كلمات في زمن الغربة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

1ـ يقول مدير متحف "اللوفر" سابقا المؤرِّخ الفرنسيّ أندريه بارّو: لكلّ شخصٍ متحضّرٍ وطنانِ: وطنه الأمّ وسورية. يأملُ اليوم المعنيّون بسورية التاريخ قريبه والبعيد، أن يأخذ الحكمُ الجديد في الشام علما وخبرا بذلك، فلا تغيب من بعد عن أحدٍ الحقيقة بأنّ التاريخ هو حاضرٌ يدفع به الماضي الى المستقبل. ولا تمنع بالتالي، اجراءات ما على موطنيّ العالم المتحضّر حقّهم في الانتماء الانساني الى سورية أمِّ الحضارات المتواصلة الحلقات، منذ فجر الانسانيّة الأوّل .

2ـ الى الذين منّا يسعون اليوم، وقد اقتربت الأمّة من حدود "قبر التاريخ"، الى أن يتوحّدوا بعد طول فراق في غير انشقاق. الوحدةُ هُويّةٌ وليست مجرّد هوىّ في النفس، تتغيّر حرارته مع تغيُّر المواسم وتبدّل الفصول. وكما يرد، في بيان كلّ هُويّةٍ شخصيّة، فسحة للاشارة الى العلامة الفارقة في صاحب الهويّة، ان كان له ما يؤكّد خصوصيّة فيه، فَشبيهٌ بهذه الحال واقعُ الهيئات الاجتماعيّة من أنديةٍ وجمعيّات واحزابٍ على اختلافها وتنوّعها.

ومن العلامات الفارقة التي وسمت الحزب "القومي" على مدى تاريخه أنّه حزبُ نهضةٍ، هي حرب على المفاسد وعلى رأس قائمتها النزعات الفرديّة، اضافة الى كونه حزب جهادٍ ضدّ كلّ ما يعيق النهوض بالحياة الى مراقيها، الى مراميها على مدى "الهلال الخصيب". فأيّة وحدة لا تأخذ بالحسبان ما هو علامة فارقة.

3ـ الخيبات المتواصلة أخطرُ ما فيها أنّها تُحفّزُ من يهونون أمامها على أنْ يألفوا الهوان.

4ـ تثقل عليك الأحزان أكثر حين يعتبرك أهلُ الكسل الروحي كافرا تجدّف على الله، اذا سألت والفواجع تحاصر بلادك: أين هو الله؟ أين هو؟ داعيا ثقيلي الأحمال اليه لكي يريحهم. اللهمّ، لا كفرا الّا بالمُكفِّرين، نسألك: متى تفي بوعدك؟ متى يتوقّف صالبوك ذات يوم عن صلبنا كلّ يوم؟