اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لا حديث يعلو على حديث الانتخابات البلدية والاختيارية اليوم، غليان انتخابي ومناطقي غير مألوف وحماوة لا مثيل لها، على الرغم من تشابك الملفات الساخنة، من مسألة نزع السلاح وصولا الى التهديدات "الاسرائيلية" والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، فالحماسة الانتخابية تواكب الملفات الدسمة، ورئيس الجمهورية جوزاف عون يتقدم الداعمين لانجاز الاستحقاق، كمقدمة تواكب عملية الاصلاح في مؤسسات الدولة، كما ان الانتخابات تعتبر اختبارا قويا ونقطة إيجابية للعهد بتجاوز عقبات كثيرة.

تقييم المشهد البلدي والاختياري، يظهر حماسة لا مثيل في الشارع المسيحي المتعطش للتغيير في النهج البلدي من جهة، وبسبب الوضع الصعب للبلديات من جهة أخرى، اضف الى ذلك فان القوى المسيحية تسعى الى إثبات تفوقها وامساكها بالشارع المسيحي، وهذا ما بدأ يظهر في التشجنات التي ترافق تأليف اللوائح وانهيارها كلما تقدم موعد الانتخابات، ويمكن ملاحظة غرابة التحالفات الانتخابية وتقارب القوى المتخاصمة. ففي عدد من البلديات يظهر التعاون والتنسيق بين "التيار الوطني الحر" و "القوات" و"الكتائب"، وفي مناطق اخرى تنافس لا حدود له بين القوتين المسيحيتين.

يسعى "التيار" في هذه الإنتخابات لترميم شعبيته التي تأثرت بالتحولات السياسية، تحضيرا للانتخابات النيابية المقبلة، فيحاول النهوض من الأزمات التي تعرض لها بعد انتكاسة علاقته مع اغلب القوى السياسية، واصبح من دون تمثيل حكومي، وعلاقة شبه مقطوعة مع بعبدا ورئاسة الحكومة. بالمقابل تسعى "القوات" الى منافسة "التيار" بتشكيل لوائح مع حلفاء محليين، في مناطق كانت تعتبر معاقل "للتيار" في جونية وزحلة والبترون وجزين.

الوضع البلدي بالنسبة "للقوات" يبدو مناسبا في العاصمة، بعد انسحاب "تيار المستقبل"، وخلط الأوراق على مستوى الحصص التي كان متفقا عليها، حيث سيتقاسم الرئيسان نواف سلام وفؤاد السنيورة مع النائب فؤاد مخزومي الحصة البلدية، بالتنسيق مع "القوات".

التنافس البلدي على أشده مسيحيا ، فيما الوضع يبدو افضل حالا لدى القوى السياسية الأخرى.
بالمحصلة يمكن القول ان الانتخابات البلدية والاختيارية هي بوابة العبور الى الاستحقاق الاكبر في ايار العام ٢٠٢٦ للقوى المسيحية ، حيث سيكون لرئيس الجمهورية المشاركة والحصة في التحالفات الانتخابية.

 

الأكثر قراءة

الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرنسيس