اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بات واضحا ان البيان الوزاري سيتضمن بند اعادة تشغيل مطار القليعات في سهل عكار، وتصريحات وزير الاشغال الجديد فايز رسامني تؤكد ان تشغيله هي من اولويات الوزارة، كما هو اولويات عند رئيسي الجمهورية والحكومة.

بالمتابعة الدؤوبة والمطالب الشعبية العكارية، ولحاجات البلاد الملحة، أدرج مشروع المطار في البيان الوزاري، كون حاجة البلاد الى مطار ثان لن يكون البديل لمطار بيروت، وانما المكمل والمساعد له، يحمل عنه اعباء عدة. وبالتالي يشكل بحد ذاته، مشروع تنمية لمنطقة عكار وشمال لبنان، حيث يوفر في المرحلة الاولى اكثر من اربعة آلآف فرصة عمل، تزداد لتصل الى ما يقارب العشرة آلاف فرصة عمل، وبالتالي يختزل الكثير من الوقت للمغتربين والطلاب من ابناء الشمال، عدا عن السوريين الذين يقصدون الساحل السوري ، خاصة في مرحلة اعمار سورية المقبلة.

سبق أن جرى تشغيل المطار في العام 1988 واستمر بالعمل لغاية 1991، ويحتاج حاليا الى صيانة واجراء مناقصات تلزيم لاعمال لوجستية، وتأهيل مدرجاته وتأهيل قاعات المسافرين وتوسعتها.

ومن المتوقع، وعقب نيل الحكومة الثقة، أن يوضع مشروع تشغيل المطار على السكة، وبمهلة قدرها بعض النواب المتابعين للملف بستة أشهر ، يكون فيها المطار جاهزا للعمل وفق نظام ( BOT )، لا سيما وان تقديرات الكلفة تصل الى 150 مليون دولار.

وتناقلت بعض المصادر ان مستثمرين سعوديين ابدوا استعدادا لتلقف مشروع التشغيل، غير أن احدا من المراجع الحكومية لم يؤكد هذه المعلومات، مع الاشارة الى ان عدة دول ابدت استعدادا لتشغيل المطار، ابرزها الولايات المتحدة والصين وفرنسا ...

ويتميز مطار القليعات بموقعه الجغرافي المحاذي لشاطيء البحر المتوسط في سهل عكار، وعلى بعد 7 كيلومتر من الحدود اللبنانية - السورية، ومسافة 25 كيلومترا عن طرابلس، و105 كيلومترات عن بيروت.

تعود ملكيته في الاصل الى شركة نفط العراق، التي انشأته العام 1934 ، ومن ثم استلمته الدولة اللبنانية وباشرت بتطويره وتأهيله كمطار عسكري، بموجب معاهدة الدفاع العربي المشترك بعد حرب 1967، و مساحته تبلغ حوالي 5.5 ملايين متر مكعب.

خبراء في هندسة الطيران وتقنيون اكدوا ان موقعه يعتبر أهم بكثير من موقع مطار بيروت الدولي، لعدم تعرضه للعواصف والتقلبات المناخية التي قد تؤثر على حركته، ومنعت الدولة نشوء ابنية في محيطه لحماية حركة الطيران .

وتستطيع الطائرات الهبوط والإقلاع من دون الحاجة إلى موجه، علماً أنه مجهز برادار (G.G.A)  يتيح للطائرة الهبوط في أسوأ الأحوال الجوية.

ومطار القليعات مجهز بمدرج طوله 3200 متر وقابل لتطويره إلى 4000 متر، وعرضه 60 مترا، ومجهز بـ Taxi Way  بطول 3200 متر مواز للمدرج. وتتوفر في المطار تجهيزات بنائية ومستودعات للوقود وهنغارات للصيانة وقطع الغيار وأجهزة اتصال ورادار.

وخلال استعماله إبان الأحداث اللبنانية، لاستقبال الركاب من وإلى مطار بيروت كمطار مدني، زيدت عليه بعض التجهيزات الضرورية، كقاعة استقبال المسافرين وكافيتيريا وغرف مكاتب لتأشيرات الدخول والخروج، وجميع مستلزمات المطار المدني، وبقي بحاجة إلى الإنارة لحركة الهبوط الليلي وأجهزة الرصد الجوي والمراقبة.

لجأت الدولة إلى مطار القليعات في أواخر الثمانينات كمطار مدني، بعدما تعذر التواصل بين العاصمة وشمال لبنان، فتم تجهيزه بما يؤهله لاستقبال المسافرين ، وشهد حركة هبوط وإقلاع ناشطة بافتتاح أول خط جوي داخل الأراضي اللبنانية.

وكانت الطائرة الأولى التي استخدمت في المرحلة الأولى من نوع بوينغ 720 تابعة لطيران الشرق الأوسط، ناقلة 16 راكباً من الشمال إلى العاصمة اللبنانية. ثم سيّرت شركة "الميدل إيست" ثلاث رحلات أسبوعياً، وزادتها في ما بعد بمعدل رحلتين يومياً، وحددت سعر التذكرة آنذاك ذهاباً وإياباً بـ 28 ألف ليرة للدرجة الأولى، و20 ألف ليرة للدرجة السياحية. وقُدرت حينها أعداد المسافرين الذين استخدموا مطار القليعات بنحو 300 راكب يومياً.

وشهد المطار انتخاب رينيه معوض رئيساً للجمهورية في 5 تشرين الثاني 1989، فهبطت فيه طائرة بوينغ 707 ناقلة النواب والشخصيات التي حضرت عملية الانتخاب، وبهبوط البوينغ تأكدت صلاحية المطار لاستقبال طائرات ضخمة.

بعد استشهاد الرئيس معوض في عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني 1989 ، قرر مجلس الوزراء تسمية المطار باسمه، وظلت الرحلات الداخلية سارية حتى أواخر العام 1991.

اضافة الى ان المكان يحوي منطقة حرة، ويسهم في عملية الانماء المتوازن، وسيشكل لعكار والشمال حالة انتعاش اقتصادي شامل، وانماء للقطاعات الزراعية والتجارية والسياحية والصناعية.

وافاد سكان سهل عكار، ان العديد من المتمولين والاقتصاديين باتوا يترددون الى سهل عكار بنية شراء اراض في محيط المطار، بغية تأسيس مشاريع متنوعة الاهداف تواكب عملية تشغيل المطار.

الأكثر قراءة

هل يقطع ترامب رأس نتنياهو؟