اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


توقيت الزيارة الدينية لوفد من مشايخ في الطائفة الدرزية من سوريا الى مقام النبي شعيب في الجليل الاسفل بفلسطين المحتلة هو ما اثار السؤال حول المهمة والاهداف في ظل اعلان العدو الاسرائيلي "حماية الدروز" وتماهي الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين الشيخ موفق طريف مع مشروع رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي اعلن ان خطته "للشرق الاوسط الجديد" بدأت تكتمل ومن ضمنها قيام "تحالف الاقليات" وانشاء "دولة او دويلة درزية" كانت تنشط الدعوة لها وتم الاعداد لها ولغيرها من الدويلات الطائفية والمذهبية بعد الحرب العالمية الاولى واقتسام المشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا في اتفاقية سايكس – بيكو عام 1916 فرفض الدعوة التي وجهها الشيخ طريف لدروز في سوريا لاقت الرفض من مراجعهم الدينية وفعالياتهم السياسية.

فمنذ ما بعد حرب تشرين 1973 بين الجيشين السوري والاسرائيلي في الجولان وجبل الشيخ وتقدم الجيش السوري في القنيطرة الا ان الاحتلال الاسرائيلي ثبت وجوده وحصل فصل للقوات رعته الامم المتحدة وتوقف التواصل بين اهالي الجولان والقنيطرة والسويداء مع اقاربهم في الجولان المحتل في قرى مجدل شمس وبقعاتا وعين قنيا ومسعدة وضمت الجولان اليها في عام 1980 بموجب قانون صدر في الكنيست الاسرائيلي ويعتبره اليهود بانه كان مكانا لمملكة "جشور" التوراتية فرفض اهالي الجولان ضمه وتمسكوا بهويتهم السورية وقاموا بانتفاضات عدة وبرز منهم مقاومون للاحتلال الاسرائيلي الذي منع زيارات الاهالي لبعضهم فكانوا يلتقون عند الشريط الحدودي الفاصل بين المناطق المحتلة وتلك المحررة ويبدأون بالصراخ لبعضهم عبر الوادي الذي سمي "بوادي الصراخ".

فاسرائيل كانت تمنع "لم الشمل" منذ 51 عاما وسمحت هذه المرة بزيارة وفد من المشايخ الدروز لانها تريد استخدامها في مشروعها التوسعي وهي بعد سقوط النظام السوري برئاسة بشار الاسد احتلت اراض سورية من القنيطرة وريفها وصولا الى درعا وقد تتقدم القوات الاسرائيلية لاقامة منطقة عازلة و"حزام امني" تحت مسمى "حماية الاقليات" ومنهم الاكراد.

ولم تحقق الزيارة وان كانت غايتها دينية، اهدافها السياسية وفق ما خطط له العدو الاسرائيلي الذي اعلن وزير الامن الاسرائيلي يسرائيل كاتس بانه ومنذ 16 اذار الحالي ستفتح ابواب العمل امام الدروز وهو تكرار لمشهد اتبعه الاحتلال الاسرائيلي مع اللبنانيين في "الشريط الحدودي" ففتح لهم ما  سمي بـ "الجدار الطيب" كما ان وزير الخارجية الاسرائيلية جدعون ساعر اعلن عن تقديم مساعدات للدروز بحوالى عشرة الاف وحدة نقلوا الى المناطق المحتلة من اجل تعزيز الثقة بين الكيان الصهيوني والاهالي وتشجيعهم لتطبيع العلاقات والانخراط في مشروع اقامة "حرس حدود" للدولة العبرية والوفد الذي ذهب الى مقام النبي شعيب يقيم اعضاؤه في بلدة حضر وهي تحت الاحتلال الاسرائيلي ورفض اهاليها الزيارة واعتبروا من شاركوا فيها لا يمثلون سوى انفسهم وهم قلة قليلة لا تعبر عن الموقف الوطني السوري للدروز في حضر خصوصا وجبل العرب ومناطق اخرى وجرى التلاعب بعواطفهم وان الزيارة دينية فقط في حين ان من دبرها يعمل في المشروع الاسرائيلي ومنذ الثلاثينات وقبل اغتصاب فلسطين على ان تقوم على حدود كيانه "دويلات" تؤمن امنه ونجح في ان تنخرط اطراف سياسية ومراجع دينية في مؤسسات "دولته التوراتية" "في فلسطين المحتلة واقامة تحالفات خارجها".

ولم تحقق الزيارة الدينية لعدد قليل من المشايخ في الطائفة الدرزية ما اراده العدو الاسرائيلي مع الشيخ طريف الذي يواجهه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في رفض ما يرسمه للدروز الذي قال جنبلاط عن انه لا يمثلهم وليس مرجعيتهم لا في فلسطين المحتلة ولا في المنطقة حيث يحمل جنبلاط موقفا وطنيا لجهة رفض "الخدمة الالزامية" للدروز في الجيش الاسرائيلي وعقد لقاءات مع ممثلين عنهم ووجههم باتجاه عدم الصدام او قمع الانتفاضة او المقاومة في فلسطين المحتلة.

وتصدي جنبلاط هو من ضمن شبه اجماع درزي في لبنان وسوريا وفلسطين والاردن للمشروع الاسرائيلي فصدر بيان عن المجلس المذهبي الدرزي برئاسة شيخ عقل طائفة الموحدين في لبنان سامي ابي المنى يرفض الزيارة ويدعو للحفاظ على الانتماء العربي وهو ما اكد عليه رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان الذي تحدث عن التاريخ المقاوم للدروز بمواجهة الحملات والاستعمار الاجنبي.

والطائفة الدرزية امام مرحلة مصيرية كما غيرها من الطوائف والمذاهب التي يرسم لها مشاريع ومنها "مشروع الشرق الاوسط" المرتبط "باتفاق ابراهام" الذي في مضمونه الاسرائيلي – الاميركي الاشارة الى "الاخوة الاسلامية – اليهودية" التي يروج لها نتانياهو ويرافقه الرئيس الاميركي دونالد ترامب فيكون الاتفاق على السماء وترك الارض.

الأكثر قراءة

عون إلى فرنسا: باريس تعيد لبنان إلى الواجهة وسط تحديات كبرى تعيينات المجلس العسكري جاهزة... لقاء دارة ميقاتي: تمركز جديد؟