اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كتبت الكاتبة راوية المصري عبر حسابها:

حين تنظر إلى مرآتك فلا ترى وجهك فحسب، بل ترى وجوه ملايين البشر يشاركونك ذات الصراعِ الصامت.

نقف جميعاً على حافة الهاوية ذاتها، نتظاهر بأننا نعرف طريقنا، بينما نحن نتلمس خطواتنا في ظلامٍ جميلٍ اسمه "الحياة".

كم هو مؤلم أن نكتشف أن معظم أيامنا ليست سوى انعكاس باهت لأحلام علقت بين أصابع الواقع وغبار الزمن.

في رحلة البحث عن معنى، نرتدي أقنعة متعددة - قناع المهني المتميز، قناع المبتسم رغم الألم، قناع القوي الذي لا ينكسر.

لكننا في لحظات الصدق المؤلمة مع أنفسنا، ندرك أننا لا نختلف عن بعضنا البعض؛ نبحث جميعاً عن النور في نفق طويل، ونمسك بخيوط الأمل بأصابع مرتعشة.

أتساءل أحياناً: هل الضحك على واقعنا المؤلم هو آخر مراحل الحكمة، أم أول علامات الاستسلام؟

لو كان بإمكاننا أن نتجرد من أقنعتنا للحظات، سنكتشف أن قوتنا الحقيقية ليست في التظاهر بالكمال، بل في الاعتراف بهشاشتنا.

فنحن جميعاً كالأشجار التي تقف شامخة رغم الرياح، تحمل جروحها في جذوعها دون أن تفقد قدرتها على العطاء.

أيها الإنسان الذي يشبهني في ألمه وأمله، في ضعفه وقوته، في ضحكته الصادقة وبكائه الخفي...

دعنا نعترف أن روعة الإنسانية تكمن في هذا التناقض الجميل: أننا نعرف حتمية النهاية، ومع ذلك نستمر في رسم ملامح البداية كل صباح، كأننا سنعيش للأبد.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

متى المفاوضات بين أميركا وحزب الله؟