لم يعد الحديث عن سلاح حزب الله من "المحرمات" في الفترة الأخيرة، فكل الاحداث السياسية جعلت ملف السلاح مطروحا على طاولة البحث والنقاش، حتى حزب الله لم يعد ممانعا او رافضا لمقاربة الموضوع، وما التسليم بالتفاهم والتعاون بين الثنائي الشيعي والرئاسة الأولى، إلا دليل قاطع على المنحى الذي تسير به الأمور مؤخرا. لكن الاختلاف الوحيد هو في ترتيب الطرح والمقاربة العقلانية.
فالمسألة اليوم تطرح للمرة الاولى بالشروط اللبنانية وما يريده حزب الله أولا، وبعناية رئيس الجمهورية، الذي يقيم "ربط نزاع" بين الضغوط الدولية والمصلحة اللبنانية، وتحت سقف اللاءات اللبنانية. فالعهد الجديد ضمانة الحزب، الذي هو مطمئن للمسار الرئاسي وحكمة بعبدا، كما تؤكد مصادر سياسية مطلعة على الاتصالات الجارية بين الطرفين، وهذا ما ظهر بوضوح في الكلمة الرئاسية الابوية والحاضنة عشية ذكرى الحرب الاهلية، حيث رسم الرئيس صورة جديدة للدولة القوية الراعية لكل اللبنانيين، متوجها بعقلانية للالتحاق بالدولة لانها وحدها الملاذ الآمن.
وترى المصادر ان لا حاجة الى حوار داخلي، لكن الى تفاهم فقط وضغط دولي على الجانب "الإسرائيلي" للانسحاب من النقاط المحتلة.
من الجانب اللبناني، فإن مقاربة مسألة السلاح تحتاج الى ضمانات تتعلق بالانسحاب "الإسرائيلي" من النقاط الخمس ووقف الاعتداءات "الإسرائيلية"، وضبط الوضع على الحدود السورية، بعد ان اصبحت "إسرائيل" على الحدود في الشمال والبقاع.
مع ذلك، فان موافقة حزب الله على البحث في مسألة السلاح بشروطه، لا تعني ان الموضوع لا ارتباطات خارجية له، فالموضوع ليس شأنا داخليا لبنانيا بحتا، لكنه حاضر في التفاوض الجاري في مسقط ، وقد تحول الى ورقة إقليمية في رسم ملامح الشرق الأوسط الجديد، على الرغم من المفاوضات الشاقة والمعقدة للوصول الى نتيجة تحدد معالم المرحلة المقبلة في المنطقة ولبنان، أضف الى ذلك فان الملف كان بندا أساسيا في لقاءات الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس بطريقة الديبلوماسية الناعمة.
حزب الله دخل في تقييم حساباته، ويستشف من مواقف قياداته ان الملف خاضع للنقاش، حتى ان مصادر الحزب لم تعد ترفض الحديث فيه، فحزب الله كما يتبين من المفاوضات ليس ممانعا او رافضا بالمطلق كما كان في السابق، لكنه متمسك بالشروط التي يراها مناسبة، فالقيادي في الحزب غالب ابو زينب حدد ما يريده حزب الله": الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية اولا وتأهل الدولة لتسلم الدفاع ثانيا".
استعداد الحزب للنقاش في موضوع سلاحه يعود الى عدة عوامل، فليس خافيا الضغوط عليه في موضوع الإعمار والبازار الدولي عليه من جهته، وليس الوضع في بيئته مناسبا للدخول في حرب جديدة يسعى اليها العدو "الإسرائيلي"، ودفعت الطائفة الشيعية ثمنا كبيرا في الحرب من شهداء وجرحى ودمار، وتشعر بيئة حزب الله الى حد ما بتخلي الجميع عنها، مع مخاوف من تداعيات التفاوض في العاصمة العمانية على الساحة اللبنانية.
رئيس الجمهورية جوزاف عون يتعامل بحكمة سياسية مع الملف، وتنسيق تام مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ، كيلا يصار الى تفجير الوضع الداخلي. ومن المؤكد ان لدى رئيس الجمهورية تصورا عملانيا وتنفيذيا سيتضح مع تقدم الوقت.
يتم قراءة الآن
-
ايجابيات وسلبيات التعميمين 158 و166 غبريل للديار : اتخذ مصرف لبنان قرار رفع سقف قيمةً السحوبات لان الحل الشامل للودائع متأخر
-
برّاك يطرح تسوية صعبة والحكومة على مفترق طرق تحويلات المغتربين تبقي الاقتصاد حيًّا رغم الأزمات انطلاق الامتحانات الرسمية وسط احتجاجات وتحديات تربوية
-
أين إيران في تغيير الشرق الأوسط؟
-
نداء الساحل السوري: أنقذوا ما تبقى منا
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:33
الحكومة السورية: - نرحب بأي مسار مع قسد من شأنه تعزيز وحدة وسلامة أراضي البلاد
-
23:33
الحكومة السورية: متمسكون بمبدأ سوريا الواحدة وجيش واحد وحكومة واحدة
-
23:33
بيتكوين تسجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا عند 111051 دولارا بارتفاع 2.2%
-
23:32
قصف مدفعي وفوسفوري على أطراف الوزاني
-
22:55
الرياضي يفوز على الحكمة بنتيجة 83 - 75 ويتقدم 3-1 في السلسلة النهائية من "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
-
22:05
- القاضية دورا الخازن ادعت على جاد غاريوس مدير شركة betarabia بالتهرب الضريبي وإثراء غير مشروع وتبييض الأموال
