اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تُشكل آلام العظام أحد المشاكل الصحية الشائعة التي قد يعاني منها الأطفال، ما يسبب قلقًا لدى الآباء. تختلف أسباب هذه الآلام من بسيطة إلى معقدة، وقد يكون لها تأثير على صحة الطفل بشكل عام. من الضروري التعرف على الأسباب المحتملة لهذه الآلام والتعرف على الفئات الأكثر عرضة لها لضمان تلقي العلاج المناسب.

تتنوع أسباب آلام العظام عند الأطفال بين عوامل طبيعية وحالات مرضية. من الأسباب الشائعة آلام النمو التي تحدث عادة بين سن 3 و12 عامًا، وتزداد في الليل أو بعد يوم من النشاط البدني المكثف. هذه الآلام غير مرتبطة بمشاكل هيكلية في العظام، وعادة ما تختفي من تلقاء نفسها دون أي مضاعفات.

أما الإصابات العظمية مثل السقوط أو اللعب العنيف أو ممارسة الرياضة، فقد تكون السبب في ظهور كسور أو كدمات تتسبب في ألم طويل الأمد. كما أن التهاب المفاصل يُعد سببًا آخر لآلام العظام لدى الأطفال، حيث يمكن أن يعاني بعض الأطفال من حالات التهابية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي الذي يؤدي إلى الشعور بالتيبس والألم في المفاصل والعظام.

من الأسباب النادرة ولكن الأشد تأثيرا، هي الاضطرابات الأيضية مثل نقص فيتامين د أو الكساح، حيث يتسبب ضعف امتصاص الكالسيوم والفوسفور في ضعف العظام وزيادة خطر الشعور بالألم. كما أن هناك بعض الحالات المرضية النادرة مثل أمراض الدم (فقر الدم المنجلي) أو الأورام العظمية التي قد تسبب آلام عظام مستمرة وغير مفسرة.

هذا وتزداد احتمالية الإصابة بآلام العظام لدى بعض الأطفال أكثر من غيرهم، ويعود ذلك لعدة عوامل. الأطفال الذين يمرون بمراحل نمو سريعة، وخاصة في فترات الطفولة المتأخرة والمراهقة المبكرة، يكونون أكثر عرضة لآلام النمو الطبيعية.

كما أن الأطفال النشطين بدنيًا أو الذين يمارسون الرياضات التنافسية، معرضون لخطر الإصابة بـ الإجهاد العضلي والإصابات الهيكلية التي تؤثر على العظام والمفاصل. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية، خاصة فيتامين د والكالسيوم أكثر عرضة لضعف العظام وهشاشتها، مما يجعلهم عرضة للألم المستمر.

كما أن الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل أو اضطرابات الجهاز المناعي يواجهون مخاطر متزايدة للإصابة بآلام العظام المتكررة، حيث تؤثر هذه الحالات على صحة العظام والمفاصل.

على الرغم من أن معظم آلام العظام عند الأطفال تكون غير مقلقة وتزول مع مرور الوقت، إلا أن هناك حالات تستدعي استشارة الطبيب بشكل فوري. إذا كان الألم شديدًا أو مستمرًا لأسابيع، أو كان يؤثر على حركة الطفل، أو كان مصحوبًا بـ تورم، احمرار، حمى، أو فقدان للوزن، فيجب استشارة الطبيب، حيث قد تكون هذه علامات لمشكلة صحية تتطلب تقييمًا دقيقًا.

أخيراً، إنّ آلام العظام لدى الأطفال قد تكون جزءًا طبيعيًا من عملية النمو أو نتيجة لأسباب مرضية تتطلب العلاج. من المهم أن يتلقى الطفل تغذية سليمة ونمط حياة صحي لدعم صحة العظام. وفي حال استمرت الآلام أو ظهرت أعراض مقلقة، فإن استشارة الطبيب تعد الخيار الأفضل لضمان صحة الطفل وسلامته.

الأكثر قراءة

ما سر الحملة الاميركية على جنبلاط؟ محمود عباس في بيروت ودمشق لبحث السلاح الفلسطيني تحسينات على الأجور الاثنين والعام الدراسي «مبتور» ونفق المطار بلا إنارة