اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ألم العصب الوركي، المعروف أيضًا باسم عرق النسا، هو حالة شائعة تحدث عندما يتعرض العصب الوركي للضغط أو التهيج في منطقة أسفل الظهر. يُعتبر هذا العصب من أطول الأعصاب في الجسم، حيث يمتد من أسفل الظهر مرورًا بالأرداف وصولًا إلى الساقين. هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى هذا الضغط، وأكثرها شيوعًا هو الانزلاق الغضروفي، حيث ينزلق أحد الأقراص الفقرية ليضغط على العصب، مما يسبب ألمًا حادًا والتهابًا في المنطقة المصابة. كما يمكن أن ينجم الألم عن التضيق الشوكي القطني، وهو ضيق في القناة الشوكية يؤدي إلى الضغط على الأعصاب، بالإضافة إلى الانزلاق الفقاري الذي يحدث عندما تتحرك إحدى الفقرات من مكانها الطبيعي. التغيرات التنكسية المرتبطة بالشيخوخة، مثل التهاب المفاصل، قد تساهم أيضًا في تهيج العصب الوركي. إلى جانب ذلك، قد تلعب التشنجات العضلية والإصابات الجسدية دورًا في تحفيز الألم وزيادة حدته.

تتنوع أعراض ألم العصب الوركي وفقًا لشدة الضغط على العصب، ولكن أبرزها يتمثل في ألم يمتد من أسفل الظهر إلى الأرداف والساق، وقد يصل إلى القدم. يشعر المريض أحيانًا بوخز أو تنميل في الساق أو القدم، مما قد يضعف العضلات المتأثرة ويجعل المشي أو الوقوف لفترات طويلة صعبًا. كما يزداد الألم عند الجلوس لفترات طويلة أو عند السعال والعطس. وفي بعض الحالات الشديدة، يكون الألم معيقًا للأنشطة اليومية، مما يستدعي استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.

هذا ويعتمد علاج ألم العصب الوركي على السبب الرئيسي وشدة الأعراض. في الحالات البسيطة، يمكن أن تساعد بعض العلاجات المنزلية وتغييرات نمط الحياة في تخفيف الألم. يُنصح بالراحة النسبية دون المبالغة في الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة، إذ قد يؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلة. يمكن أن يكون استخدام الكمادات الباردة فعالًا في تقليل الالتهاب خلال الأيام الأولى، بينما تساعد الكمادات الدافئة على استرخاء العضلات وتخفيف الألم في المراحل اللاحقة. كما أن ممارسة تمارين التمدد وتقوية عضلات الظهر والأرداف تساعد في تقليل الضغط على العصب وتحسين الحركة.

على المستوى الدوائي، يمكن استخدام المسكنات مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول لتخفيف الألم والالتهاب. في بعض الحالات، يتم وصف مرخيات العضلات للتخفيف من التشنجات التي تزيد الضغط على العصب الوركي. أما في الحالات الأكثر شدة، فقد يصف الطبيب أدوية الكورتيزون على شكل حقن في العمود الفقري لتخفيف الالتهاب الحاد. وإلى جانب ذلك، يُعتبر العلاج الطبيعي من الوسائل الفعالة في تحسين قوة العضلات وزيادة مرونة العمود الفقري، مما يساعد على تخفيف الضغط على العصب. يمكن أن يشمل العلاج الطبيعي تمارين التقوية والتمدد، إلى جانب العلاجات اليدوية والتدليك والتحفيز الكهربائي للأعصاب.

في بعض الحالات، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا، خاصة إذا لم تستجب الحالة للعلاجات غير الجراحية، أو إذا كان هناك فقدان في القدرة على التحكم في الأمعاء أو المثانة. تشمل الخيارات الجراحية استئصال القرص الفقري لإزالة الجزء المنزلق الذي يضغط على العصب، أو توسيع القناة الشوكية في حالات التضيق الشديد.

للوقاية من ألم العصب الوركي، يُنصح باتباع نمط حياة صحي، مثل ممارسة التمارين الرياضية التي تقوي عضلات الظهر والبطن، وتجنب الجلوس لفترات طويلة أو تغيير وضعية الجلوس باستمرار. من المهم أيضًا رفع الأشياء الثقيلة بطريقة صحيحة عن طريق ثني الركبتين بدلاً من الانحناء بالظهر، والحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على العمود الفقري.

في الختام، يُعد ألم العصب الوركي من الحالات التي قد تؤثر على جودة الحياة بشكل كبير، ولكن هناك العديد من العلاجات المتاحة التي تساعد في التخفيف من الأعراض واستعادة القدرة على الحركة. إذا كنت تعاني من ألم مستمر أو متزايد، فمن الأفضل استشارة الطبيب لتحديد السبب والحصول على العلاج المناسب. من خلال العناية بصحة العمود الفقري واتباع عادات يومية صحية، يمكنك تقليل خطر الإصابة بألم العصب الوركي والتمتع بحياة أكثر راحة وحيوية.

الأكثر قراءة

الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرنسيس