بعد مرحلة طويلة من عدم المبالاة التي انتهجتها المملكة العربية السعودية بالتعامل مع لبنان، تعبيرا عن استيائها من كل الآداء اللبناني الرسمي، تعود حاليا ومن الباب الواسع الى الساحة اللبنانية، ربطا بدور تلعبه على مستوى المنطقة.
فالرياض التي ساهمت الحركة التي تولتها، بازالة العوائق التي كانت لا تزال تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية، بملء الشغور في سدة الرئاسة الاولى بعد عامين من التخبط الداخلي، تطمح للعودة للعب دور اساسي في البلد، بعد المتغيرات الكبرى التي حصلت اثر الحرب "الاسرائيلية" على لبنان، وتقلص الدور الايراني الى حدوده الدنيا.
ويبدو واضحا ان المرحلة لبنانيا هي للدورين الاميركي والسعودي... ففيما تتولى واشنطن ادارة الملفات الامنية والعسكرية الرئيسية، وبخاصة المرتبطة بوضعية حزب الله والصراع مع "اسرائيل"، تتولى الرياض ادارة بعض الملفات الامنية الاقل حساسية، كما القسم الاكبر من الملفات السياسية.
ويتجلى الدور السعودي بوضوح بملف الحدود الشرقية للبنان والعلاقات اللبنانية- السورية. فلا شك ان الاجتماع الذي عُقد مؤخرا في المملكة لوزيري دفاع البلدين، لبحث التطورات الحدودية، لم يكن عابرا، ويؤكد سعي الرياض للعب دور في تنفيس الاحتقان الذي كان سائدا بينهما. وتأتي زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت، قبل ساعات من زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام الى دمشق، لتؤكد ان هناك متابعة حثيثة سعودية للملف، وان العمل جار على صياغة حلول نهائية للازمة الحدودية، من دون استبعاد ان تتطور المساعي السعودية لتشمل ملفي المفقودين والنازحين.
وتقول مصادر مواكبة عن كثب للحراك السعودي: "عندما كانت ايران هي الحاكمة بأمرها في لبنان وسوريا خلال السنوات القليلة الماضية، ارتأت الرياض الانكفاء بعد مرحلة طويلة من الكباش السعودي- الايراني المباشر. اما اليوم وبعد الصفعات الكبيرة التي تلقاها حلفاء طهران في المنطقة، ارتأت القيادة السعودية انه قد آن الاوان للعودة من الباب العريض الى هذين البلدين، لانه من خلالهما تكون العودة لزعامة المنطقة وتقليص الدورين والنفوذين القطري والتركي".
وتشير المصادر الى ان "الرئيس السوري أحمد الشرع أيقن سريعا ان البقاء في الحضنين القطري والتركي لن ينفعه كثيرا، خاصة وان العين الاميركية حمراء منه ولا تزال تتعاطى معه بكثير من الريبة، نتيجة ماضيه في "جبهة النصرة". لذلك ها هو يتوق للرضى السعودي، لعلمه بأنه بذلك يثبّت قدميه في رئاسة سوريا".
وكما في سوريا كذلك في لبنان، يجد نواف سلام مصلحة بانضوائه تحت جناحي السعوديين، خاصة وأن تعيينه رئيسا للحكومة كانت مفاجأة لكل الاوساط. وتقول المصادر "هو الآخر يعرف ان الدعم الذي يتلقاه من نواب "التغيير" ومجموعات المجتمع المدني، لا يمكن صرفه بالسياسة اللبنانية، لذلك هو يتوق اليوم لرضى ومواكبة سعودية تثبّت خطواته، خاصة وانه بات يشعر انه ضعيف امام العماد جوزيف عون المدعوم اميركيا... وهو ما تجلى في معركة حاكمية مصرف لبنان".
بالمحصلة، تتقاطع راهنا مصالح الحكم في لبنان وسوريا والمصلحة السعودية العليا، ما يُدخلنا عمليا وعلى كل المستويات في زمن الرعاية الاميركية - السعودية...
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:02
بيان مصري - سعودي: نؤكد على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها وأهمية شمولية العملية السياسية، وعلى أهمية حل الدولتين ونرفض بشدة محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم في غزة أو الضفة.
-
22:53
القناة 13 "الاسرائيلية" عن لابيد: إذا غادر رونين بار رئاسة الشاباك فإن نتنياهو سيعين دمية ستلغي التحقيق وتمنع محاكمته.
-
22:52
القناة 13 "الاسرائيلية" عن لابيد: الحكومة لا تعرف كيف تجند عددا كافيا من الجنود ولا تعرف ما الذي سيحدث في اليوم التالي، وهناك مواد استخباراتية تشير لإمكانية وقوع اغتيال سياسي ونتنياهو يعلم ذلك ويمكنه منع حدوثه.
-
22:51
القناة 13 "الاسرائيلية" عن زعيم المعارضة يائير لابيد: نتنياهو وسموتريتش يبيعان معادلة كاذبة إما النصر بالحرب أو إعادة الرهائن وهذا غير صحيح، والحكومة لن تنتصر في الحرب لأنها لا تعرف كيف تنتصر.
-
22:50
هيئة البث "الإسرائيلية": سلاح الجو أجرى اليوم تدريبا يحاكي هجمات صاروخية على قواعده الجوية، والتدريب يأتي ترقبا لرد إيراني على أي هجوم محتمل في إيران.
-
21:42
نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ مارك وارنر: هيغسيث غير كفؤ أبدا ليكون وزير دفاعنا وعليه أن يرحل.
