اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


كطائفة على حد السكين، أو على حد النار، لا بد عن التساؤل حول مآل التراجيديا الشيعية في لبنان. غالبية الشيعة في الضاحية، وهم، بكل المقاييس داخل الحصار، وافدون من الجنوب والبقاع. أهل الجنوب يعيشون الخطر الاسرائيلي، وهو مثلما يأخذ منحى استراتيجياً مروعاً، يأخذ منحى ايديولوجياً مروعاً. أهل البقاع يعيشون الخطر السوري، بالبنية الايديولوجية الأقرب الى النص التوراتي منه الى النص القرآني، وحيث ازالة أي أثر لتلك "الفرقة الضالة" .

الاسلاميون اياهم الذين قتلوا من السنّة أكثر مما قتلوا من أي طائفة أخرى، أو من أي ديانة أخرى، هم حملة الراية الآن في سوريا التي يفترض أن تعود الى القرون الوسطى، بعدما توقعت "الفايننشال تايمز" أن تكون "نمر الغرب الآسيوي"، تمثلاً بنمور شرق آسيا  "طالبان سورية"، وتذكرنا بكلام الناشطة الأفغانية كوبرا مرادي حول "دولة يعاد بناؤها ـ أو هدمها ـ بخيال سكان الكهوف".

هذا ما يريده الأميركيون والأوروبيون، الاسرائيليون بطبيعة الحال . تسويق الايديولوجيات العفنة بالقراءة العمياء لثقافة القرن،، والتماهي الميكانيكي مع تلك الأفكار التي ابتدعها فقهاء بأدمغة العناكب . المفكر السوري محمد شحرور سبق وحذر من التأويل التوراتي للقرآن، وحيث صناعة الدم هي الطريقة المثلى لصناعة الحياة،  بعدما كان محمد أركون قد انتقد بشدة النظر الى الحياة كونها ... عربة الموتى! خوف في الجنوب مما في رأس بنيامين نتنياهو، وحتى مما في رأس دونالد ترامب الذي فتح أبواب الجحيم على مصراعيها أمام كل من يمس بشعرة من حاخامات القرن، حتى ولو قال الفيلسوف اليهودي الأميركي نورمان فلنكشتاين "اذا كان ترامب يريد تحويل غزة، طبعاً بعد ابادة سكانها، الى ريفييرا الشرق الأوسط،، لا بد أن يفكر بتحويل أورشليم، بعد ابادة سكانها، الى لاس فيغاس الشرق الأوسط ".

 وخوف في البقاع مما في رأس أحمد الشرع، أو ما في رأس رجب طيب اردوغان الذي اذ أخذ بنظرية أحمد داود أوغلو (قبل أن يلقي به في صندوق القمامة) "النيوعثمانية"، رأى في تلك القبائل الهمجية الـ "نيوانكشارية" التي ما ان يستتب الوضع في سورية، وربما قبل أن يستتب الوضع، حتى تبدأ عملية اختراق الخريطة العربية لتقوم السلطنة العثمانية (أو السلجوقية)، ودون أي اعتبار لذلك الكونسورتيوم الدولي الذي لا يرى في الدول الاقليمية التي تحاول التمدد الجيوسياسي أو الجيواستراتيجي في المنطقة العربية، وكما كتب روبرت كاغان، أكثر من أدوات للأمبراطورية الأميركية،، ويمكن تدميرها في لحظات .

، ما حدث في حوش السيد علي ليس صراعاً بين المهربين . دمشق قالت علناً "هذه أرض سورية وجرى تحريرها من الاحتلال الشيعي"، انتظروا عملية أخرى لتحرير الأقضية الأربعة التي ألحقت بـ "دولة لبنان الكبير"، وربما تحرير لبنان بأكمله من اللبنانيين .

رسالة من دمشق الى أورشليم " نحن واياكم في خندق واحد للقضاء على حزب الله"  هكذا يتم حجب التوغل الاسرائيلي في الجنوب السوري، وحيث الخاصرة السورية الرخوة، بسبب حساسيته الجغرافية، كبوابة الى الأردن والعراق، ومنهما الى الداخل العربي .

لماذا يخاف شيعة البقاع. هناك منافذ لا تحصى ان في البقاع الشمالي، حيث يتستى لقبائل ياجوج وماجوج الوصول، في غضون ساعات، الى بعلبك، أو في البقاع الأوسط حيث يمكن لتلك القبائل الوصول الى زحلة على متن الدراجات النارية، أو الدراجات الهوائية. ماذا يمكن للجيش اللبناني،، بامكاناته المحدودة، وبمهماته المعقدة التي تتوزع على الأراضي اللبنانية كافة، بما في ذلك مناطق الحدود في الجنوب؟ لا شيء. من هنا المطالبة بقوات دولية على طول الحدود اللبنانية ـ السورية والتي تتعدى الـ 370 كيلومترا، الأمر المستحيل. من أين يؤتى بعشرات الآلاف من الجنود الدوليين؟

ولكن هل تنحصر المشكلة اللبنانية في الحدود الشمالية والجنوبية؟ الداخل اللبناني مشتت سياسياً وطائفياً. كفانا ضحك على الناس بالاستراتيجية الدفاعية . كل الطوائف اللبنانية مدججة بالسلاح، وكل طائفة، وفي ضوء ما حصل في القرن التاسع عشر، يمكن أن تستند في لحظات الخطر الى قوة خارجية باستثناء الشيعة.

احد كبار الطائفة قال لنا "ألى من يتم تسليم رؤوسنا؟ الى بنيامين نتننياهو أم الى أحمد الشرع؟" . للوهلة الأولى منطقي القول بوضع سلاح "حزب الله" في عهدة الدولة . للوهلة الثانية، هل باستطاعة الدولة استيعاب هذا السلاح، حتى من الناحية المادية والتقنية،، وبعدما لاحظنا كيف دمرت الطائرات الاسرائيلية كل مقومات الجيش السوري للحيلولة دون اعادة بنائه؟ ثمة اختلال هائل في موازين القوى. المبادرة العسكرية، والى سنوات طويلة، في يد اسرائيل.

لا بد أن نشعر بالهلع حين تصل الى بعض اركان الطائفة الشيعية أصوات أوروبية تقول "كأقلية في خطر وجودي لا طريق أمامكم سوى الطريق الى أورشليم" . في صيف 1982، دعا شارل مالك على صفحات جريدة "صوت المشرق" الى تمحور، الأقليات في المنطقة حول الأقلية اليهودية، بتاثيرها في اصقاع الدنيا، وربما في أصقاع الآخرة . اذا تناهت اليكم قهقهات يهوذا ... !!

الأكثر قراءة

«اسرائيل» ابلغت لجنة «وقف النار» مواصلة الهجمات في كل لبنان الحوادث على الحدود اللبنانية السورية مقدمة لنشر القوات الدولية المعلمون الى الإضراب الاثنين ودعوات عمالية لتصحيح الرواتب والتقديمات