اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


 

حتى ولو كانت الانتخابات البلدية في جزين استحقاقا عابرا ومحدودا بالنسبة لكثيرين، الا انه بالنسبة لـ "التيار الوطني الحر" شكّل متنفسا كبيرا له، بعدما أدت الصدمات والصفعات المتتالية التي تلقاها في الاعوام القليلة الماضية لحالة من الاحباط في صفوف مناصريه.

فمن فشل او افشال عهد رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، وما تخلل تلك الفترة من حروب شتى تعرض لها وحملات مدروسة أدت فعلها، كما احداث متتالية لعبت ضده، بدءا بالانهيار المالي مرورا بجائحة كورونا وصولا لانفجار مرفأ بيروت.. تواصلت الضربات التي تلقاها العونيون مع تفجر ازمة داخلية في التيار، ادت الى طرد وانسحاب عدد من نوابه المؤسسين. كما ان التطورات على صعيد البلد والمنطقة بعد الحرب "الاسرائيلية" الاخيرة على البلد، واغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وانهيار نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وهي احداث استثمرها جيدا اخصام التيار السياسيين، ساهمت في تفاقم حالة الاحباط العوني.

وبعد الفوز الكبير الذي حققه حزب "القوات اللبنانية" في انتخابات بلدية زحلة، جنّد التيار كل جهوده وجنوده الحزبيين لمعركة اعتبرها مصيرية في جزين، كونها كانت منازلة مباشرة وواضحة عونية – قواتية بخلاف ما حصل في زحلة، حيث فضّل العونيون الانكفاء. وقد نجح التيار بحسم معركة جزين لصالحه ما اعاد رفع معنويات جمهوره، واتت خسارة اخصامه معركة اتحاد بلديات المتن، لتقلب المشهد الذي قائما مؤخرا، والذي اوحى بتزعم "القواتيين" وحيدين الساحة المسيحية.

وتشير مصادر واسعة الاطلاع الى انه وبالرغم من اعتبار كثيرين ان نتائج الانتخابات البلدية لا تسري على الانتخابات النيابية، من منطلق ان الاولى جرت على اساس نظام اكثري، فيما تجري الاخرى على اساس نظام نسبي، الا ان "المشهد البلدي يبقى مؤشرا واضحا لتوزع النفوذ والادوار، ليس فقط على المستوى المسيحي انما ايضا الى المستويات كافة".

وتلفت المصادر الى ان "التدقيق بالنتائج البلدية ، يؤكد ان ايا من الاحزاب المسيحية لا يمتلك الاكثرية، وهو بحاجة لنسج تحالفات دقيقة لتأمين فوز اكبر عدد ممكن من النواب في الاستحقاق النيابي المقبل بعد أقل من عام".

وترى المصادر ان "مصلحة القيادة العونية اعادة وصل ما انقطع مع حزب الله، باعتبار ان خوض الانتخابات من دونه سيعني حتما خسارته بحدود ٦ نواب، كما ان من مصلحته العودة لنسج علاقات مع زعماء المناطق، كما حصل في المتن مع آل المر وفي جزين مع آل عازار"، لافتة الى ان "الاستعدادات العونية انطلقت في هذا المجال، وستكون هناك خطط جديدة للتعامل مع مختلف القوى، انطلاقا مما آلت اليه النتائج البلدية".

وتلفت المصادر الى ان "التيار" سيبدأ قريبا التصويب على أداء وزراء "القوات" و"الكتائب"، وبخاصة ان عدم وجوده في الحكومة يجعل انتقاده اسهل بكثير، اي انه سيمارس المعارضة حتى النهاية، خاصة وانه اعتادها لسنوات طويلة قبل دخوله جنة السلطة. وتضيف: "حتى انه وبخلاف حزب الله الذي قد يكون محرجا برفع الصوت حول عدم قدرة الحكومة على تحرير الارض والاسرى ووقف الخروقات "الاسرائيلية"، باعتباره شريكا فيها، فالعونيون قادرون على الذهاب بعيدا بانتقاداتهم، مع ترجيح ان تشمل في مراحل لاحقة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ايضا، لان ليس من مصلحة النائب جبران باسيل ان ينجح عهده، وهو الذي انتقده وخاض مواجهة شرسة لتفادي انتقاله الى بعبدا".

بالمحصلة، ها هو "التيار" ينتقل من حالة الاحباط الى حالة الاستنفار، استعدادا للانتخابات النيابية التي سيسعى لتعيد له اعتباره... فهل يعطيه جمهوره فرصة جديدة ام يستسلم للواقع الجديد الذي دخله البلد والمنطقة؟



الأكثر قراءة

الضاحية تحت النار بتواطؤ اميركي: نتانياهو يريد الحرب؟ الجيش يفضح اكاذيب <اسرائيل>..كشف ميداني ولا سلاح عون: لبنان لن يرضخ أمام «صندوق بريد الدم»!