اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يعد سرطان الكبد الليفي الصفائحي نوعًا نادرًا من أنواع سرطان الكبد، يتميز بطبيعته المختلفة عن سرطانات الكبد الشائعة. يصيب هذا النوع عادةً الشباب الذين لا يعانون من أي أمراض كبدية سابقة، ويظهر غالبًا لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا. ونظرًا لندرته، فإن التشخيص والعلاج يتطلبان استراتيجيات دقيقة ومخصصة.

سرطان الكبد الليفي الصفائحي هو نوع فرعي من سرطان الكبد يتميز بنمو بطيء نسبيًا مقارنة بسرطانات الكبد الأخرى. يتكون من خلايا غير طبيعية تحيط بها ألياف من النسيج الضام، وهو ما يمنحه اسمه "الليفي الصفائحي". غالبًا ما يظهر هذا النوع من السرطان في الكبد، ولكن في بعض الحالات النادرة، قد ينتشر إلى أعضاء أخرى مثل الرئتين أو العقد الليمفاوية.

على عكس سرطان الكبد التقليدي الذي يرتبط عادة بتشمع الكبد أو الإصابة بفيروسات الكبد المزمنة (HBV وHCV)، فإن سرطان الكبد الليفي الصفائحي يظهر لدى الأفراد الأصحاء الذين لا يعانون من أمراض كبدية مسبقة. تشير الدراسات إلى أن الطفرة الجينية المحددة، والمعروفة باندماج الجين DNAJB1 مع الجين PRKACA، تؤدي دورًا رئيسيًا في تطور هذا النوع من السرطان. ومع ذلك، فإن أسباب حدوث هذه الطفرة لا تزال غير واضحة بالكامل، مما يجعل البحث العلمي المستمر ضرورة لفهم هذا المرض بشكل أعمق.

تشمل أعراض سرطان الكبد الليفي الصفائحي مجموعة من العلامات غير المحددة التي قد تجعل التشخيص صعبًا في المراحل المبكرة، ومنها الشعور بألم أو عدم راحة في الجزء العلوي الأيمن من البطن، فقدان غير مبرر للوزن، والتعب والإرهاق المزمن. كما قد يلاحظ تضخم الكبد أو ظهور كتلة محسوسة في البطن، وفي بعض الحالات قد يظهر اليرقان (اصفرار الجلد والعينين) نتيجة تأثر وظائف الكبد.

هذا وتعتمد استراتيجية العلاج على مرحلة تطور المرض وحالة المريض الصحية العامة، وتشمل عدة خيارات علاجية. الجراحة تُعد الخيار العلاجي الأساسي والأنجح في حال اكتشاف المرض مبكرًا، حيث يتم استئصال الورم بشكل كامل. وفي الحالات المتقدمة، قد يكون زراعة الكبد الحل الوحيد لإنقاذ حياة المريض. كما يُستخدم العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لتقليل حجم الورم أو السيطرة على انتشاره، على الرغم من أن فعاليتها في سرطان الكبد الليفي الصفائحي محدودة مقارنة بسرطانات أخرى. وأخيرًا، يعد العلاج المناعي والموجه خيارًا جديدًا وواعدًا، حيث يستهدف الطفرات الجينية المحددة مثل اندماج الجين DNAJB1-PRKACA.

نظراً لطبيعة المرض النادرة، فإن الدعم النفسي والاجتماعي للمريض وعائلته أمر حيوي. يمكن للمرضى الاستفادة من الانضمام إلى مجموعات دعم مخصصة لمرضى السرطان أو التواصل مع مستشارين متخصصين لتخفيف العبء النفسي وتعزيز التفاؤل.

تُبذل جهود علمية كبيرة لفهم الآليات الجزيئية التي تؤدي إلى تطور سرطان الكبد الليفي الصفائحي. وقد أسهمت التطورات في مجال الطب الجيني والعلاج الموجه في فتح آفاق جديدة لتطوير علاجات أكثر فعالية. ومن المتوقع أن تساعد هذه الأبحاث في تحسين نتائج المرضى وزيادة فرص الشفاء.

يُعد سرطان الكبد الليفي الصفائحي تحدياً طبياً بسبب ندرته وتشابهه مع أنواع أخرى من الأورام. ومع ذلك، فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يحدثا فرقاً كبيراً في حياة المرضى. ومع استمرار التقدم في الأبحاث الطبية، فإن الأمل يظل قائماً لتطوير طرق علاجية مبتكرة تسهم في تحسين جودة حياة المصابين بهذا المرض النادر.

 

الأكثر قراءة

دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان