في باريس حط المبعوث الاميركي الخاص الى سوريا، توماس بارّاك، قادما من واشنطن، عشية وصوله الى لبنان لتسلم الرد الرسمي على مقترحاته، حيث كانت له سلسلة لقاءات، بحثت ملفي سوريا ولبنان بتشعباتهما وتعقيداتهما وتداخلهما، لا سيما الوضع الامني المهتز في البلدين وكيفية نقله الى حال من الاستقرار تواكب تحولات المنطقة، والتي اختصرت نتائجها في البيان الصادر عن الخارجية الفرنسية، في وقت تتضارب فيه المعلومات وتتقلب بين ليلة وضحاها.
في موازاة هذا الحراك الدبلوماسي، وعلى مسافة ساعات من عودة برّاك، زار الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان بيروت لساعات، بشكل مفاجئ، فيما استنفرت اللجنة الخماسية الديبلوماسية مجدداً واجتمعت رباعياً (لغياب السفير السعودي بداعي السفر) على مدى ساعتين ناقشت خلالها الموقف اللبناني، بناء لدعوة من السفيرة الاميركية في مقر السفارة في عوكر، بحضور سفراء كل من واشنطن، باريس، الدوحة، والقاهرة، وغياب الرياض.
مصدر دبلوماسي مواكب، كشف ان جدول اعمال اللقاء تمحور حول ملفين اساسيين: الاول، المرتبط بالسلاح وحصره، حيث وضعت السفيرة جونسون في اجواء وتفاصيل الورقة الاميركية وبنودها، معربة عن جدية واشنطن في تنفيذ بنودها، ناقشه السفير توماس بارّاك مع المسؤولين اللبنانيين، داعية "الشركاء" الى المشاركة في الضغوط التي تمارس على بيروت للوفاء بالالتزامات المطلوبة، حيث سجلت مداخلة للسفير الفرنسي انعكست في بيان "الكيدورسيه" امس، لجهة دور اليونيفيل الى جانب الجيش اللبناني في عملية حصر السلاح، والذي فهم منه احد الحاضرين، تلميحا فرنسيا الى امكان توسيع ولاية قوات الامم المتحدة لتشمل كافة الاراضي اللبنانية، في ظل موقف بيروت تجاه تنفيذ المهمة لجهة العديد والعتاد.
اما ثانيا، فجرى التطرق الى الملف المتعلق بالاصلاحات، من انجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وتفعيل الرقابة المالية والادارية، من ضمن تعيينات وتشكيلات الجهاز الاداري في الدولة، تراعي المعايير، واقرار القوانين الاصلاحية بعيدا عن المماطلة والمصالح الشخصية. وقد عرض السفير الفرنسي مسالة تحضير فرنسا لمؤتمر دعم للبنان، مطلع السنة المقبلة.
واشار المصدر الى ان فكرة الاجتماع انطلقت اثناء لقاء على هامش مناسبة اجتماعية جمعت السفراء الخمسة الى رئيس الحكومة وعدد من الشخصيات، حيث تم الاتفاق على عقد اجتماع، يصار لاحقا الى تحديد موعده، للتداول في المستجدات اللبنانية المتسارعة، والتي لا تتلاءم وسرعة الانقلابات في المنطقة.
وراى المصدر، ان الامور لا زالت على حالها بالنسبة للاصطفاف الدولي، في ظل تمسك واشنطن بمواقفها المتشددة، مقابل بعض الليونة الفرنسية، التي تمثلت بمحاولة لتمديد فترة السماح الممنوحة للعهد، الا ان الطرح الفرنسي لقي رفضا اميركيا مطلقا، علما ان المعطيات تؤكد ان البحث والنقاش بقي في اطار العموميات ولم يدخل في تفاصيل الملفات.
وكان جرى تداول معلومات عن توجيه السفيرة الاميركية الدعوة لموفد وزير الخارجية السعودي الامير يزيد بن فرحان للمشاركة في الاجتماع، والغذاء الذي تبعه، الا ان مصادر عوكر رفضت نفي او تاكيد المعلومات، مكتفية بالقول ان سفير المملكة تواصل مع السفيرة جونسون وابلغها اعتذاره عن المشاركة، بسبب اضطراره لمغادرة لبنان الى الرياض.
وكشف المصدر، ان ثمة قلقا غربيا متزايدا من احتمال انفجار الوضع بين لبنان واسرائيل، في ظل الهدنة الهشة في المنطقة، من جهة، وفشل اتفاق 27 تشرين الثاني بتحقيق اهدافه حتى الساعة، على ما صرح توماس بارّاك، خصوصا ان المعطيات المتوافرة تشير الى ان السلطة اللبنانية عاجزة عن مجاراة المطالب الدولية، والاميركية تحديدا.
وحول عدم صدور بيان عن اللقاء او حتى توزيع صورة، اكد المصدر، ان اللقاء الذي جمع السفراء كان تشاوريا وليس رسميا، وان الدول الممثلة في انتظار نتائج زيارة المبعوث الاميركي المؤقت، لتبني على الشيئ مقتضاه، علما ان الاتجاه يميل لدى عواصم القرار نحو تفعيل عمل الخماسية خلال الفترة القادمة لمواكبة الاحداث والتطورات التي قد تستجد.
وختم المصدر، بان زيارة الامير يزيد بن فرحان، جاءت بعد "اعتذار" وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان عن "النزول" الى بيروت، بعدما عرض عليه المبعوث الاميركي توماس بارّاك، خلال لقائهما الاخير في الرياض، مرافقته في جولته اللبنانية المنتظرة مطلع الاسبوع، داعيا الى متابعة تداعيات الزيارة "الاميرية" التي ركزت على الملف السوري، متوقفا عند الاصرار السعودي على عدم اصدار اي بيان رسمي، او اطلاق اي تصريحات، في ظل غياب السفير وليد البخاري.
يتم قراءة الآن
-
لبنان الرسمي مُطالب بموقف حازم من تصريحات باراك جعجع: كلامه مسؤوليّة الحكومة والسلطات الرسميّة مُفاوضات غزة تترنح...حماس: وصلنا الى مرحلة صعبة
-
باراك يقدّم العصا على الجزرة وعلامات استفهام حول تهديد وجود لبنان تصريحات المبعوث الأميركي تتناقض مع أجواء زيارته إلى بيروت 3 انواع للموقوفين والسجناء السوريين وتواصل لبناني سوري لمعالجة الملف
-
ليكن عون قائدًا للمسيحيين والمسلمين
-
على برّاك أن يعتذر من الشعب اللبناني
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
19:12
جنبلاط: هناك مشاكل في ما يتعلق بصناعة المخدرات لكن اليوم أعلن الجيش انه فكّك مصنعًا كبيرًا للكابتاغون في اليمونة وجرى تضخيم أمر خلية كبيرة أو صغيرة لكن الجيش يقوم بواجباته والقوى الأمنية تقوم بواجباتها ولماذا التضخيم.
-
19:11
جنبلاط: التعيينات الباقية ستسير في المسار المطلوب والتهديدات الإسرائيلية سيف مسلّط لكن لا يجوز الاستمرار به، ونحن مع عودة الأمن وإجراء مصالحة في السويداء برعاية الدولة السورية.
-
19:10
الوزير السابق وليد جنبلاط من عين التينة: ملفات عديدة نوقشت مع الرئيس بري على صعيد ملف الجنوب الذي نعتبره في أيادٍ أمينة ولن أتدخل به.
-
19:07
جيش العدو الإسرائيلي يعلن استهداف دبابات على حدود السويداء جنوبي سوريا
-
19:05
خبير عسكري: إرسال أميركا أسلحة لأوكرانيا هو "مشاركة في الاعتداء" على روسيا
-
18:56
حركة المرور كثيفة على طريق قصقص - راس النبع - بشارة الخوري بالاتجاهين، ومن البربير باتجاه المتحف.
