تعتبر قيادة حزب "القوات" في معراب، ان المرحلة الراهنة مرحلتها، وان الحظ ابتسم لها بعد سنوات طويلة من الصبر والانتظار. انه موسم القطاف لديها، ولا مجال او امكانية لأي تأجيل يُفسد الثمار. فكل ما شهده لبنان والمنطقة منذ ايلول الماضي حتى يومنا هذا، كان يحلم به "القواتيون" منذ سنين، ليتحقق ما صبوا اليه في اشهر معدودة، وبخاصة بما يتعلق بتقليص دور ونفوذ حزب الله، وصولا لسقوط النظام في سوريا.
صحيح انهم سعوا وعملوا جاهدين لـ "يتوجوا" كل ذلك بانتقال رئيس الحزب من معراب الى قصر بعبدا، وان انتخاب العماد جوزاف عون لم يكن خيارهم المفضل. فالرئيس عون بنهاية المطاف سمّاه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون لقيادة الجيش، ولطالما كان مقربا جدا منه ،قبل ان يصبح ورئيس "التيار" جبران باسيل الد الاخصام.
فكما باسيل قد لا يناسب جعجع ايضا ان تتولى شخصية قوية قيادية الموقع المسيحي الاول في البلد، فتسرق منهما الاضواء لـ 6 سنوات بدأت توا. الا ان خسارة باسيل من انتخاب جوزاف عون لا يمكن ان تقارن بخسارة جعجع، الذي كان قد أعد جيدا لهكذا سيناريو، فأوحى انه يتبنى ترشيح عون من دون ان يتبناه عمليا، فيسعى لانتخابه اولا من دون ان يعلن انه مرشح، ولكنه بنفس الوقت يقطف ثمار انتخاب عون في حال انتخابه... وهذا ما حصل.
وقد يكون الاستحقاق الرئاسي، وعلى الرغم من اهميته الثانوية بالنسبة لمعراب امام ملف حزب الله، الذي استثمرت وستثتثمر به حتى النهاية. فهنا وبحسب مصادر مطلعة على الموقف القواتي، "ان الربح صاف وبالتالي يجب الذهاب فيه حتى النهاية، لجهة مواصلة الضغوط لحل موضوع سلاح الحزب بالكامل، لا الاستسلام بعدما وصلنا الى ابعد من نصف الطريق"، مضيفة:"صحيح ان ما تبقى من مسافة قد تكون الاخطر والاكثر حساسية، لكن يفترض اجتيازها بالسرعة المطلوبة، لان الاكثار من استخدام المكابح قد يعطلها، وهذا آخر ما نريده راهنا، خاصة في ظل وجوب الاستفادة من الاهتمام العربي والدولي المركّز على لبنان والمنطقة، والذي لن يستمر طويلا في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم".
ويعتبر حزب "القوات" سقوط النظام في سوريا أبرز ما تحقق في الأشهر الماضية خدمة لاجندته. فرغم المخاطر الجمة المحيطة بسوريا، التي انتقلت من ضفة الى اخرى بسرعة هائلة، والتي يمكن ان تنسحب الى لبنان، ترى معراب ان قطع طريق طهران- بيروت مكسب وحده يوازي اي مخاطر قد تنشأ. وتقول المصادر:"وضع حد لحزب الله كتنظيم عسكري لا يمكن ان ينجح من دون قطع طرق امداده، وبعدما تم ذلك باتت المهمة اسهل. ويبدو ان الحزب مع مرور الوقت يستوعب رويدا رويدا حالته الراهنة، وان لا مستقبل له كتنظيم عسكري، والاجدى به البدء بوضع بيئته بجو تحوله الكبير المرتقب، وان كان القسم الاكبر منها بات في هذا الجو".
ولعل اكثر ما يغيظ "القواتيين" راهنا اصرار رئيس الجمهورية كما رئيس الحكومة المكلف نواف سلام على اشراك "الثنائي الشيعي" في الحكومة. وقد عبّر قياديون "قواتيون" اكثر من مرة، بأنهم يفضلون ان يجلس "الثنائي" في صفوف المعارضة، طالما هو اصلا لم يعط اصواته لسلام، ما يجعل الحصة "القواتية" دسمة، خاصة وانها كانت تعتبر نفسها "ام الصبي" لاي حكومة مقبلة، قبل ان تتفاجأ بأن رياح سلام لا تجري كما تشتهي سفن "القوات".
وتقول المصادر نفسها ان "معراب مستاءة الى حد كبير لما آل اليه حتى الساعة مسار التشكيل. فهي لم تكن فقط تدفع لاقصاء "الثنائي"، انما ايضا لدفع "الوطني الحر" الى المعارضة، للاستحواذ على القسم الاكبر من الحصة الوزارية العونية.. لاعتبارها ان حكومات الوحدة الوطنية حكومات فاشلة، والمطلوب وجود اكثرية تحكم واقلية تعارض. لكن الموازين الحالية في مجلس النواب اسقطت هذه المخططات، وجعلت "القوات" تعمل لتحسين شروطها حكوميا قدر المستطاع والمتوفر".
ويبقى اهتمام معراب الأساسي راهنا تثبيت نفسها مرجعية مسيحية اولى، لكن طموحها ابعد من ذلك، وهي ستستخدم كل اسلحتها "الفردية والثقيلة"، لمحاولة مواصلة تحجيم "التيار الوطني الحر"، من هنا حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، التي تطمح خلالها ان تصبح مرجعية وحيدة تدور باقي الاحزاب والقوى في فلكها.
يتم قراءة الآن
-
ضغوط لإجهاض تفاهم سلام مع «الثنائي» حكومياً؟! حرد أرمني ــ سني... «التيار» مُهمّش و«القوات» ترفع السقف المبعوثة الأميركيّة تحمل الى بيروت نتائج لقاء تـرامب ــ نتانـــياهو
-
دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان
-
متى تفكيك سوريا...؟!
-
الحكومة قريبة ... "من يرضى يتمثل ومن يُعارض يخرج" سلام لسائليه : "حطوا السنة بضهري"... وهذا تصوّره للتمثيل المسيحي "القوات" تترقب... و"الإعتدال الوطني " ينتظر لقاء البعريني مع سلام اليوم
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
11:32
وزير الخارجية التركي: نتوقع إطلاق مبادرة لإنهاء الصراع في أوكرانيا قريباً والوضع بشأن مفاوضات السلام سيتضح بحلول يونيو المقبل
-
11:31
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: تصريحات ترامب بشأن السيطرة على غزة غير مقبولة
-
11:30
الرئيس الفلسطيني يرفض "بشدة دعوات الاستيلاء" على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين
-
11:30
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول تصريح الرئيس الأميركي بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة: أحد مظاهر "سياسة الإلغاء" الغربية
-
11:17
عراقتشي: إذا كانت القضية الرئيسية هي ألا تسعى إيران للحصول على أسلحة نووية فهذا أمر قابل للتحقيق ولا توجد مشكلة
-
11:17
عراقتشي: مواقف إيران واضحة فهي عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي وهناك فتوى من القيادة الإيرانية، والمسألة بالنسبة لنا واضحة