اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لطالما كان الشهيد السيد حسن نصرالله يقول عن البقاع إنه خزّان المقاومة وسندها، ويتحدّث كثيراً عن بداياتها هناك من لقاءات ومعسكرات، فهذه المنطقة عاش فيها سماحته فترة طويلة من الزمن، من البدايات وحتى أصبح دورها محورياً في مقاومة الإحتلال، فطوال هذه المدة لم يَبخل أهل البقاع لا بروح ولا بدم ولا بأي مِن التضحيات، هكذا تقول الوقائع التي كان يؤكدها السيد نصرالله دائماً، لإعطائهم حقهم كل ما قدّموه في مسيرة المقاومة.

جاء الاختبار الأقرب زمنياً في الحرب الأخيرة، لتثبيت الهوية والانتماء أكثر لهذه المقاومة، بحيث كان للبقاع نصيب كبير من الشهداء والاستهدافات والدمار، فالعدو لم يوفِّر بلدة أو قرية من صواريخه من الهرمل الى بعلبك وصولاً الى قرى زحلة، فكان حجم النزوح هذه المرة كبيراً جداً مقارنة مع حرب تموز عام 2006. صحيح أن هذه المنطقة هي من ضمن بيئة المقاومة، إلا أنها للمرة الأولى التي تتعرض فيها لهذا الكم من الاعتداءات، ويَنزح منها هذا العدد الكبير من أبنائها، لذا يَصُح القول إننا أمام مشهد بيئة مقاوِمة، لكنها لأول مرة تعيش حالة النزوح بالمعنى الواسع، وتعود وترى هذا الكم الكبير من الدمار في مُدنها وقُراها.

وتقول مصادر متابعة إن حجم الدمار في العدوان "الإسرائيلي" الأخير على البقاع، يفوق حجم الدمار في عدوان تموز 2006 بستة أضعاف، بحيث لم يَستثنِ "الإسرائيلي" قرية بقاعية من اعتداءاته، لذا كان حجم الدمار كبيراً جداً، ويحتاج الى فريق عمل كبير شكّله حزب الله بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، لكي يَستلم ملف إعادة الإعمار، فرغم الفارق الكبير بين دمار الحربيْن، إلا أن طريقة العمل هذه المرة أحدث وأرتب وأنظم من المرة السابقة، بعد الاستفادة من طريقة إعادة الإعمار عام 2006 وفق المصادر.

استطاع حزب الله من خلال لجنة إعادة الإعمار بفريق عمل كبير، أن يُنجِز بشهر واحد ما تم إنجازه بثلاثة أشهر عام 2006 وفق المصادر، بحيث تم مسح حوالى 35000 وحدة سكنية ما يُقدَّر بـ 95% من حجم الدمار الكلّي حتى الآن، وتسليم حوالى 29000 إستمارة والتعويض على حوالى 24000 عائلة قبضت أموالها للبدء بترميم منزلها، فاللجنة وضعت خطة في البقاع وقسّمته الى سبعة أقسام:

١- بعلبك

٢-الهرمل

٣- زحلة

٤- النبي شيت

٥- طاريا

٦-العين

٧- بريتال

كل قسم منها يتضمن مركز معلوماتية ومسحاً ميدانياً، على رأسه مسؤول قطاع المهندسين بفريق عمل مكوَّن من مهندسين ومُدخلي البيانات وفريق تدقيق (ورقي وإلكتروني) وفريق إداري، وفق المصادر.

 

كما الجنوب والضاحية، بدأت المقاومة كمرحلة أولى بالترميم الذي يُقسَّم الى ثلاثة:

١-  بدل إيواء

٢ -  بدل أضرار

٣-  بدل أثاث.

وتقول المصادر انه تم فتح باب الاعتراض الذي لم يشكِّل حالة كبيرة داخل البيئة، أما إعادة إعمار البيوت والمباني المُهدَّمة كلياً فهي في المرحلة الثانية،والتي ستبدأ خلال الأشهر المقبلة، وفي ما يتعلّق برفع الركام فهو من مهمة الدولة بالتعاون مع البلديات، والتي كلّفت الهيئة العليا للإغاثة بتلزيم شركة تبدأ بالعمل، وكان من المفترض أن يكون بوقت قريب بحسب المصادر، إلا أنه حتى اللحظة حال البقاع كالجنوب، هناك ما يؤجِّل البدء بإنجاز هذا العمل.

إذاً، حتى يومنا هذا يَسير حزب الله بملف إعادة الإعمار كما هو مُخطَّط له بنسبة عالية جداً، فالعوائق تَكاد لا تُذكر في ظل فريق عمل كبير يقوم بهذه المهمة، في بيئة تؤمِن بمقاومة تدافع عنها، وتَعتبر نفسها منها وفي صلبها، وتخوض معها معركة وجود وليس فقط معركة دفاع، ويوماً بعد يوم تتأكد وتؤكِّد أن وجود المقاومة من وجودها... هؤلاء هم أهل البقاع بحيث كانوا وسيبقون خزّان المقاومة...

الأكثر قراءة

دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان