صاروخ "نيو غلين" مركبة إطلاق مدارية ثقيلة طورتها شركة "بلو أوريجن"، يتكون من جزأين ينفصلان في الهواء، يعود أحدهما إلى قاعدة إطلاق مثبتة في المحيط من أجل إعادة استخدامه، والجزء الثاني ينطلق إلى هدفه في الفضاء، وهو مصمم لنقل رواد الفضاء والحمولات المدارية، وكذا لنقل البشر الآخرين غير رواد الفضاء، وهو نسخة مطورة من الصاروخ "نيو شيبرد".
النشأة والتصنيع
صاروخ "نيو غلين" صاروخ فضائي طورته شركة "بلو أوريجن"، المملوكة لرجل الأعمال الأميركي جيف بيزوس، وبدأت عملية تطويره في بداية العام 2010، وأُعلن عنها رسميا عام 2016.
ويعمل الصاروخ باستخدام 7 محركات من نوع "بي إي-4″، وهي من أقوى المحركات التي تعمل بالأكسجين السائل والغاز الطبيعي المسال، معتمدة على تقنية الاحتراق المرحلي.
ويولد كل محرك قوة دفع تصل إلى 550 ألف رطل (2450 كيلو نيوتن) عند مستوى سطح البحر، مع إمكانية تقليل هذه القوة حسب الحاجة.
وسمي الصاروخ بهذا الاسم تيمنا بالكولونيل جون غلين، أول رائد فضاء أميركي دار حول الأرض عام 1962.
التصميم
يبلغ ارتفاع صاروخ "نيو غلين" نحو 98 مترا، وهو مدعوم بمحركات قادرة على توليد قوة دفع عالية.
ويتكون من جزأين (الجزء السفلي) وهو قابل لإعادة الاستخدام، والجزء الثاني هو حاوية حمولة عرضها 7 أمتار، توفر ضِعف السعة مقارنة بالحاويات التقليدية، مما يتيح مساحة لاستيعاب مجموعات أقمار صناعية أكبر وحمولات أثقل، مع تحسين كفاءة الإطلاق.
الأجنحة الهوائية
يتميز الصاروخ بـ4 أسطح تحكم هوائية (الأجنحة) تمكّنه من التحكم بالاتجاه أثناء هبوط الجزء الأول، وصُممت الأجنحة لتوفير قوة رفع وتحسين القدرة على تعديل النطاق الأفقي أثناء العودة إلى الأرض، مما يعزز دقة الهبوط.
معدات الهبوط
الجزء الأول مزود بـ6 أرجل هيدروليكية قابلة للتمديد، مصممة لدعم وتأمين الهبوط على منصة متحركة، مما يضمن إعادة استخدام مكونات هذا الجزء بسهولة وصيانته بين الرحلات.
ويتكون هذا الجزء من 4 أجنحة تحكم هوائية مصممة للتحكم بالاتجاه والرفع الديناميكي أثناء عودته إلى الأرض، وتوفر هذه الأجنحة قدرة على تعديل النطاق الأفقي، مما يحسن دقة الهبوط على منصة الهبوط.
المواصفات والمميزات
يتميز صاروخ "نيو غلين" بجزء قابل لإعادة الاستخدام، صُمم للهبوط على منصة في المحيط الأطلسي بعد الوصول إلى ارتفاعات محددة داخل الغلاف الجوي للأرض بهدف المساهمة في تعزيز الاستدامة وتقليل تكاليف استكشاف الفضاء.
ووفقا لجيف بيزوس، فقد صُنف "نيو غلين" لحمل البشر، والحمولات الفضائية، إضافة إلى كونه مصمما ليتحمل الاهتزازات والتسارع الذي يتحمله البشر أثناء الرحلات الفضائية.
ويتضمن "نيو غلين" 7 محركات من طراز "بي إي-4" التي تستخدم الغاز الطبيعي المسال والأكسجين السائل لتوليد قوة دفع تصل إلى 3.85 ملايين رطل، مما يوفر للصاروخ القدرة على حمل حمولات ضخمة إلى الفضاء.
وينطلق الصاروخ من منصة الإطلاق، وبعد انفصال الجزء الأول يهبط بشكل مستقل على منصة هبوط تبعد نحو ألف كيلومتر عن موقع الإطلاق. بعد ذلك يتم تشغيل محركات من نوع "بي إي-4" لدفع الجزء الثاني إلى الفضاء، وفصل حاوية الحمولة لضمان وصولها بأمان إلى المدار.
آلية العمل
يتميز صاروخ "نيو غلين" بتصميم قابل لإعادة الاستخدام، مما يساهم في تقليل تكلفة الرحلات الفضائية، وتمر آلية عمله بالخطوات التالية:
المرحلة الأولى
يبدأ الصاروخ بالإقلاع باستخدام الجزء الأول (السفلي) الذي يحتوي على 7 محركات من نوع "بي إي-4″، مما يمنح الصاروخ القوة اللازمة للإقلاع والوصول إلى ارتفاعات عالية.
وعندما يصل الصاروخ إلى الارتفاع المطلوب، ينفصل الجزء الأول عن الجزء الثاني (العلوي) ويبدأ الجزء الأول مرحلة الهبوط، وبعد الانفصال يتم تفعيل 3 محركات من نوع "بي إي-4″، للتحكم في عملية الهبوط.
وفي هذه المرحلة تُستخدم أجنحة ومحركات موجهة، لتوجيه الجزء الأول من الصاروخ إلى منصة الهبوط في المحيط الأطلسي، والتي أطلق عليها اسم "جاكلين"، وهو اسم والدة بيزوس.
والهدف من هذه العملية هو إعادة استخدام الجزء الأول في عمليات إطلاق لاحقة.
المرحلة الثانية
بمجرد انفصال الجزء الأول، تبدأ المرحلة الثانية المدعومة بمحركات من نوع "بي إي-3 يو" بالتحرك نحو المدار أو تحرير الحمولة إلى مدارات أخرى حسب المهمة.
لا يُستخدم هذا الجزء مرة أخرى، ويتم التخلص منه بعد إتمام المهمة.
منافسة مع "سبيس إكس"
يُعتبر "نيو غلين" منافسا رئيسيا لصواريخ "فالكون 9" التي تصنعها شركة "سبيس إكس"، في مجال إطلاق الأقمار الصناعية التجارية والمسابير الفضائية الخاصة بوكالة ناسا، والمركبات الفضائية العسكرية.
وحصلت شركة "بلو أوريجن" في نهاية كانون الأول 2024 على ترخيص تجاري لإطلاق صاروخ "نيو غلين" من إدارة الطيران الفدرالية الأميركية، ويمتد هذا الترخيص 5 سنوات، مما يتيح للشركة تنفيذ مهام مدارية انطلاقا من مجمع الإطلاق في محطة "كيب كانافيرال" للقوات الفضائية.
يشكل صاروخ "نيو غلين" خطوة نوعية للشركة المطورة، التي دخلت في منافسة مع "سبيس إكس"، المملوكة لرجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، و "يونايتد لونش ألاينس"، وهو مشروع مشترك بين شركتي "بوينغ" و "لوكهيد مارتن"، وتتنافس جميع هذه الشركات على عقود إطلاق الأقمار الصناعية للأمن القومي في الولايات المتحدة.
يتم قراءة الآن
-
ترامب يرفع العقوبات عن سوريا و«يشترط» لمساعدة لبنان طرابلس تحت الضغط: شارع غاضب وانتخابات معلّقة قضية «المرفأ» تتحرك و«المتقاعدين» الى التصعيد
-
أيّ صفقات استراتيجيّة بعد الصفقات الاقتصاديّة؟
-
رئيس أميركي في المزاد العلني
-
التنسيق الجنبلاطي – الإرسلاني قائم ومستمرّ... وظهر في الانتخابات البلديّة لقاء خلده أكد تجنيب لبنان ما يحدث في سورية من توترات مذهبيّة
الأكثر قراءة
-
ترامب يرفع العقوبات عن سوريا و«يشترط» لمساعدة لبنان طرابلس تحت الضغط: شارع غاضب وانتخابات معلّقة قضية «المرفأ» تتحرك و«المتقاعدين» الى التصعيد
-
إتفاق أميركي – إيراني... هكذا سيتأثر حلفاء واشنطن
-
رفع العقوبات عن سورية: المخاطر والإيجابيّات لبنانيًا ما هي الأثمان.. وهل من دور لدمشق في محاصرة حزب الله؟ ترقب لردّ فعل "اسرائيل" بعد انتهاء زيارة ترامب الى المنطقة
عاجل 24/7
-
17:21
زيلينسكي: بوتين لم يأت إلى أنقرة ولا يمكننا مواصلة الركض خلفه في أرجاء الأرض، وإذا أمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار اليوم على المستوى الفني فيمكن تجاوز الاجتماع مع بوتين.
-
17:21
زيلينسكي: الوفد الأوكراني سيبقى في اسطنبول الجمعة ومن الممكن أن يلتقي الوفدين الروسي والأميركي، ومستعد لمفاوضات مباشرة مع الجانب الروسي وعليهم إظهار رغبتهم في إحلال السلام.
-
17:20
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: بوتين هو من تراجع عن عقد اللقاء معي، نعتبر عدم الارتقاء بمستوى تمثيل الوفد الروسي في أنقرة إهانة.
-
17:19
رئيس الوفد الروسي إلى مفاوضات اسطنبول: مستعدون لإمكانية تقديم تنازلات خلال المفاوضات مع الجانب الأوكراني.
-
17:07
سلام: ثقافتنا العربية قادرة على النهوض وعلى بناء إنسان طامح إلى غد أفضل، ونمد أيدينا جميعًا لنؤكد هذا الخيار ونحمي هويتنا الثقافية، ووطن بلا ثقافة هو جسد بلا روح.
-
17:07
سلام: بيروت تبقى أميرة لتاريخها ومتمسكة بهويتها العربية، وليس مصادفة أن تكون حاضنة لهذا المعرض الثقافي العريق.
