تُعد الكلى من أهم أعضاء الجسم، إذ تقوم بتنقية الدم من السموم والفضلات، وتنظيم ضغط الدم، والحفاظ على توازن الماء والأملاح. ومع ذلك، كثيرًا ما تُهمل صحتها لأنها لا تُظهر أعراضًا واضحة في المراحل الأولى من الخلل. وقد تكون مشاكل الكلى خطيرة إذا لم تُكتشف مبكرًا، لأنها تتطور بصمت حتى تصل إلى مراحل متقدمة يصعب علاجها.
من أكثر مشاكل الكلى شيوعًا القصور الكلوي المزمن، وهو تراجع تدريجي في وظائف الكلى لا يُلاحظ غالبًا إلا بعد أن تُصاب الكلى بضرر كبير. ويُعتبر مرض السكري وارتفاع ضغط الدم من أبرز مسبباته. يؤدي هذا القصور إلى تراكم الفضلات في الجسم، ويؤثر على نوعية الحياة، وقد يتطلب في مراحله الأخيرة اللجوء إلى الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى.
أما القصور الكلوي الحاد، فهو حالة طارئة يحدث فيها توقف مفاجئ لوظائف الكلى خلال فترة زمنية قصيرة، وقد يكون ناتجًا عن عدوى شديدة، أو فقدان حاد للسوائل، أو تناول أدوية سامّة للكلى. في بعض الحالات، يمكن استعادة وظائف الكلى إذا تم التدخل الطبي في الوقت المناسب.
كذلك، تنتشر حصى الكلى بين فئات واسعة، وهي عبارة عن ترسبات صلبة من المعادن والأملاح تتشكل داخل الكلى وتسبب آلامًا شديدة عند تحركها. ورغم أنها ليست خطرة في معظم الأحيان، إلا أن تكرارها قد يؤدي إلى تلف الكلية أو التهابات مزمنة في المسالك البولية.
ومن المشاكل الأخرى التهابات الكلى أو ما يُعرف بالتهاب الحويضة والكلية، والتي تنتج عادة من انتقال العدوى من المثانة. وقد تُسبب أعراضًا مثل الحمى، آلام أسفل الظهر، وتكرار التبول، وتحتاج إلى علاج فوري بالمضادات الحيوية.
هذا ولا تُصيب أمراض الكلى جميع الناس بنفس النسبة، بل توجد فئات معينة معرضة للخطر بدرجة أكبر. في مقدمتها مرضى السكري، إذ يُعد ارتفاع سكر الدم المزمن أحد الأسباب الرئيسية لتلف الأوعية الدقيقة في الكلى. كما أن مرضى ارتفاع ضغط الدم معرّضون أيضًا، بسبب الضغط المستمر على الشرايين الكلوية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن كبار السن يعانون من انخفاض طبيعي في وظائف الكلى مع التقدم في العمر، ويكونون أكثر عرضة لتراكم الأدوية أو المضاعفات الصحية. كذلك، هناك المرضى الذين يتناولون أدوية بجرعات عالية أو لفترات طويلة مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (كالإيبوبروفين)، أو أدوية المضادات الحيوية القوية، وهي أدوية قد تُؤثر سلبًا على الكلى عند استخدامها بشكل مفرط أو دون إشراف طبي.
ولا يُمكن إغفال العوامل الوراثية، إذ تُسهم بعض الاضطرابات الجينية، مثل مرض الكلى المتعدد الكيسات، في زيادة خطر الإصابة لدى أفراد العائلة. كما أن البدانة المفرطة ونمط الحياة الخامل من العوامل المؤثرة، لما لها من دور في رفع ضغط الدم وتفاقم أمراض الأيض.
إن الكشف المبكر والمتابعة الدورية لوظائف الكلى، خاصة لدى الفئات المعرضة للخطر، هو السبيل الأفضل للوقاية من المضاعفات. كما أن شرب كميات كافية من الماء، واتباع نظام غذائي متوازن منخفض الصوديوم والبروتين الزائد، وتجنب الاستخدام العشوائي للأدوية، يُساهم بشكل كبير في الحفاظ على صحة الكلى.
وأخيرًا، يجب التعامل مع الكلى كعضو أساسي لا يقل أهمية عن القلب أو الدماغ، لأنها حين تتوقف، تتوقف معها الكثير من وظائف الجسم الحيوية. الوعي هو المفتاح، والتدخل المبكر هو الفرق بين العلاج والسيطرة، وبين الدخول في دوامة العلاج المزمن.
يتم قراءة الآن
-
ايجابيات وسلبيات التعميمين 158 و166 غبريل للديار : اتخذ مصرف لبنان قرار رفع سقف قيمةً السحوبات لان الحل الشامل للودائع متأخر
-
برّاك يطرح تسوية صعبة والحكومة على مفترق طرق تحويلات المغتربين تبقي الاقتصاد حيًّا رغم الأزمات انطلاق الامتحانات الرسمية وسط احتجاجات وتحديات تربوية
-
أين إيران في تغيير الشرق الأوسط؟
-
نداء الساحل السوري: أنقذوا ما تبقى منا
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:33
الحكومة السورية: - نرحب بأي مسار مع قسد من شأنه تعزيز وحدة وسلامة أراضي البلاد
-
23:33
الحكومة السورية: متمسكون بمبدأ سوريا الواحدة وجيش واحد وحكومة واحدة
-
23:33
بيتكوين تسجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا عند 111051 دولارا بارتفاع 2.2%
-
23:32
قصف مدفعي وفوسفوري على أطراف الوزاني
-
22:55
الرياضي يفوز على الحكمة بنتيجة 83 - 75 ويتقدم 3-1 في السلسلة النهائية من "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
-
22:05
- القاضية دورا الخازن ادعت على جاد غاريوس مدير شركة betarabia بالتهرب الضريبي وإثراء غير مشروع وتبييض الأموال
