اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


مع حلول فصل الصيف، يزداد إقبال الأطفال على تناول المثلجات والمشروبات السكرية المثلجة، التي يُنظر إليها عادةً كوسيلة للترفيه والانتعاش خلال الأجواء الحارة. ورغم أن هذه الأطعمة قد تبدو غير ضارة، إلا أن الإفراط في استهلاكها يحمل العديد من المخاطر الصحية التي قد تؤثر سلبًا على صحة الأطفال الجسدية والنفسية على حد سواء.

أولى هذه الأضرار تتجلى في التأثير السلبي على الجهاز الهضمي. إذ تؤدي الكميات الكبيرة من السكر والدهون الموجودة في المثلجات إلى اضطراب عملية الهضم، ما قد يسبب المغص، الانتفاخ، أو حتى نوبات الإسهال والقيء لدى بعض الأطفال، خاصةً من يعانون من حساسية اللاكتوز أو ضعف في وظائف الجهاز الهضمي. كما أن البرودة الشديدة لهذه الأطعمة قد تثير تهيّج المعدة أو تحفّز حدوث التهابات في الحلق عند الأطفال ذوي المناعة المنخفضة.

من جهة أخرى، تُعتبر المثلجات والمشروبات السكرية من الأسباب الرئيسية لاكتساب الوزن الزائد لدى الأطفال. فهي تحتوي على سعرات حرارية عالية وقيمة غذائية منخفضة، وغالبًا ما تُستهلك بكميات كبيرة دون أن توفر شعورًا بالشبع. هذا الأمر يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم، لا سيما في منطقة البطن، ويزيد خطر الإصابة بالسمنة في سن مبكرة، وهي بدورها ترتبط بمضاعفات صحية مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب لاحقًا في الحياة.

ولا يمكن إغفال الأثر المباشر للسكريات الزائدة على صحة الأسنان. فالسكر يشكّل بيئة مثالية لنمو البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان، خاصةً عندما تُستهلك المثلجات والمشروبات المحلاة بين الوجبات أو قبل النوم دون تنظيف الأسنان. كما أن المواد الحمضية الموجودة في بعض المشروبات الغازية أو العصائر الصناعية تساهم في تآكل مينا الأسنان، ما يضعف بنية الأسنان ويجعلها أكثر عرضة للكسر والتلف.

على الصعيد السلوكي، أظهرت بعض الدراسات أن الارتفاع المفاجئ في مستويات السكر في الدم بعد تناول هذه الأطعمة قد يؤدي إلى فرط في النشاط  يليه انخفاض حاد في الطاقة، مما يسبب التهيج، تقلب المزاج، أو صعوبة في التركيز لدى الأطفال. كما أن الاعتياد على الطعم الحلو والمذاق القوي يجعل الطفل أكثر انتقائية في الطعام وأقل رغبة في تناول الأطعمة الصحية مثل الخضروات والفواكه الطبيعية.

إن التحدي الأكبر يكمن في أن هذه الأطعمة غالبًا ما تُستخدم كمكافأة أو وسيلة للترفيه، ما يعزز ارتباط الطفل العاطفي بالطعام ويؤسس لسلوكيات غذائية غير صحية على المدى الطويل. من هنا، تبرز أهمية التوعية والتوازن، إذ لا يعني ذلك حرمان الطفل بشكل تام من هذه الأطعمة، بل ترشيد استهلاكها وتقديم بدائل صحية مثل المثلجات المصنوعة في المنزل من الفواكه الطبيعية أو الزبادي قليل السكر، والمشروبات الباردة المعتمدة على الأعشاب أو المياه المنكهة بالفواكه.

في النهاية، على الأهل أن يدركوا أن التغذية السليمة في الطفولة هي حجر الأساس لصحة أبنائهم مستقبلًا. فكل قرار يومي بسيط، مثل تقديم مثلجات صحية بديلة أو الحد من المشروبات المحلاة، قد يُحدث فرقًا كبيرًا في مسيرة نموهم وتوازنهم الجسدي والعقلي.

الأكثر قراءة

ردّ لبناني مُوحّد بانتظار بارّاك: الكرة في الملعب «الإسرائيلي» حزب الله يُؤكد الاستعداد للسلم كما للمواجهة... مصير غزة يتحدّد باجتماع نتنياهو ــ ترامب اليوم