اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



باعتقاد كثيرين، ان كلام الامين العام لحزب الله السيد نعيم قاسم يوم الجمعة، أعاد طرح ملف السلاح الى المربع الاول، مع بدء حكومة الرئيس نواف سلام وضع يدها على ملف السلاح، وخريطة طريق قائد الجيش العماد رودولف هيكل. فالامين العام لحزب الله الذي وجه سهاما للحكومة يتهمها فيه انها لم تنجز أمرا بالديبلوماسبة، بعث رسائل قاسية ان الحزب هو من يحدد التوقيت والمكان والزمان.

ثلاث قواعد أساسية حددها الحزب تتعلق باستثمار المقاومة لتحقيق التحرير والتنمية، وبرفض اي خطوة تضعف لبنان لتحقيق انسحاب "إسرائيل" ووقف الاعتداءات، والزام الدولة باعادة الإعمار.

كلام قاسم لا يعني نسف الجهود المبذولة لوضع تصور داحلي لملف السلاح، ولا يتعارض مع ما يطلبه رئيس الجمهورية ، وتؤكد مصادر سياسية ان حزب الله لم يعد ممانعا او رافضا لمقاربة ملف السلاح بالشروط التي وضعها، وما التسليم بالتفاهم والتعاون بين "الثنائي الشيعي" والرئاسة الأولى، إلا دليل قاطع على المنحى الذي تسير به الأمور، حيث يجري حاليا كما تضيف المصادر، ترتيب الطرح والاولويات بمقاربة عقلانية.

وتشير المعطيات الى ان موضوع السلاح يطرح كما هو متفق عليه ، بالشروط اللبنانية وما يريده حزب الله وبعناية رئيس الجمهورية، الذي يقيم "ربط نزاع" بين الضغوط الدولية والمصلحة اللبنانية، فالعهد الجديد يشكل "ضمانة" الحزب الذي هو مطمئن للمسار الرئاسي.

وتتفق المصادر على ان هناك تفاهما مبدئيا بين عين التينة وبعبدا للعمل الديبلوماسي، لتفادي حصول ارتدادات داخلية. فمقاربة مسألة السلاح تحتاج الى تفاهم وضمانات دولية، تتعلق بالانسحاب "الإسرائيلي" من النقاط الخمس ووقف اعتداءاته ، ورئاسة الجمهورية تلاقي هذا الطرح وتتفهم الهواجس، فلا إشكال في العلاقة بين الرئيس جوزاف عون وحزب الله، الذي يسعى الى عدم عرقلة خطوات الرئيس، ما دام يراعي دور الحزب ويعمل هلى عدم التصادم معه.

باعتقاد المصادر ان حزب الله متعاون، و"سلف" عملية التفاوض بتسليم مراكز عسكرية له شمال وجنوب الليطاني. ومن المؤكد ان حزب الله دخل في تقييم حساباته ، ويستشف من مواقف قياداته ان الملف خاضع للنقاش . فحزب الله حدد ما يريد": الانسحاب "الاسرائيلي" اولا من الاراضي اللبنانية ، وتأهل الدولة لتسلم الدفاع ثانيا ، وعدم الربط بين اعادة الإعمار.

مع ان الحزب واقع تحت تأثير الضغوط عليه في موضوع الإعمار والبازار الدولي والتهديد بحرب جديدة يسعى اليها العدو "الإسرائيلي"، وهذا ما يعمل على تفاديه ، خصوصا ان الطائفة الشيعية دفعت ثمنا كبيرا في الحرب "الاسرائيلية" من شهداء وجرحى ودمار، وتشعر بيئة حزب الله الى حد ما بتخلي الجميع عنها.

لكن حزب الله، تضيف المصادر، لا يقبل المساومة في مسألة السلاح، وهو قرر مغادرة دائرة الصمت  والخروج الى الضوء لتحقيق عدة أهداف: تعزيز حضوره في بيئته عشية الانتخابات البلدية، بعد مداواة جرح الحرب للامساك بمفصل الطائفة وشد العصب، اضافة الى محاولة ومسعى ضبط الإيقاع المتعلق بوضع سلاحه.

مع ذلك، فان مقاربة موضوع السلاح لا تزال ضمن الضوابط، فرئيس الجمهورية يتعامل بحكمة وعقلانية سياسية مع الملف، وتنسيق تام مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، كي لا يصار الى تفجير الوضع الداخلي. ومن المؤكد ان لدى رئيس الجمهورية خريطة طريق وتصور عملاني سيتضح مع تقدم الوقت.

الأكثر قراءة

الرئيس عون يقطع الطريق على الفتنة: السلاح بالحوار ولا مهل اجتماعات مكثفة ومفصلية للوفد اللبناني في واشنطن الخميس التشريعي... محاولة تعطيل الانتخابات البلدية لن تمر