قراءة في نتائج انتخابات طرابلس وأسباب تأخرها... وفي نتائج الميناء

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ثلاثة ايام مضت، ولا تزال عمليات الفرز جارية في طرابلس، ثلاث لجان قيد تعيد الفرز للتأكد من صحتها.

وزير الداخلية تابع عمليات الفرز مباشرة، والواضح ان هناك شوائب، لكن الوزير الحجار يؤكد ان ليس من تزوير في عمليات الفرز، ولا حاجة الى اعادة الانتخابات، وان المسألة باتت مسألة ساعات قليلة...

يبدو ان التأخير مرده اولا الى اسباب لوجستية والمدة القصيرة التحضيرية للانتخابات، وثانيا الى قلة خبرة اعضاء لجان القيد الذين عادة يخضعون لدورة تدريبية قبل العملية الانتخابية. 

تأخر النتائج في طرابلس تسبب ببلبلة بين الاوساط الطرابلسية، وطرحت علامات استفهام، حيث نفذت اعتصامات حول مركز الفرز في سرايا طرابلس ومحاولات قطع طرقات، سرعان ما عملت دوريات الجيش على ضبط الوضع، مع وصول وزير الداخلية الى السراي الحكومي للاشراف والمراقبة والمتابعة المباشرة.

ورغم الطوق الامني الذي ضرب حول مركز الفرز، والاطباق على المعلومات، كانت تتسرب بين الحين والآخر بعض النتائج، التي ذكرت ان لائحة "رؤية طرابلس" المدعومة من تحالف كرامي وريفي وناجي ( "المشاريع") وكبارة ، تسجل تقدما على باقي اللوائح، مع التأكيد ان المنافسة باتت محصورة بين ما سميت بلائحة السياسيين، ولائحة "نسيج طرابلس" التي يدعمها النائب ايهاب مطر وجمعية "عمران" ومجموعات اسلامية.

آخر ما جرى تسريبه ان "رؤية طرابلس" فازت ب 13 مقعدا، وفازت "نسيج طرابلس" ب 11 مقعدا، بينما ذكرت مصادر اخرى ان "رؤية طرابلس "فازت ب 12 مقعدا، و11 مقعدا لـ "نسيج طرابلس"، ومقعد واحد للائحة "حراس المدينة".

وحسب اوساط طرابلسية، ان الطرابلسيين ينتظرون ولادة مجلس بلدي منسجم، يستطيع الاقلاع لانماء المدينة والنهوض بها بعد السنوات العجاف التي مرت بها. وان دعم النواب لـ "رؤية طرابلس"، يشير الى توافق سياسي على انتاج بلدية تتمكن من تأدية دور بلدي نهضوي، لكن الذي حصل ان الانتخابات جرت باجواء باردة، قللت من نسبة الاقبال على الاقتراع لعدة اسباب منها:

- اولا: غياب الثقة عن خيارات السياسيين، نتيجة تجارب سابقة في مجالس بلدية تلاعب فيها النواب، وادت الى خلافات وانقسامات.

- ثانيا: غياب العامل المالي في انتخابات طرابلس، الذي يترافق مع كل استحقاق انتخابي، مما لم يشجع الناخبين على الاقتراع ، وهم يعتقدون ان التجارب علمتهم ان مجلسا بلديا يختاره السياسيون لن يكون منتجا، بل سيكون مؤديا الى مصالح الذين دعموه واوصلوه، فما الفائدة من اقبال على اقتراع دون استفادة مالية في ظروف معيشية خانقة؟

في حين تشير مصادر اخرى الى ان مالا دفع من احد النواب، لكنه بقي دون السقف الذي يستطيع به استقطاب الناخبين، ولعل المال الذي دفع في هذا الاتجاه هو من أجل خرق لائحة السياسيين، المدعومة من نواب جيروا كتلهم الناخبة لها، واهمها كتلة "جمعية المشاريع".

وهذا التحالف السياسي النيابي ( كرامي، ريفي، ناجي، كبارة)، هو نفسه الذي أمن الفوز للائحة "الميناء منارة" التي ترأسها عبدالله ممتاز كبارة، وأوصلت مجلسا بلديا منسجما يستطيع تأدية دوره في انهاض مدينة الميناء.

ويمكن القول ان لائحة "رؤية طرابلس" التي ترأسها الصيدلي الدكتور عبد الحميد كريمة، بلغت مرحلة الامساك بالقرار البلدي، وان الرئاسة معقودة لكريمة، بانتظار اعلان النتائج النهائية.