عن الحد الطبيعي، يمكن أن يترسب على جدران الأوعية الدموية مسببًا تضيقها أو انسدادها، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

ارتفاع الكوليسترول ينقسم إلى نوعين:

- الكوليسترول الضار (LDL): ارتفاع مستوياته يؤدي إلى ترسب الدهون في الشرايين.

- الكوليسترول النافع (HDL): يعمل على إزالة الدهون الزائدة من الأوعية الدموية.

على الرغم من أن ارتفاع الكوليسترول غالبًا ما يكون صامتًا، إلا أن هناك علامات وأعراضًا غير مباشرة قد تشير إلى وجود مشكلة:

- آلام في الصدر أو الذبحة الصدرية: عندما يؤدي تراكم الكوليسترول إلى تضييق الشرايين، يقل تدفق الدم إلى القلب، مما يسبب آلامًا في منطقة الصدر تُعرف بالذبحة الصدرية. قد تزداد هذه الآلام أثناء النشاط البدني أو الضغط النفسي.

- ضعف أو خدر في الأطراف: إذا كان هناك انسداد في الأوعية الدموية بسبب تراكم الدهون، قد يقل تدفق الدم إلى اليدين والقدمين، ما يؤدي إلى الشعور بالخدر أو الضعف في الأطراف.

- ظهور نتوءات دهنية تحت الجلد (Xanthomas): قد تظهر تراكمات دهنية صغيرة تحت الجلد، خاصة حول العينين، الكوعين، الركبتين، أو على الأوتار. تُعتبر هذه علامة مرئية على ارتفاع الكوليسترول.

- التعب والإرهاق المستمر: انخفاض تدفق الدم بسبب انسداد الأوعية الدموية يمكن أن يؤثر على تزويد الأعضاء والأنسجة بالأكسجين اللازم، مما يؤدي إلى شعور مستمر بالإرهاق والضعف العام.

- ضعف الانتصاب لدى الرجال: قد يكون ضعف الانتصاب مؤشرًا مبكرًا على مشاكل في تدفق الدم نتيجة لتصلب الشرايين الناجم عن ارتفاع الكوليسترول.

- مشاكل في الرؤية: ارتفاع الكوليسترول يمكن أن يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية الدقيقة في العينين، مما يسبب تشوشًا في الرؤية أو في الحالات الشديدة فقدانها.

هذا  يعتمد تجنب ارتفاع الكوليسترول بشكل أساسي على اتباع نمط حياة صحي يشمل مجموعة من الخطوات المهمة. البداية تكون باتباع نظام غذائي متوازن يركز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة، الفواكه، والخضروات، مع تقليل استهلاك الدهون المشبعة والسكريات التي تسهم في رفع مستويات الكوليسترول الضار. إلى جانب ذلك، تعتبر ممارسة الرياضة بانتظام من العوامل الأساسية لتحسين الصحة العامة، حيث تسهم في رفع مستويات الكوليسترول النافع وتقليل الضار.

كما يلعب الإقلاع عن التدخين دورًا كبيرًا في الوقاية من ارتفاع الكوليسترول، إذ إن التدخين يؤثر سلبًا على مستويات الكوليسترول النافع ويزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين. بالإضافة إلى ذلك، من المهم إجراء الفحوصات الدورية لمراقبة مستويات الكوليسترول في الدم واكتشاف أي تغييرات قد تستدعي التدخل المبكر. وفي بعض الحالات، قد يكون من الضروري تناول الأدوية لخفض مستويات الكوليسترول بناءً على توصيات الطبيب، مع الحفاظ على التزام التغييرات في نمط الحياة لتحقيق أفضل النتائج.

أخيراً، إنّ ارتفاع الكوليسترول قد يكون خطرًا صامتًا على صحتك، ولكن الانتباه إلى العلامات التحذيرية مثل آلام الصدر، الإرهاق المستمر، وضعف الدورة الدموية يمكن أن يمنحك فرصة للتدخل قبل تطور المشكلة. الوقاية هي الخطوة الأهم، وذلك من خلال تبني عادات صحية وإجراء فحوصات دورية للحفاظ على صحة القلب والشرايين. صحتك تبدأ من وعيك، فلا تتردد في استشارة الطبيب عند ملاحظة أي من هذه الأعراض.

الأكثر قراءة

هذه الكلفة المتوقّعة للحرب في حال تجدّدها