اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على مدى تاريخ نشوء الدول والامم والشعوب وقيام امبراطوريات وقوى كبرى في العالم كانت تظهر قوة رئيسية تتحكم بمفاصل القرار في العالم، ومن اهم هذه القوى في التاريخ كانت الامبراطورية الرومانية التي انطلقت من روما، فهل كانت الامبراطورية الرومانية فعل خير للبشرية ام الحقت اضرارا في المنحى الجيوسياسي في العالم؟

نقول هذا الكلام لنعكسه على قوة الولايات المتحدة التي تتحكم في العالم اليوم ويتباهى رئيسها دونالد ترامب بانه خلال شهر سيطر على استثمار 10 تريليون دولار، وقال ان ما حققه في فترة شهرين لم تحققه ادارات اميركية سابقة خلال 4 سنوات ومنها خلال 8 سنوات ايضا.

ان يعلن الرئيس الاميركي ترامب امس انه سيبلغ العالم خبراً سيهز المشاعر والعالم كله، ليتبين لاحقا ان هذا الخبر هو الافراج عن الجندي الاسرائيلي الاميركي عيدان الكسندر من قبل حركة حماس. بينما العالم كان ينتظر فعلا خبرا يهز العالم مثل الاعتراف بسقوط 180 الف شهيد وجريح ومعاق في قطاع غزة منذ 7 اوكتوبر وحتى اليوم ولم يهتز لهم العالم، فيما حرب التجويع والابادة الجماعية وجرائم الحرب ترتكب في غزة، وطبعاً نحن لا نشيد بـ 7 اوكتوبر لان العمل العسكري كان يجب ان ينطلق بذات الوقت من وحدة الساحات وليس من ساحة واحدة محدودة بغلاف غزة وكان يجب عدم مهاجمة المدنيين الاسرائيليين بل التركيز على المواقع العسكرية الاسرائيلية فقط.

لذلك فان الافراج عن الجندي الاسرائيلي الذي يحمل الجنسية الاميركية عيدان الكسندر لا يستحق كل هذا الفرح في البيت الابيض والعالم كله، بل المفروض ان يكون الخبر المهم للعالم اجمع وقف المجازر في غزة التي ستبقى الرمز الابشع لانواع الاضطهاد من قتل الاطفال بالاستشهاد او بالعطش، اطفال يستشهدون وهم في احضان امهاتهم ومحرومين من ابسط مقومات الحياة الكريمة.

بالنتيجة لا حل للقضية الفلسطينية في المنطقة الا بقيام دولة فلسطينية مستقلة تكون تحت سيادة الشعب الفلسطيني وحده سواء في قطاع غزة او في الضفة الغربية او القدس الشرقية.

«الديار»


الأكثر قراءة

أيّ صفقات استراتيجيّة بعد الصفقات الاقتصاديّة؟