اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


أصبح الشوفان في السنوات الأخيرة أحد أبرز الخيارات الغذائية التي يُنصح بها لمختلف الفئات، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة كمرض السكري. ولكن، ورغم شهرته كغذاء صحي، ما زالت بعض الأسئلة تُطرح حول مدى أمانه وفائدته لمرضى السكري، وهل يساعد بالفعل في السيطرة على مستويات السكر وإنقاص الوزن، أم أن له تأثيرات عكسية؟

الشوفان هو نوع من الحبوب الكاملة الغني بالألياف القابلة للذوبان، خاصة "بيتا-غلوكان"، والتي تلعب دورا فعالًا في خفض الكوليسترول وتنظيم مستويات السكر في الدم. كما يحتوي على مجموعة من الفيتامينات والمعادن مثل المغنيسيوم، الحديد، والزنك، إلى جانب البروتينات النباتية. هذه التركيبة الفريدة تجعل من الشوفان غذاءً متكاملاً يمكن أن يُساهم في تحسين الصحة العامة، خاصة عند تضمينه ضمن نظام غذائي متوازن.

أبرز فائدة للشوفان لدى مرضى السكري تكمن في دوره في إبطاء امتصاص السكر في الدم. فالألياف القابلة للذوبان التي يحتوي عليها تُكوّن مادة هلامية داخل الجهاز الهضمي تُبطئ عملية الهضم والامتصاص، مما يُساهم في منع الارتفاع المفاجئ في سكر الدم بعد الوجبات.

وقد أظهرت العديد من الدراسات أن تناول الشوفان بشكل منتظم يمكن أن يساعد في تقليل مستويات السكر التراكمي (HbA1c) وتحسين مقاومة الإنسولين، خاصة لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني. كما يساعد في السيطرة على الشعور بالجوع، مما يساهم في التحكم بالشهية وتجنب الإفراط في تناول الطعام، وهو أمر بالغ الأهمية لمريض السكري.

رغم فوائده، قد لا يكون الشوفان مناسبًا للجميع. فبعض المنتجات التجارية التي تُباع على أنها "شوفان سريع التحضير" تحتوي على كميات كبيرة من السكر أو المحليات الصناعية، ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة لمريض السكري. لذلك، من المهم دائمًا قراءة المكونات واختيار الشوفان الطبيعي الكامل غير المحلّى.

كما أن بعض الأشخاص قد يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي عند تناول كميات كبيرة من الألياف فجأة، مما قد يؤدي إلى الانتفاخ أو الغازات. ولهذا يُنصح بإدخاله إلى النظام الغذائي تدريجيًا وبكميات معتدلة.

إنّ الفئة الأكثر استفادة من الشوفان هي مرضى السكري من النوع الثاني، خصوصا من يسعون إلى تحسين السيطرة على سكر الدم بشكل طبيعي. كما يستفيد منه الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول، أو الوزن الزائد، أو متلازمة الأيض، حيث يُمكن أن يكون الشوفان جزءًا من تدخل غذائي فعّال في هذه الحالات.

بالإضافة إلى ذلك، يُعدّ خيارًا ممتازًا للنباتيين، نظرًا لاحتوائه على البروتين النباتي، ويمكن دمجه مع مصادر أخرى مثل المكسرات أو البذور لوجبة مغذية ومتكاملة.

الشوفان لا يُعد سحريًا لإنقاص الوزن، لكنه يساعد بشكل غير مباشر على خسارة الوزن عند تناوله ضمن نظام غذائي متوازن وسعرات حرارية محسوبة. يعود ذلك إلى قدرته على منح الشعور بالشبع لفترات أطول، مما يُقلل من الحاجة لتناول وجبات خفيفة غير صحية.

كما أن احتواءه على نسبة جيدة من البروتين والألياف يجعل من عملية الهضم أبطأ، وبالتالي يُقلل من تقلبات الشهية. يُمكن تعزيز هذا التأثير بإضافة مصادر بروتين أخرى مثل الزبادي اليوناني أو الحليب النباتي الغني بالبروتين.

الشوفان غذاءٌ عالي القيمة لمرضى السكري، خصوصًا إذا تم اختياره وتحضيره بطريقة صحية. فهو يُساهم في تنظيم سكر الدم، وتحسين حساسية الإنسولين، والسيطرة على الشهية، مما يجعله مفيدًا أيضًا في جهود إنقاص الوزن. ومع ذلك، تبقى الاعتدال والوعي بمكونات المنتج هما المفتاح الأساسي للاستفادة منه دون أضرار.

 

الأكثر قراءة

إنذار سعودي أخير وخطير للبنان