اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

جويل عرموني

في عالم تتسارع فيه الأحداث، وتطغى عليه صخب اللحظة العابرة، يبرز أناس يُعيدون للذاكرة وهجها، وللفنّ قيمته السامية.

من هؤلاء القلائل، يقف الدكتور هراتش سغبازاريان كرمز للوفاء والاحتراف، رجل حمل على عاتقه مهمة إعادة الاعتبار لأبطال الزمن الجميل، وإحياء إرثهم الثقافي والفني في مهرجان أصبح علامة مضيئة في سماء الثقافة العربية.

د. هراتش ليس مجرد طبيب تجميل، بل هو فنان في صناعة الجمال الحقيقي؛ جمال الروح، والجمال الذي يبقى خالدًا في الذاكرة والوجدان. لقد صنع "مهرجان الزمن الجميل" ليكون منصة استثنائية، تكريمًا للقلوب التي أنارت الفن بأصواتها ولم تكن مسرحًا للاحتفال الزائف أو المرور السريع.

هذا المهرجان لم يُخلق من فراغ، بل كان نتاج شغف عميق وحرص صادق على نقل رسالة ثقافية وفنية، تُعيد صياغة العلاقة بين الجمهور وفنانيه.

في زمن ينسى فيه الكثيرون من صنعوا تاريخ الفن، اختار د. هراتش أن يكون الحارس الأمين لذاكرة الفن العربي. لم يكن المهرجان مجرد تكريم للاسم، بل اعتراف بالجهد، والتضحية، والإبداع الذي حمله الفنانون على أكتافهم عبر العقود.

يؤمن د. هراتش أن الفنان الحقيقي هو من يترك بصمة لا تُمحى في نفوس الناس، وأن التكريم الحقيقي هو أن يُحتفى به وهو بيننا، لا بعد رحيله. هذا الإيمان جعل من "مهرجان الزمن الجميل" رسالة وفاء حيّة تردد صدى الأمل، وتشكل رافعة للكرامة الفنية.

د. هراتش سغبازاريان هو أكثر من منظّم ورئيس مهرجان، إنه صاحب رسالة تجسد الشغف والوفاء بكل ما تحمله الكلمة من معنى. بتواضعه وحنكته، تمكن من بناء جسور بين الماضي العريق والحاضر المتجدد، مؤمنًا بأن الفن الأصيل هو نبض الحياة الثقافية.

في كل دورة من دورات المهرجان، يُثبت أن الزمن الجميل ليس ذكرى تمضي، بل عهد يتجدد، وأن الوفاء هو الأساس الذي يُبنى عليه كل نجاح، وكل جمال حقيقي.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

معالم الردّ على ورقة برّاك تتبلور... وحزب الله سلّم موقفه إجهاض مُحاصرة «الثنائي» انتخابياً... والمواجهة مفتوحة الأمن العام فكّك خليّة لتنظيم «داعش» تتعاون مع «الموساد»؟!