يُعد ضغط الدم من المؤشرات الحيوية الأساسية التي تعكس صحة الجهاز القلبي الوعائي، ويؤثر بشكل مباشر على وظائف الأعضاء الحيوية في الجسم. وبينما يشكّل ارتفاع ضغط الدم مشكلة صحية شائعة ومعروفة، فإن انخفاضه، خاصةً لدى كبار السن، يُعدّ أيضًا حالة خطيرة قد تؤدي إلى مضاعفات جسيمة إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح.
إنّ انخفاض ضغط الدم يُعرَّف طبيًا عندما يكون ضغط الدم الانقباضي أقل من 90 ملم زئبقي، والانبساطي أقل من 60 ملم زئبقي. ومع أن بعض الأشخاص قد يعيشون بمستويات ضغط دم منخفضة بشكل طبيعي دون أعراض، إلا أن ذلك يصبح مقلقًا لدى كبار السن، خصوصًا إذا ترافق مع أعراض مثل الدوخة، الإغماء، التشوش الذهني، أو الإرهاق الشديد.
مع التقدم في العمر، تبدأ أجهزة الجسم المختلفة بفقدان جزء من قدرتها على التكيّف مع التغيرات الفسيولوجية. وعندما ينخفض ضغط الدم، فإن كمية الدم التي تصل إلى الدماغ والقلب والكلى تقل، مما قد يُعرّض كبار السن لخطر السقوط المفاجئ، والإغماء، بل وحتى السكتات الدماغية أو القلبية في بعض الحالات.
يُضاف إلى ذلك أن انخفاض ضغط الدم قد يكون علامة على وجود مشكلات صحية أعمق مثل الجفاف، النزيف الداخلي، ضعف عضلة القلب، أو اضطرابات هرمونية. كما أن العديد من كبار السن يتناولون أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ما قد يؤدي في بعض الحالات إلى خفضه أكثر من اللازم، خاصةً إذا لم تتم مراجعة الجرعة بانتظام.
من أهم ما يُميز انخفاض ضغط الدم لدى كبار السن هو ارتباطه بأعراض مزعجة قد تؤثر على جودة الحياة اليومية. وتشمل هذه الأعراض: الدوار عند الوقوف (الهبوط الانتصابي)، التشوش الذهني، عدم التوازن، ضعف التركيز، وبرودة الأطراف. وقد تكون هذه العلامات في بعض الأحيان المؤشر الوحيد على وجود مشكلة صحية خطيرة تستدعي التدخل الفوري.
التعامل مع انخفاض ضغط الدم لدى كبار السن يتطلب تقييمًا دقيقًا لأسباب الحالة، فالعلاج يختلف باختلاف السبب. في حالات الجفاف، على سبيل المثال، يكون الحل هو تعويض السوائل. أما إذا كان السبب دوائيًا، فقد تحتاج الجرعات إلى تعديل. وقد يشمل العلاج أيضًا تغييرات في النمط الغذائي مثل زيادة تناول الصوديوم بشكل مراقَب، أو توزيع الوجبات على فترات قصيرة لتجنب الهبوط بعد الأكل، وهو أمر شائع لدى كبار السن.
كما يُوصى باتباع إجراءات وقائية، مثل الوقوف ببطء من وضعية الجلوس أو الاستلقاء، وارتداء جوارب ضاغطة لتحسين تدفق الدم، بالإضافة إلى ممارسة تمارين خفيفة تحسّن الدورة الدموية تحت إشراف طبي.
إن انخفاض ضغط الدم لدى كبار السن لا يجب اعتباره أمرًا بسيطًا أو طبيعيًا مع التقدّم في العمر. فهو قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية كامنة، أو مقدّمة لمضاعفات خطيرة تؤثر على استقلالية المسنّ وسلامته. لذا فإن الرصد الدوري لمستوى ضغط الدم، والانتباه للأعراض المصاحبة، والتدخل الطبي السريع كلها خطوات أساسية للحفاظ على صحة كبار السن ووقايتهم من المخاطر المحتملة.
يتم قراءة الآن
-
بري الذي أذهل المبعوث الأميركي
-
المخاطر تتزاحم: «إسرائيل»... أمن المخيمات... والخطر السوري؟ واشنطن تصرّ على تهميش باريس... ولا تفعيل للجنة وقف النار تفاهم «ثلاثي» على تعيينات قضائية ومالية في الحكومة اليوم
-
ايجابيات وسلبيات التعميمين 158 و166 غبريل للديار : اتخذ مصرف لبنان قرار رفع سقف قيمةً السحوبات لان الحل الشامل للودائع متأخر
-
لبنان بين الوصاية السوريّة والوصاية "الإسرائيليّة"
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
19:00
مجلس الوزراء يقرّر الإبقاء على وسيم منصوري وسليم شاهين نائبَين لحاكم مصرف لبنان
-
18:49
انتهاء جلسة مجلس الوزراء في هذه الاثناء
-
18:41
مجلس الوزراء يعيّن أليسار ندّاف مديرة عامة لتلفزيون لبنان
-
18:25
لاريجاني: "الشرق الأوسط" الجديد سيكون شرقاً أوسطاً مقاوماً
-
18:23
لاريجاني: النظرية الأميركية بقيادة ترامب تقوم على مبدأ: إما أن تستسلموا أو تخوضوا الحرب
-
18:16
مستشار قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران علي لاريجاني: الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحوّلا إلى مسرح للتهريج والسخرية
