كيف تؤثر فيتامينات "ب" على الطاقة والمناعة وصحّة الأعصاب؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تعتبر فيتامينات "ب" مجموعة من الفيتامينات الذائبة في الماء التي تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الجسم العامة. هذه الفيتامينات تشمل ثمانية أنواع رئيسية: B1 (الثيامين)، B2 (الريبوفلافين)، B3 (النياسين)، B5 (حمض البانتوثنيك)، B6 (البيريدوكسين)، B7 (البيوتين)، B9 (حمض الفوليك)، وB12 (الكوبالامين)، وكل منها يؤدي وظائف مختلفة ولكن مترابطة للحفاظ على صحة الجسم. بداية، يساهم الثيامين (B1) في الحفاظ على صحة الجهاز العصبي من خلال تحسين نقل الإشارات العصبية، وهو مهم بشكل خاص في دعم وظائف الدماغ وتحسين القدرة على التركيز.

كما يساعد الثيامين أيضًا في تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة، مما يساهم في زيادة مستويات الطاقة اليومية. أما الريبوفلافين (B2) فيعتبر من الفيتامينات الضرورية لصحة البشرة والعينين، حيث يعمل كمضاد للأكسدة ويحد من آثار الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة، كما يساعد في دعم التفاعلات الكيميائية التي تساهم في إنتاج الطاقة داخل الخلايا. وبالمثل، يُعد النياسين (B3) عنصرًا أساسيًا في تحويل الطعام إلى طاقة، بالإضافة إلى أنه يساهم في تحسين الدورة الدموية وصحة القلب من خلال تقليل مستويات الكوليسترول الضار وزيادة مستويات الكوليسترول الجيد.

 في حين أن حمض البانتوثنيك (B5) يعد مهمًا في إنتاج هرمونات الغدة الكظرية التي تلعب دورًا في تنظيم مستويات التوتر والضغط النفسي، مما يجعله ضروريًا في دعم الجسم في مواجهة الضغوطات اليومية. من جانب آخر، يعتبر البيريدوكسين (B6) عنصرًا رئيسيًا في دعم الجهاز العصبي وتحسين إنتاج الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، اللذان يؤثران بشكل كبير في تحسين المزاج، والنوم، والتركيز. هذا الفيتامين له أيضًا دور مهم في دعم جهاز المناعة وإنتاج خلايا الدم الحمراء.

أما البيوتين (B7)، فيُعتبر من الفيتامينات التي تساهم في صحة الشعر، الجلد، والأظافر، حيث يعزز نمو الشعر ويمنع تساقطه. كما يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم ويعزز عمليات التمثيل الغذائي للبروتينات والدهون. بالنسبة لحمض الفوليك (B9)، فهو يُعد من الفيتامينات الأساسية للحفاظ على صحة القلب والمساعدة في تقليل خطر الإصابة بعيوب خلقية أثناء الحمل، خاصة تلك المرتبطة بالجهاز العصبي مثل عيب الأنبوب العصبي. ولذلك، يُوصى بتناوله بكميات كافية للنساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل. وأخيرًا، يعتبر فيتامين B12 (الكوبالامين) من أهم الفيتامينات التي تساعد في تكوين خلايا الدم الحمراء وحماية الأعصاب، كما يساهم في الحفاظ على صحة الدماغ والوظائف العصبية. يعاني العديد من الأشخاص، خاصة أولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا صارمًا، من نقص فيتامين B12 بسبب عدم وجوده بكميات كبيرة في الأطعمة النباتية.

نظرًا لأن فيتامينات ب تذوب في الماء، فإن الجسم لا يخزنها، مما يتطلب تناولها بانتظام عبر النظام الغذائي أو المكملات. من المهم أن يتم تضمين مصادر غذائية غنية بهذه الفيتامينات في الحمية اليومية، مثل اللحوم، الأسماك، البيض، الحبوب الكاملة، الخضروات الورقية، المكسرات، ومنتجات الألبان. كما أن نقص فيتامينات ب يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية مثل فقر الدم، الإرهاق المزمن، مشاكل في الذاكرة والتركيز، مشاكل في الجهاز العصبي، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل القلب. وبالتالي، من الضروري الحرص على تناول الكميات الكافية من هذه الفيتامينات لضمان الصحة العامة والوقاية من الأمراض.