-فريق الديار-
في تطور يحمل دلالات استراتيجية لافتة، غادرت حاملة الطائرات الأميركية "USS Nimitz" بحر الصين الجنوبي متجهة غربًا نحو منطقة الشرق الأوسط، وفق ما أكدته مصادر دفاعية أميركية وتقارير متقاطعة نُشرت صباح الاثنين في 16 حزيران 2025.
التحرك السريع، الذي تزامن مع إلغاء زيارة مرتقبة للحاملة إلى فيتنام، يأتي على خلفية التصعيد المتصاعد بين إسرائيل وإيران، وبعد أيام من الهجمات المتبادلة والتقارير عن دعم روسي وصيني – باكستاني لطهران عبر ممرات جوية عسكرية. فما هي خلفيات هذا الانتشار البحري؟ وما هي الرسائل التي تحمله؟ وكيف يمكن أن يعيد رسم قواعد الاشتباك في المنطقة؟
حاملة طائرات أم قاعدة عسكرية متحركة؟
تُعد USS Nimitz واحدة من أكبر وأقوى حاملات الطائرات في العالم، وتعمل بالطاقة النووية. تحمل على متنها نحو 75 طائرة ومروحية مقاتلة، إضافة إلى أنظمة مراقبة واستطلاع متقدمة. وتضم طاقمًا يناهز 5,000 عنصر، ما يجعلها بمثابة قاعدة عسكرية جوية وبحرية عائمة قادرة على تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية في أي نقطة بحرية حول العالم.
لكن أهمية هذا التحرك لا تكمن في القدرات التقنية فقط، بل في التوقيت والسياق. فالحاملة تغادر مياه شرق آسيا، في ظل تصاعد التوتر بين الصين وتايوان، لتتجه إلى الشرق الأوسط، ما يؤشر إلى أولوية جديدة على مستوى الاستراتيجية الأميركية.
رسائل الردع: لمن تُوجه؟
أول الرسائل موجهة بلا شك إلى إيران. فبعد مساعدة القوات الأميركية إسرائيل، في التصدي لصواريخ إيران في الأسبوع الفائت، أرادت واشنطن التأكيد أنها لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك في المنطقة، خصوصًا إذا ارتفعت وتيرة الضربات الإيرانية أو تدخل حلفاؤها الإقليميون بشكل مباشر.
الرسالة الثانية موجهة إلى روسيا والصين، وخصوصًا بعد التقارير الاستخباراتية الإسرائيلية عن "جسر جوي" صيني–روسي–باكستاني ينقل تقنيات عسكرية متطورة إلى طهران. الرد الأميركي جاء عبر القوة البحرية لا عبر البيانات، في إشارة إلى أن واشنطن قادرة على التحرك في أكثر من مسرح صراع عالمي في آنٍ واحد.
أما الرسالة الثالثة، فهي دعم لحلفاء الولايات المتحدة وعلى رأسهم إسرائيل.
في قلب المعركة: دعم مباشر أم حرب بالوكالة؟
السيناريوهات المتوقعة متعددة. فوجود USS Nimitz في مياه الخليج العربي أو بحر العرب يوفّر لإسرائيل غطاءً إضافيًا. كما يتيح للقوات الأميركية التدخل السريع سواء عبر الطائرات أو عبر عمليات إلكترونية واستخبارية لتشويش منظومات الدفاع الإيرانية.
في المقابل، يدرك الإيرانيون أن هذا التحرك لا يُقرأ فقط بوصفه ردعًا، بل تحضيرًا فعليًا لمرحلة تصعيد أكبر. ولهذا السبب رفعت طهران وتيرة تهديداتها، وألمحت إلى قدرتها على استهداف القواعد الأميركية في الخليج والعراق وسوريا، في حال تم استخدام حاملات الطائرات ضدها.
ماذا بعد؟
تحرك "نيميتز" لا يهدف فقط إلى حماية المصالح الأميركية أو دعم إسرائيل في صراعها الحالي، بل يسعى لإعادة رسم التوازنات في منطقة لم تعد تحتكرها واشنطن كما في السابق. فالمنطقة تشهد دعم قوى كبرى مثل روسيا والصين على خط إعادة توزيع النفوذ في الشرق الأوسط، ما يُحتم على الولايات المتحدة الرد عبر استعراض القوة البحرية وتوسيع دائرة انتشارها العسكري.
يتم قراءة الآن
-
ايجابيات وسلبيات التعميمين 158 و166 غبريل للديار : اتخذ مصرف لبنان قرار رفع سقف قيمةً السحوبات لان الحل الشامل للودائع متأخر
-
بري الذي أذهل المبعوث الأميركي
-
بيروت تــُحاور و«إسرائيل» تقصف... هل نثق بالدبلوماسية الأميركية؟
-
برّاك يطرح تسوية صعبة والحكومة على مفترق طرق تحويلات المغتربين تبقي الاقتصاد حيًّا رغم الأزمات انطلاق الامتحانات الرسمية وسط احتجاجات وتحديات تربوية
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:35
تحليق للطيران المسير "الإسرائيلي" وبشكل دائم في اجواء معظم قرى وبلدات قضاء صور خصوصاً تلك التي تقع الى الجنوب الشرقي من مدينة صور
-
12:30
إعادة فتح السير على اوتوستراد البالما بالاتجاهين، بعد قطعه من قبل أصحاب "التوك توك" في طرابلس احتجاجًا على قرارات وزراة الداخلية بمنع سيرهم، والسير الى تحسن تدريجي
-
11:58
القناة 14 الإسرائيلية: ترامب ونتنياهو لديهما استراتيجية مشتركة للتوصل لاتفاق بشأن غزة
-
11:57
بزشكيان: إيران ملتزمة بمبادئ الحوار والدبلوماسية
-
11:57
بزشكيان: قرار مجلس الشورى جاء رداً على السلوك المنحاز وغير المهني للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية
-
11:56
بزشكيان: إيران مستعدة لتوسيع العلاقات وحل القضايا العالقة مع الاتحاد الأوروبي من خلال الحوار البنّاء والمتكافئ
