اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تواجه العديد من النساء أعراضًا جسدية ونفسية مزعجة في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، تُعرف بمتلازمة ما قبل الحيض، وتتراوح حدتها بين آلام في الجسم، تقلبات مزاجية، إرهاق، وتهيج عصبي. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض تُعد شائعة، فإن الكثير من النساء لا يدركن الدور الكبير الذي يمكن أن يؤديه النظام الغذائي، وبالأخص بعض الفيتامينات، في التخفيف من حدّتها. من أبرز هذه الفيتامينات فيتامين B6، الذي أثبتت الدراسات الحديثة فاعليته في تحسين الحالة النفسية والجسدية خلال هذه الفترة الحساسة من الشهر.

يُعرف فيتامين B6، أو البيريدوكسين، بأنه فيتامين قابل للذوبان في الماء، ويُعد جزءًا أساسيًا من مجموعة فيتامينات B المعقّدة. يؤدي هذا الفيتامين دورًا محوريًا في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، أهمها إنتاج النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، وهي مواد كيميائية مسؤولة عن تنظيم المزاج، النوم، والشهية. وبما أن التقلبات الهرمونية خلال فترة ما قبل الحيض تؤثر في مستويات هذه النواقل، فإن وجود كمية كافية من فيتامين B6 في الجسم يساعد في الحفاظ على التوازن العاطفي ويقلل من الشعور بالاكتئاب أو التوتر.

هذا وتشير العديد من الأبحاث إلى أن النساء اللاتي يتناولن كميات كافية من فيتامين B6 يعانين من أعراض أقل حدة خلال الدورة الشهرية. فهو يساعد في تقليل الانتفاخ، واحتباس السوائل، وآلام الثدي، والتهيج العصبي، كما يُحسّن من نوعية النوم ويُخفف من الشعور بالتعب المزمن. ويُعتقد أن فعالية هذا الفيتامين في تخفيف هذه الأعراض ترجع إلى دوره في تنظيم هرمون الإستروجين وتقليل تأثيراته غير المتوازنة في الجسم.

علاوة على ذلك، يُعد فيتامين B6 مفيدًا بشكل خاص للنساء اللواتي يعانين من الدورة الشهرية غير المنتظمة أو الاضطرابات الهرمونية. فهو يُساهم في دعم الوظائف الطبيعية للجهاز العصبي ويعزز أداء الغدة النخامية، ما يساعد على تنظيم إفراز الهرمونات الأنثوية بطريقة أكثر توازنًا واستقرارًا.

يمكن الحصول على فيتامين B6 من خلال عدة مصادر غذائية، أهمها: الموز، الحمص، البطاطا، الدواجن، التونة، بذور دوار الشمس، والسبانخ. كما يمكن تناوله على شكل مكملات غذائية، خاصةً للنساء اللواتي يعانين من نقص واضح، ولكن يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل البدء بتناول أي مكمل غذائي لتحديد الجرعة المناسبة وفقًا للحالة الصحية.

ومن الجدير بالذكر أن الإفراط في تناول مكملات فيتامين B6 قد يؤدي إلى أعراض جانبية مثل تنميل الأطراف أو فقدان التوازن، لذا فإن الاعتدال ومراعاة الجرعة اليومية الموصى بها، والتي تتراوح عادة بين 1.3 و1.7 ملغ يوميًا للنساء، أمر ضروري للحفاظ على الفوائد وتفادي الأضرار.

في الختام، يُعد فيتامين B6 عنصرًا غذائيًا مهمًا وحيويًا للنساء، خاصةً خلال فترة ما قبل الدورة الشهرية. إن إدراجه ضمن النظام الغذائي اليومي، سواء من خلال الطعام أو المكملات، يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في نوعية الحياة ويُخفف من الأعباء النفسية والجسدية المرتبطة بالدورة الشهرية. ويبقى الخيار الأفضل دائمًا هو الاستماع إلى احتياجات الجسم وتلبية متطلباته بالعناصر الغذائية التي تدعمه وتُعزز من توازنه الطبيعي.

الأكثر قراءة

بري الذي أذهل المبعوث الأميركي