اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس عيد القديسين بطرس وبولس، وعيد شفيع ومؤسس حبرية" عمل الله" OPUS DEI القديس خوسيه ماريا اسكريفا، على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي " كابيلا القيامة"، والقى عظة قال فيها: "انّ العلاقات العائليّة مدعوّة إلى أن تتألّه بالمحبّة الإلهيّة. هذه الرسالة ما زالت ملحّة لغاية اليوم، لا سيّما في مجتمعنا اللبنانيّ المُتألِّم من أزمات اقتصاديّة، واجتماعيّة، وأخلاقيّة. أمام تجربة اليأس والاستسلام، يهمس لنا خوسيه ماريا: "قُم! الربّ ينتظرك في حياتك اليوميّة. هناك يريد أن يقدّسك". ما يلفت النظر في حياة خوسيماريا هو حبّه العميق لهيكلية الكنيسة ، وللبابا، وللأساقفة".

اضاف : "لم تكن محبّته إداريّة أو شكليّة، بل محبّة بنويّة، متواضعة، فائقة للطبيعة. كان يردّد: "الكنيسة هي المسيح الحاضر بيننا. الكنيسة هي أمّي". "عمل الله" يشجّع رجالًا ونساءً يعيشون في قلب المجتمع، يشهدون للمسيح من خلال العمل المتقن، والاستقامة، والفرح، والحياة المصلّية. ليس هدفه نخبويًّا، بل تربية روحيّة عميقة: لتنبيه الضمائر، وتكوين العقول، وتقديس البيوت، وتحويل المجتمع من الداخل. خوسيماريا لم يأتِ بإنجيل جديد، بل أعاد إحياء ما عاشه المسيحيّون الأوائل: أن نكون رسلاً من دون تغيير المهنة، ومُتأمّلين من دون الهرب من المدينة، وقدّيسين في وسط العالم. أنتم، أيّها المربّون، والأطبّاء، والمهندسون، والآباء والأمّهات، والمزارعون، والعاملون: الله يدعوكم إلى القداسة من خلال مهنتكم، وعلاقاتكم، وواقعكم".

واكد ان "لبنان بحاجة إلى مسيحيّين ثابتين، كفوئين، مشرقيين، أحرار، ومتجذّرين في الإيمان. لبنان بحاجة إلى علمانيّين قدّيسين، متكوّنين، فاعلين، متغذّين من الأسرار والصلاة".

وختم الراعي: "فلنصلِّ، بشفاعة القدّيسين الرسولين بطرس وبولس، والقدّيس خوسيماريا، لكي يمنح الله لبنان مسيحيّين قدّيسين هنا والآن، لا ينتظرون ظروفا مثاليّة، بل يلتزمون القداسة في العمل والصلاة والخدمة والمحبّة والفرح والرجاء".

عودة عزى يوحنا العاشر

كما ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وألقى عظة قال فيها: "رغم الإختلاف الظاهر نعاين في هذا العيد المبارك مثالا نتعلم منه كيف نحيا معا في الكنيسة. نحن بشر نتحدر من مسارات حياتية مختلفة، غير أن العيد الحاضر يرينا أن الكنيسة هي أولا وأخيرا المكان الذي تحكمه محبة الرب. هذه المحبة الإلهية تدفعنا إلى تخطي الخلافات الشخصية، وتذكرنا بأن كل الأمور مستطاعة عندما نحيا مع الله. عندما يطلب الرب منا أن نحب حتى أعداءنا هو عليم بأن محبته ونعمته ستقوياننا على فعل ذلك. إن المحبة قرار واع نتخذه بملء حريتنا الشخصية إذا كان هدفنا الخير لجميع الذين نتعامل معهم في حياتنا. الرسولان العظيمان بطرس وبولس يشكلان مثالا على كيفية العيش والعمل معا ضمن الكنيسة، رغم كل الإختلافات والخلافات، وعلى كيفية إرساء المصالحة من خلال نعمة الله ومحبته، طبعا إذا كنا نرغب في ذلك. ربما الأمر الوحيد الذي يقف عائقا يمنع المصالحة الحقيقية أحيانا هو الخيار الواعي بالتشبث بالرأي وتأليه الأنا، وعدم الإتضاع وطلب الغفران من المسيئين باستخدام العبارة التي تحرق الشيطان، أي "إغفر لي".

وسأل عودة: "متى ينتهي التطرف والحقد وإقصاء الآخر المختلف؟ متى يعي البشر أن الله خلق الإنسان، كل إنسان، على صورته ومثاله، ليعيش حياة هانئة بالمحبة والرحمة والسلام؟ متى ستعم المحبة والسلام في أرض المسيح المصلوب من أجل خلاص العالم أجمع؟ متى يستفيق أهل هذه الأرض ومتى يصغون لتعاليم ديانات هذه الأرض؟ مؤسف ومرفوض ومدان أن يقتل الإنسان أخاه، ومؤلم جدا أن يطعن من القريب. أملنا أن لا تمر هذه الجريمة، كغيرها العديد من الجرائم، بدون عقاب. حياة الإنسان ليست مباحة، وكرامته من كرامة خالقه، ولا يحق لأي مخلوق أن يستهين بعمل الخالق، والإنسان أرقى ما خلق".

اضاف : "صلاتنا نرفعها كي ينير الرب الإله البصائر ويهدي العقول ويوقظ الضمائر ويطهر القلوب، ومن أجل أن يغمر نفوس شهدائنا برحمته ويتقبلهم في ملكوته مع قديسيه الذين عيدنا لهم الأحد الماضي، وأن يمنح ذويهم الصبر والعزاء والرجاء. باسمي وباسم إخوتي كهنة أبرشية بيروت وابنائها أقدم التعزية الممزوجة بالألم والرجاء لغبطة أبينا البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى، سائلا الرب الإله أن يحفظ كنيستنا من كل شر ومكروه، وأن يشفي المصابين ويشددهم مع آباءالكنيسة وجميع ابنائها ليبقوا أمناء لإيمانهم.

وختم: "في هذا العيد، نحن مدعوون إلى أن نتحلى بإيمان كإيمان هامتي الرسل بطرس وبولس واندفاعهما وغيرتهما وتحملهما الضيقات والعذابات في سبيل إيمانهما، حتى الإستشهاد. علينا ألا نيأس بسبب خطايانا، بل أن نسعى إلى التوبة الحقيقية الصادقة، وإلى إعلان المسيح مخلصا لنفوسنا وأن نتحد تحت مظلة الكنيسة، أعضاء تعمل معا بتناغم مع الرأس، يسوع المسيح، وبعضها مع بعض بنعمة الرأس وفي ظل كلمته ووصاياه. هكذا تستمر الكنيسة راسخة على صخر".

الأكثر قراءة

حسين السلامة بين التطبيع والتصفية: لماذا اختارت تل أبيب قصف قلب دمشق؟