On anger: لوحات الرقص الحديث تعالج الغضب

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تتنوع العروض المسرحية على الخشبات اللبنانية ما بين تراجيدية وكوميدية وكلاسيكية أو إستعراضية راقصة، بينما قدمت البلجيكية سارة هوبي عرضاً بعنوان:on anger، كناية عن لوحات من الرقص الحديث تساعد في التخفيف من حدة الغضب.

تعرفنا سابقاً على نماذج عالمية من الرقص الحديث عبر المهرجان الذي اعتاد تنظيمه الفنان عمر راجح في بيروت سنوياً، لكن طرأ على الخط حضور نسائي عالمي مختلط في العرض المعبر: on anger حيث التقت الكوريغراف الألمانية آنا كونجيتزكي، مع الراقصة البلجيكية سارة هوبي، وقدما نصاً للفيلسوف سينيكا يطرح من خلاله أفضل السبل لمعالجة حدة الغضب وكتم هذا الشعور من خلال لوحات من الرقص الحديث.

العمل شهده مسرح دوار الشمس وسط حضور كامل وعارف بأصول المشاهدة لهذا النوع من الفنون، ما أضفى على الصالة نوعاً من الوقار عبر صمت يتماهى مع حركات معبرة لـ هوبي مع موسيقى إيقاعية تنوعت بعدها لتصبح حادة قاسية وصاخبة ومن ثم تراجعت حدتها على أساس التأثر بالموسيقى والذهاب إلى أفق هادئ معزول عما حوله بما يؤشر على تراجع الغضب عن تصلبه وتحوله إلى حالة أليفة غير مزعجة لصاحبها.

تنوع حضور هوبي بين التشكيلات العادية ثم الأقوى حركة، فالحالات العصبية الأقرب إلى الجنون التي تمثل أقصى مراحل الغضب الذي لو إستمر لأوصل إلى نتيجة كوارثية، وهو ماتعكسه خطوات هوبي على الخشبة، والمشاعر هنا متبادلة بين إمرأتين واحدة رسمت وخططت، وأخرى نفذت. ولعبت الموسيقى دوراً محورياً في التصعيد أو التهدئة ، وفي كلا الحالين تتأرجح النفس بين واقع الخضوع لأزمة كبيرة والرضوخ لإنعكاسها السلبي على الشخص المأزوم، أو الإعتماد على خطة سينيكا لدفع الغضب خارج المزاج المتقلب.

الخيارات الموسيقية في هكذا أعمال تكون دقيقة خاصة ولا تشبه إلا نفسها، لكن الحفاظ على تكرارها هي هي ولفترة طويلة يجلب القنوط وبعض الرتابة ليكون التعويض بالحركية المتنوعة للراقصة التي حافظت طوال وقت المسرحية على رباطة جأش وثبات وتميز من الدرجة الممتازة، وجاء الإخراج ليضفي لمسة متقدمة في التعبير من خلال الكادرات مع صور متعددة للوجوه وحركتها وغياب وحضور الصورة إياها في وضعيات متفاوتة.

On anger عمل يفيض بالمعاني والصور والمعنى المستخلص من حركية الراقصة هوبي يدخل في سياق يتصل بمسببات الغضب وما أكثرها في كل المجتمات أياً كان مستواها، فكيف هي الحال مع أوضاعنا العربية.