اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

-فريق الديار-

في تطور يحمل دلالات استراتيجية لافتة، غادرت حاملة الطائرات الأميركية "USS Nimitz" بحر الصين الجنوبي متجهة غربًا نحو منطقة الشرق الأوسط، وفق ما أكدته مصادر دفاعية أميركية وتقارير متقاطعة نُشرت صباح الاثنين في 16 حزيران 2025.

التحرك السريع، الذي تزامن مع إلغاء زيارة مرتقبة للحاملة إلى فيتنام، يأتي على خلفية التصعيد المتصاعد بين إسرائيل وإيران، وبعد أيام من الهجمات المتبادلة والتقارير عن دعم روسي وصيني – باكستاني لطهران عبر ممرات جوية عسكرية. فما هي خلفيات هذا الانتشار البحري؟ وما هي الرسائل التي تحمله؟ وكيف يمكن أن يعيد رسم قواعد الاشتباك في المنطقة؟

حاملة طائرات أم قاعدة عسكرية متحركة؟

تُعد USS Nimitz واحدة من أكبر وأقوى حاملات الطائرات في العالم، وتعمل بالطاقة النووية. تحمل على متنها نحو 75 طائرة ومروحية مقاتلة، إضافة إلى أنظمة مراقبة واستطلاع متقدمة. وتضم طاقمًا يناهز 5,000 عنصر، ما يجعلها بمثابة قاعدة عسكرية جوية وبحرية عائمة قادرة على تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية في أي نقطة بحرية حول العالم.

لكن أهمية هذا التحرك لا تكمن في القدرات التقنية فقط، بل في التوقيت والسياق. فالحاملة تغادر مياه شرق آسيا، في ظل تصاعد التوتر بين الصين وتايوان، لتتجه إلى الشرق الأوسط، ما يؤشر إلى أولوية جديدة على مستوى الاستراتيجية الأميركية.

رسائل الردع: لمن تُوجه؟

أول الرسائل موجهة بلا شك إلى إيران. فبعد مساعدة القوات الأميركية إسرائيل، في التصدي لصواريخ إيران في الأسبوع الفائت، أرادت واشنطن التأكيد أنها لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك في المنطقة، خصوصًا إذا ارتفعت وتيرة الضربات الإيرانية أو تدخل حلفاؤها الإقليميون بشكل مباشر.

الرسالة الثانية موجهة إلى روسيا والصين، وخصوصًا بعد التقارير الاستخباراتية الإسرائيلية عن "جسر جوي" صيني–روسي–باكستاني ينقل تقنيات عسكرية متطورة إلى طهران. الرد الأميركي جاء عبر القوة البحرية لا عبر البيانات، في إشارة إلى أن واشنطن قادرة على التحرك في أكثر من مسرح صراع عالمي في آنٍ واحد.

أما الرسالة الثالثة، فهي دعم لحلفاء الولايات المتحدة وعلى رأسهم إسرائيل.

في قلب المعركة: دعم مباشر أم حرب بالوكالة؟

السيناريوهات المتوقعة متعددة. فوجود USS Nimitz في مياه الخليج العربي أو بحر العرب يوفّر لإسرائيل غطاءً إضافيًا. كما يتيح للقوات الأميركية التدخل السريع سواء عبر الطائرات أو عبر عمليات إلكترونية واستخبارية لتشويش منظومات الدفاع الإيرانية.

في المقابل، يدرك الإيرانيون أن هذا التحرك لا يُقرأ فقط بوصفه ردعًا، بل تحضيرًا فعليًا لمرحلة تصعيد أكبر. ولهذا السبب رفعت طهران وتيرة تهديداتها، وألمحت إلى قدرتها على استهداف القواعد الأميركية في الخليج والعراق وسوريا، في حال تم استخدام حاملات الطائرات ضدها.

ماذا بعد؟

تحرك "نيميتز" لا يهدف فقط إلى حماية المصالح الأميركية أو دعم إسرائيل في صراعها الحالي، بل يسعى لإعادة رسم التوازنات في منطقة لم تعد تحتكرها واشنطن كما في السابق. فالمنطقة تشهد دعم قوى كبرى مثل روسيا والصين على خط إعادة توزيع النفوذ في الشرق الأوسط، ما يُحتم على الولايات المتحدة الرد عبر استعراض القوة البحرية وتوسيع دائرة انتشارها العسكري.

الأكثر قراءة

مواجهة بلا سقف بين إيران و«إسرائيل»... وواشنطن على حافة التدخّل! سفير غربي يحذر من عمل عسكري «اسرائيلي» في الجنوب حتى الأولي برّاك بعد لودريان: لا اعذار للتاخير