اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


حين اُعلن منذ فترة عن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، كانت الاهداف مغايرة لتلك التي سيبحثها غداً الثلاثاء مع المسؤولين اللبنانيين، اذ اُضيف عليها مهمة وقف التصعيد "الاسرائيلي" جنوباً منذ يوم السبت، بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان لم تعرف هوية مطلقيها في اتجاه مستعمرة المطلّة، فتعرّض الجنوب على الفور لقصف "إسرائيلي"عنيف ولسلسلة غارات، الامر الذي سيبحثه الموفد الفرنسي كملف عاجل، مع متابعة لاتفاقية وقف اطلاق النار والمطالبة بتسليم السلاح، وتطبيق الاصلاحات، كي ينال لبنان المساعدات التي وُعد بها، وفي الطليعة إعادة إعمار المناطق الجنوبية المنكوبة وخصوصاً الحدودية.

 لكن ومع التصعيد الامني الذي يشهده الجنوب، تبدو المخاوف كبيرة من تدهور الاوضاع وتفاقهما وامتداها الى مناطق اخرى، في ظل التهديدات "الاسرائيلية" اليومية بقصف البنى التحتية في لبنان وخصوصاً العاصمة بيروت، اي حرب تشمل كل لبنان، لا أحد يعرف مدى خطورة تداعياتها وتفاقمها، وإمكان توسعها وتحولها الى اقليمية.

 الى ذلك، وُضعت هذه المهمة على عاتق باريس، بصفتها إحدى الدول الراعية لهذا الاتفاق، إضافة الى كونها عضواً في "اللجنة الخماسية" المكلفة مراقبته، على ان يتبع ذلك زيارة لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون الى العاصمة الفرنسية في 28 الجاري، للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لمتابعة المباحثات التي جرت في بيروت مع موفده، إضافة الى تشديد الرئيس عون على ضرورة الانسحاب "الاسرائيلي" من النقاط الخمس التي تحتلها "اسرائيل" في الجنوب، في إطار التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، الذي ينص على الانسحاب الكامل لـ "الاسرائيليين"، فيما ما زال هذا الملف يواجه عقبات بسبب رفض العدو الانسحاب.

 وتؤكد المعطيات انّ قرار الانسحاب يعود الى الاميركيين وليس الى الفرنسيين، مع إشارة مصادر ديبلوماسية غربية الى أنّ عدم تطبيق لبنان للقرارات الدولية، يعني إيجاد ذريعة لبقاء  "إسرائيل" في لبنان وشنّ التهديدات بشكل متواصل، وفق المصادر،  وهذا ما تريده ضمناً. لذا على لبنان عدم الوقوع في فخها، مع ما ينجم عن ذلك من تداعيات سلبية على لبنان، لذا يجب ان تسيطر اللعبة الديبلوماسية وتنجح السلطة اللبنانية في نيل مطالبها من خلال هذه الوسيلة، ما يعطي انعكاسات إيجابية على العهد.

في السياق، تنقل مصادر سياسية عن ديبلوماسي عربي، مخاوفه الشديدة من توسّع الحرب في لبنان على نطاق كبير، وسط هواجس من تعرّض البلد ومنشآته للقصف "الاسرائيلي"، وأبدت تخوفاً من مواصلة طابور خامس إطلاق الصواريخ وإيقاع لبنان في مهب الريح، ولم تستبعد ان يكون الفاعلون تابعين لفصيل فلسطيني.

ولفتت المصادر الى أنّ لودريان آت هذه المرة بطريقة مغايرة وصارمة، لانّ الهدف إنهاء المشاكل العالقة بصورة نهائية، اذ تأتي زيارته في توقيت دقيق وصعب، بالتزامن مع طلب المجتمع الدولي ضرورة الاستعانة بالخيارات الديبلوماسية كحل، تفادياً لتدهور الاوضاع الامنية في لبنان من جديد، اي ستكون الزيارة محطة هامة لتحرّك دولي حيال ما يجري في الجنوب، مع التلميح بأنّ معاودة القصف العنيف والإجرامي لبعض المناطق الحاضنة للمقاومة غير مستبعدة.

إضافة الى ما ذُكر، تقول المصادر ان في جَعبة الموفد الفرنسي أيضاً بحث لتحضيرات المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار الذي تنظمه باريس، مع الاشارة الى انّ موعد إجرائه النهائي لم يحدّد بعد، لانّ مستوى التميثل السياسي العربي والغربي والتقديمات ومستلزمات الاصلاحات وتأمين الاستقرار الامني الجنوبي لم يتحقق بعد.

ولن يغيب ملف تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان المركزي عن جولة لودريان في بيروت، بحسب المصادر، خصوصاً انه سبق لباريس ان طرحت اسم المصرفي الدولي سمير عساف للمنصب، إلا أن الاخير لم يبد حماسة لتوليه، لكن الصورة النهائية للاسم لم تظهر بعد، وسط معلومات بأنّ اسماً قد يحظى ويفوز بالمنصب في الدقائق الاخيرة.

 

الأكثر قراءة

منصوري يكشف مصير الودائع السورية في المصارف اللبنانية