اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بعد تخرجي في كلية الحقوق في الجامعة اليسوعية، وانتسابي الى نقابة المحامين بعد تسجيل قيدي في مكتب كسبار، ارتأى شقيقي المحامي الياس كسبار ان امارس المحاماة لعدة اشهر في مكتب النائب المحامي اوغست باخوس، الذي ارسل ابنه المحامي قيصر للتدرج في مكتب كسبار لعدة اشهر ايضاً. وهذا ما حصل وبدأت بالتعاون مع الاستاذ اوغست ومع المحامي المرحوم منير شحاده شريكه في مكتب المحاماة. وبعد مدة ابلغ الاستاذ اوغست النقيب ادمون كسبار بأنه لن يتخلى عني ويرغب في بقائي معه. وهو الذي تدرج وبقي عشر سنوات في مكتب النقيب كسبار متعاوناً معه.

في تشرين الثاني 1983 تزوج المحامي قيصر باخوس من المحامية غريس عرب التي كانت زميلتي في كلية الحقوق خلال السنوات الاربع، وبعد عدة اشهر انجبت العزيز اوغست. قبل ولادته بعدة ايام قلت لمعلمي اوغست: اكيد بدن يسموه اوغست. فأجابني: هذا ما ابلغني به قيصر. سوف يسمونه اوغست تيمناً بي، ولأنه سوف يضطر ان "يلحق اسمه" فلا يفرط به ويضطر الى المحافظة عليه.

وولد "اوغست الصغير"، دخل مدرسة لويس فاغمان، ثم كلية الحقوق في الكسليك وانتسب الى نقابة المحامين، إلا انني اقترحت على جده إرساله للتخصص في اميركا. وهذا ما حصل. وعاد محامياً ضليعاً في القوانين الدولية وخصوصاً في مسألة الضرائب التي يعاني منها معظم من يحملون جنسيتين. وعندما عاد من اميركا، بدأت مع جده المرحوم اوغست ووالده الآدمي المحامي قيصر بتدريبه، لنكتشف انه ضليع في تلك القوانين، بالاضافة الى القوانين اللبنانية. وتربع على بطولة الغطس حيث بدأ بتمرين عدة قوى امنية، وتمت الاستعانة به عندما سقطت الطائرة الاثيوبية في البحر. بالاضافة الى اللهفة التي يتمتع بها مثل جده الذي كان فرحاً به بأنه "يقوم بالواجبات" في بلدة الجديدة البوشرية السد. ويحمل النعش مع ابناء البلدة، ولا يتوانى عن اي عمل خيري. وكانت جدته المرحومة ناديا تذهب كل يوم خميس الى إحدى دور العجزة لتساعد على القيام بأعمال التنظيف واعداد الطعام لهن وغير ذلك من الاعمال الخيرية، وليس في مثل عصرنا الحاضر حيث نرى معظم نساء الشخصيات يتصورن لدى قيامهن بأعمال ليست مطلوبة منهن ولا خير فيها على الاطلاق.

 

وبعد سنوات من العمل والجهد والتضحية، رأى ان الوقت بات مناسباً لخوض الشغل العام والشأن العام عن طريق ترشحه في بلدية الجديدة البوشرية السد. وهو الطريق الذي سلكه جده المرحوم اوغست حيث تبوأ رئاسة البلدية وكان لا يزال محامياً متدرجاً يومها.

وهكذا مشى الحبيب اوغست بخطى ثابتة وبثقة عالية نحو الشأن العام، وهو الذي يعرف جيداً ان تعاطيه امر دقيق ويقتضي سلوكه بحذر لأن الرأي العام لا يرحم، خصوصاً في ظل منافسة سياسية وعائلية وانتخابية. وفي ظل وجود وسائل اعلام متعددة، ووسائل تواصل اجتماعي ليست كلها على مستوى اخلاقي وعلمي مسؤول.

اليوم، اتصلت بالحبيب اوغست، وهنأته على نجاحه الباهر وفوزه الساحق. وذكرته بعدة امور يعرفها جيداً، وهو الذي ترعرع وعاش في بيت يتعاطى الشأن العام بنظافة. ومنها:

- عدم طلب اي شيء لنفسه. لا توظيف ولا منفعة على الاطلاق. وبذلك يستطيع ان يحابه اياً كان، بعدم توظيف احد تابع لأحد إن لجهة المستشارين او لجهة بقية التوظيفات في البلدية.

- سوف يفتش المنافسون عن اي خطأ او تصريح او "دعسة ناقصة" او حتى عن موقف ولو كان مقتنعاً به، لينتقدوه وليبنوا عليه بعد ان يضخموه ويزيدوا عليه الأخبار الكاذبة في ظل اعلام متنوع، بعضه لا يدقق ولا يتحرى عن صحة الخبر.

- ان من يطبق القانون والانظمة المرعية الاجراء على نفسه وعلى الآخرين، يرتاح في مسيرته ولا يعطي اي مبرر للآخرين لانتقاده حتى. قد يطلقون الاشاعات المغرضة. ولكن الرأي العام على الرغم من بعده احياناً عن الواقع بحكم "غسل الدماغ" او قلة الخبرة في المسائل العامة. إلا انه يبقى على دراية بأن هذا المسؤول آدمي ونظيف الكف وشجاع لا يتزلف لاحد، ويتصرف بحكمة وبسلاسة.

- طبعاً، عندما لا يجد المنافسون خطأ او مأخذاً، قد يتجهون الى امور جانبية وسخيفة كأن يقولوا بأن المسؤول يلبي دعوات ناخبيه، كما يفعل من يطلق تلك الخبريات من اصحاب جمعيات وازلامهم، او من مرتكبي جرائم الاحتيال وإساءة الامانة الذين نهبوا المؤسسات والنقابات التي تولوا شأنها. إلا ان الرأي العام لا يقبض كلامهم على محمل الجد.

اليوم بدأت مسيرة المحامي اوغست قيصر باخوس، فإذا نجح في البلدية، وسوف ينجح بإذن الله، يكون قد بدأ خطواته الثابتة على طريق الشأن العام، ويتبوأ عن جدارة اعلى المناصب والمراكز في المستقبل وهو لها، لما يتمتع به من علم وحكمة ودراية وهمة ونشاط وقرب من الناس وحس بالمسؤولية.

 بالتوفيق ابو قيصر.

                                                                نقيب المحامين السابق في بيروت

الأكثر قراءة

تصعيد «اسرائيلي» يسقط ضمانات واشنطن... وخيبة امل في بعبدا لا تعديل للقانون... هل تحصل الانتخابات في بيروت؟ «هواجس» من مفاجآت ترامب... وقلق في «اسرائيل»