نوموفوبيا، مرض العصر هو إختصار «No mobile phone phobia» يعني الخوف أو القلق المفرط من فقدان الهاتف المحمول أو عدم القدرة على استخدامه، ما يؤدي إلى إضطراب نفسي حديث ناتج عن الاعتماد الشديد للتكنولوجيا وخصوصاً الهواتف الذكية.
لمعرفة المزيد، كان لنا لقاء مع الطبيب النفسي ميشال ضاهر – خريج الجامعة الأميركية، ويعمل في عيادة خاصة في دبي.
قال الدكتور ضاهر في البداية إنّ النوموفوبيا حالة نفسية مستقلة وليس مرضاً، لأنه لا يزال تحت مجهر الإعتراف به. فهو عبارة عن مزيد من إضطرابات نفسية تتضمّنها كلمة «موبيا»، أي اضطرابات القلق «anxiety disorder»، يدخلها نوع من الإدمان السلوكي Behavior addiction.
واضاف: نوموفوبيا من الأمراض الجديدة التي لم تُصنّف بعد ولم تدخل دائرة التشخيص الرسمي كـ. ICDIL DSM5 أو ICDIO، هذه أمراض مصنّفة دولياً. صحيح أن النوموفوبيا متلازمة خطيرة ، ولكن لغاية الآن لا نعالجها كأطباء نفسيين.
* الهاتف المحمول ضيفٌ ثقيل تسلل إلى حياتنا ليتربّع على عرش إهتماماتنا، فولد لدينا حالة تدعى نومو فوبيا، باختصار، كيف تفسّره كطبيب نفسي؟
- عندما نقول فوبيا، نتحدّث عن «خوف»، حيث من الطبيعي أن نشعر بالخوف، ولكن من غير الطبيعي أن يزيد عن حدِّه في الوقت الذي لا نحتاج للشعور به.
نوفوبيا هو خوف مرضي مبالغ فيه، حيث لا يستطيع الشخص الإستغناء عن هاتفه ولو للحظة وجيزة، أو حتى إذا كان معه لا يتمكّن من استخدامه.
هي حالة أشبه بما يُسمّى الاضطرابات النفسية التي لها علاقة بالإدمان على التكنولوجيا من خلال الاعتماد على الانترنت، e-mail وخصوصاً الهواتف الذكية.
تعريف هذه الحالة، يأتي بعدما يشعر الشخص بالخوف الشديد والتوتر العميق أو بضيق داخله، عند فقدان الهاتف، أو الخوف من نسيانه، لشدة التعلّق به من خلال الإتكال الكبير عليه، مثلاً: ينتاب المسافرون هذا الخوف في الطائرة، أو إذا فقد الوصول إليه خلال اجتماعات عمله يأتي هذا الخوف ليس بفقدان الهاتف كجهاز، بل هو أكثر من فقدان التواصل بالعالم الخارجي، وما يحصل من «جديد فيه، لا نريد أن نفوّت فرصة المتابعة لما يجري من حولنا، مما يعني فقدانه يمنحنا الشعور بعدم الأمان والاستقرار، اللذان يمثّله وجوده معنا.
* ما هي أسبابه؟
- هناك عدة أسباب منها: الاعتماد العاطفي على الهاتف للتواصل الاجتماعي والترفيه، الخوف من فقدان المعلومات أو تفويت الأخبار المهمّة، الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية الحاجة المستمرة للتحقق من الرسائل والاشعارات، استخدام الهاتف كوسيلة للهروب من التوتر أو القلق، وهي أمور تقع تحت عنوان (fomo) «Fear of missing out»، اي الخوف من فقدان الشيء.
إضافة إلى «التعلّق النفسي» به، من خلال هروب بعض الأشخاص من مشاعرهم السلبية إلى الهاتف الذي يمنحهم الشعوب بالحاجة للأمان والسيطرة على الذات.
الاعراض
أما الأعراض فقد شبّهها الدكتور ضاهر إلى نفس الأعراض الإدمانية السلوكية، أبرزها: الشعور بالتوتر، صعوبة في التركيز على المهام اليومية بسبب التفكير الزائد، تغيّرات بالمزاج، يُصبح عصبياً أكثر، من الطبيعي أن يشعر الشخص بالانزعاج عند فقدانه هاتفه، مما نسميه بـ"الإستعمال القهري للتلفون» نتيجة الاستعمال المتكرر، حتى في أوقات العمل، إضافة إلى عامل الحشرية لمعرفة ما يحصل.
اضاف : الإفراط باستخدام الهاتف يولد الغضب الشديد، يؤثر على علاقاته الاجتماعية، خصوصاً المراهقين، فعوضاً عن ممارستهم للنشاطات الاجتماعية يلجأوون إلى تمضية أوقاتهم برفقة الهاتف، مما يُبعدهم عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. يجب الإشارة أيضاً إلى الأعراض الجسدية، منها تسارع دقات القلب، التعرّق، الشعور بالضيق، اضطرابات بالنوم...
*هل تطال هذه الحالة كبار السن أم أنها حصراً على الصغار والمراهقين؟
- لا تؤثر النوموفوبيا على فئة عمرية واحدة، فالجميع بكل أعمارهم عرضةً لتكون «أسيرة الهاتف» بدءاً من الصغار فالمراهقة وصولاً إلى كبار السن، فالهاتف أصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، والكبار اعتادوا على استخدامه بهدف الإتصال بأحبائهم أو أولادهم خارج البلاد وحتى داخلها، مما يشكّل «الروتين الحلو بحياتهم»، إضافة إلى الأشخاص الذين يعتمدوا عليه في أعمالهم أو بعلاقاتهم الشخصية.
* ما هي النتائج السلبية التي تلازم حامل هذا المرض ؟
- من أهمها وأبرزها هي العزلة الاجتماعية والتقوقع داخلها، مما يؤدي إلى مشاكل صحيّة، نفسية، ينتج عنهاه شعوراً بالفراغ والحزن والقلق المزمن، ليدخل حلقة الاكتئاب، إضافة إلى الإجهاد الجسدي، آلام بالرقبة، أوجاع بالعيون وغيرها...
* هل من الممكن إدراج هذه الحالة «نوموفوبيا» ليكون من أخطر أمراض العصر النفسية؟
- رغم أن «النوموفوبيا تشكّل حالة نفسيّة، خطرة بسبب زيادة انتشارها، ولكن لا يمكننا اعتبارها من أخطر الأمراض النفسية حيث لا توجد دراسات أو دلالات بالأرقام توضح مدى فعالية تأثيرها على انتاجيتنا وعلاقاتنا الإجتماعية. علماً أن 50 إلى 65% من الأشخاص يعيشون حالة القلق والخوف الهستيري من البُعد عن الهاتف في أميركا هناك دراسة تشير إلى أنّ 66% من الأشخاص يتفحصون هواتفهم اكثر من 160 مرة خلال اليوم.
هل من علاج؟
* هل من علاج مطروح يتناسب مع كل من يعاني منه؟
- لعدم تصنيفه مرضاً، لا توجد علاجات مؤكدة من النوموفوبيا قبل التأكد من أن الشخص يعيش هذه الحالة، علينا معرفة مدى إصابته «بالوسواس القهري»، الاكتئاب اضطرابات إدمانية أخرى، social anxiety، ساعد ليتطور ويصبح نوموفوبيا، بسبب شدّه التعلق الوطيد...
ربما العلاج يأتي عبر المتخصصين في المجال النفسي والسلوكي من خلال تعديل السلوكيات المرتبطة بالإدمان على الهاتف «cognitive behavior therapy» عبر تحديد أوقات لاستخدام الهاتف والإبتعاد عنه خلال أوقات النوم والعمل، ممارسة أنشطة بديلة، مثل القراءة، ممارسة الرياضة، التأمل قضاء وقت مع العائلة والصدقاء، إزالة التطبيقات المسبّبة للإدمان وتقليل الإعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي عبر حزف بعض التطبيقات أو للحدّ من وقت استخدامها، الأمر الذي يخفف في حدّة توتره تلقائياً ويساعد بطريقة أو بأخرى من التعامل مع Stress management ومواجهة مشاعره السلبية بايجاد حلول صحيّة من دون اللجوء إلى الهاتف والإعتماد عليه.
* برأيك إلى متى سيبقى هذا المرض ساري المفعول؟
- من الضروري أن نكون واعين لهذه المعضلة التي نتج عنها تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية، وذلك من خلال تسلّح الأهل بالوعي والإدراك، وأخذ القرار بوضع ضوابط لأولادهم وخصوصاً الاطفال والمراهقين، بتخصيص أوقات محددة لاستخدام الهاتف ويجب أن يكونوا خير مثال لهم من خلال تعاطيهم كأهل مع هذا الجهاز الآثر. فإذا كان الأهل مدمنون على الهاتف، فما بالك أولادهم وأحفادهم...
* هل تمكّنت التكنولوجيا فعلياً من الدخول بين الإنسان ونفسه، لدرجة السيطرة على حواسه، ليصبح عدوّاً لسلامته النفسية؟
- نظراً لتلبية التكنولوجيا لاحتياجات البعض من جهة الحصول على المعلومات السريعة وبلا مجهود، أو للترفيه بشكل مستمر والهروب من الواقع عند البعض الآخر، سيزيد من ارتفاع معدّل حالات النوموفوبيا بالرغم من آثاره السلبية على صحة الانسان النفسية، الأمر الذي يُشتّت انتباههم وتركيزهم لفترات طويلة الأمد.
التكنولوجيا سلاح ذو حدّين، حدّ، يُستخدم إيجابياً بهدف المعرفة، وحدّ يُستخدم سلباً، مما زاد من نسبة القلق والاكتئاب عند الكثيرين، فخيرُ الأمور أوسطها.
يتم قراءة الآن
-
محمد الدقة لـ"الديار": كل مباراة لـ"النجمة" في السداسية ستكون بمثابة النهائي
-
هل عادت الكلمة للشارع... من طريق المطار الى ساحة الشهداء الحريري يكسب الرهان الشعبي... والحزب "يهز العصا"
-
ما هي تداعيات وقف المساعدات الأميركية على الاقتصاد اللبناني؟ لبنان كان يتلقى مساعدات بقيمة ٦٤٣ مليون دولار لمختلف القطاعات
-
كوريا الشمالية: على أميركا التخلي عن تهديداتها العسكرية إذا كان لديها مخاوف بشأن سلامة أراضيها
الأكثر قراءة
-
كوريا الشمالية: على أميركا التخلي عن تهديداتها العسكرية إذا كان لديها مخاوف بشأن سلامة أراضيها
-
الدراّج اللبناني رفيق عيد: سأشارك في جميع مراحل بطولة العالم للراليات الصحراوية (باها) للعام الجاري
-
ما هي تداعيات وقف المساعدات الأميركية على الاقتصاد اللبناني؟ لبنان كان يتلقى مساعدات بقيمة ٦٤٣ مليون دولار لمختلف القطاعات
عاجل 24/7
-
14:55
الغموض يكتنف إعلان أميركا قتل خبير صواريخ حوثي كبير
-
14:54
الغموض يكتنف إعلان أميركا قتل خبير صواريخ حوثي كبير
-
14:51
التحكم المروري: حركة المرور كثيفة من الكرنتينا حتى نهر الموت
-
14:46
ترامب يعلن عزمه زيارة السعودية وقطر والإمارات في ايار-مايو
-
13:19
الجيش اللبناني: "تفجير ذخائر غير منفجرة ما بين الساعة 13:15 والساعة 16:00 في حقل القليعة - مرجعيون".
-
13:04
الجيش اللبناني يقوم بفتح طريق بلدة عديسة بإتجاه "خلة المحافر" جنوب البلدة بعدما اقفلها العدو بسواتر ترابية اثناء انسحابه الى مسكاف عام
