اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


 

الحماوة البلدية تفاوتت بين منطقة واخرى وبلغت ذروتها في المناطق المسيحية تحديدا، مقابل برودة في المناطق الشيعية والدرزية وتنافس بين الفاعليات والعائلات في المناطق السنية بعد موقف سعد الحريري عزوف تيار المستقبل عن المشاركة بالانتخابات البلدية وترك الحرية للعائلات والشباب في بيروت وصيدا وطرابلس وكل المناطق التي يتواجدون فيها، وسيصدر بيان عن الحريري شخصيا في هذا الشان خلال الأيام القادمة، وفي المعلومات، ان الحريري لم يتجاوب مع الدعوات والاتصالات المنوعة والمكثفة للانضمام وترؤس اوسع تحالف سياسي وشعبي وعائلي في بيروت في لائحة تضم ٢٤ عضوا، مناصفة بين المسلمين والمسيحيين "12ـ 13".

وفي المعلومات، ان الاتصالات لم تؤد إلى نتيجة في بيروت بالنسبة الى تعديل القانون الحالي في مجلس النواب و اقرار اللائحة المقفلة، لان سلوك هذا المسار سينتج عنه تاجيل الانتخابات البلدية لسنة، وهذا ما يرفضه الرئيسان جوزاف عون ونبيه بري المتمسك عدم فتح باب التعديلات لضيق الوقت وإجراء الانتخابات في الجنوب على التراب، وعلم ان اقتراحا طرح بتاجيل انتخابات بلدية بيروت الى ما بعد الانتخابات النيابية ورفض الامر، وما زالت الامور غامضة، فهل يعلن المسيحيون المقاطعة في بيروت؟ هذا مستحيل كون الحماوة في الاشرفية والاحياء المسيحية تفوق أضعاف أضعاف راس بيروت وعين المريسة والمزرعة والمصيطبة فيما الحركة معدومة في طريق الجديدة وقريطم؟

اما الثنائي الشيعي فهو الأكثر ارتياحا مع جنبلاط، والاستعدادات اكتملت بين حزب الله وامل للمجيء بمجالس بلدية صافية وتوافقية في الجنوب والبقاع وبيروت وجبيل، واللجنة المشتركة بين الطرفين تعمل بهدوء للتدخل ومعالجة اي طارئ في اي بلدة، وعلم، ان كل المحاولات المدعومة محليا واقليميا ودوليا لدعم لوائح خارج الثنائي في الضاحية وصور وبعلبك باءت بالفشل ولم يتم التجاوب مع هذه الاتصالات من فاعليات شيعية ومثقفين وعاملين في المجتمع المدني، فيما الحزب الشيوعي اللبناني يخوض الاستحقاق بشعارات انمائية وليس على قاعدة العداء لحزب الله مطلقا، ومن المتوقع ولادة لوائح غير مكتملة في صور وبعلبك وقرى محدودة في مناطق الثنائي .

اما الحزب التقدمي الاشتراكي وبقرار واضح وصريح من رئيس الحزب تيمور جنبلاط وغطاء من والده، تركوا الحرية للحزبيين والمناصرين والعائلات والفاعليات والشباب للتعامل مع الاستحقاق كما يقررون دون اي تدخل رسمي من الحزب، مع دعم التوافقات وحض الشباب على المشاركة للوصول إلى مجالس بلدية فاعلة تمثل الجميع في القرى المشتركة الدرزية المسيحية، فالتنافس في الجبل عائلي وبين الفاعليات مع استثناءات محدودة في منطقة عاليه بين الحزبين الاشتراكي والديموقراطي من دون اي قرار رسمي، لكن جنبلاط وارسلان حسما الامر في الشويفات لصالح رئيس البلدية الحالي نضال الجردي لعلاقاته الجيدة مع الجميع ونجاحاته في المرحلة السابقة ،علما ان الشويفات التي كانت تعتبر اكبر المدن الدرزية، تحول الدروز فيها الى اقلية مع وجود اكثر من 700 الف مواطن سني وشيعي يقيمون في المدينة وخراجها الممتد الى دوحة عرمون وخلدة والاوزاعي مقابل 28 الف درزي، فيما المسيحيون باتوا بالمئات، علما ان بلدية الشويفات من البلديات الغنية بسبب وجود المطار وعشرات المصانع الكبرى ضمن خراج المدينة، لكن اللافت في الفترة الاخيرة، مضاعفة عمليات نقل "النفوس" الى الشويفات .

واللافت ان جنبلاط ترك الحرية في الانتخابات البلدية للناس لادراكه بالمتغيرات الكبرى وتوجهات الشباب ودعواته لهم للانتفاضة على الأخطاء والهدر والفساد،علما ان المجتمع المدني نال في الانتخابات النيابية الماضية اعلى نسبة من الأصوات التفضيلية في القرى الدزية، ووصلت اعدادهم الى اكثر من 8000 صوت، وعلى مجيد طلال ارسلان الذي يستعد لتسلم العباءة الإرسلانية الانتباه الى هذا الامر جيدا، مع العلم ان تحضيرات الحزب الديموقراطي بلديا تجاوزت أضعاف نشاطات عناصر الحزب الاشتراكي وكل الاحزاب ،ويبقى اللافت، ان جمهور الاحزاب المسيحية في الجبل دون استثناء يميلون الى التحالف مع الاقوى، اي مع الحزب التقدمي الاشتراكي لالف سبب وسبب عملا بكلام الاباتي بولس نعمان "المسيحيون في الجبل يجب ان يتعاملوا ويتحالفوا مع الاقوى لضمان وجودهم"، هذا النهج يعرفه جعجع وباسيل جيدا، كون سياسات جنبلاط وقوته ضمنت التمثيل المسيحي في كل القرى المشتركة .

اما على الصعيد المسيحي، فالمعارك حتى الان مسيحية - مسيحية، والتنافس المسيحي يعطي الانتخابات البلدية "حلاوة ونكهة مميزة" ولولاه، لا لون ولا طعم ولا رائحة للانتخابات البلدية، والامر البارز ظهور مؤشرات ايجابية على الصعيد المسيحي في الجبل تمثلت بنزول الاحزاب المسيحية بكل ثقلها في الانتخابات البلدية الحالية للمرة الاولى منذ عام 1982، وسجل في بعض القرى الحساسة مبادرات تحالفية بين القوات والتيار والكتائب لضمان التمثيل في القرى الدرزية المسيحية المشتركة، مع التمني بان لا تقتصر العودة المسيحية على "الويك اند" فقط، والعزوف عن المشاركة في دورة الحياة من مختلف جوانبها .

الأكثر قراءة

أيّ رؤوس تسقط في لبنان؟