اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في السنوات الأخيرة، ازداد عدد الرجال الذين يتبعون النظام النباتي، سواء لدواعٍ صحية أو بيئية أو أخلاقية. ورغم الفوائد العديدة التي قد يوفرها الامتناع عن اللحوم، إلا أن هذا النمط الغذائي قد يعرض الرجال لمخاطر صحية غير متوقعة، أبرزها نقص الحديد وفيتامين B12، وهما عنصران أساسيان لوظائف الجسم الحيوية. ما يزيد من خطورة هذا النقص أنه غالبًا ما يتطور بشكل صامت، دون أعراض واضحة في البداية، ليؤثر لاحقًا على الطاقة، التركيز، والمناعة، وحتى الصحة النفسية.

الحديد عنصر ضروري لتكوين الهيموغلوبين، المسؤول عن نقل الأكسجين في الدم. وفي حين يتوافر الحديد في مصادر نباتية مثل العدس والسبانخ والبقوليات، إلا أن نوع الحديد الموجود في النباتات (الحديد غير الهيمي) يُمتص بنسبة أقل بكثير من الحديد الموجود في اللحوم (الحديد الهيمي). وهنا يكمن التحدي الرئيسي للرجال النباتيين، خاصة أولئك الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا عاليًا أو يعيشون تحت ضغط نفسي مستمر، مما يزيد من حاجتهم إلى الحديد. نقص هذا المعدن قد يؤدي إلى أعراض مثل التعب المزمن، شحوب البشرة، ضيق التنفس، وتسارع ضربات القلب.

أما فيتامين B12، فهو ضروري لإنتاج كريات الدم الحمراء والحفاظ على صحة الجهاز العصبي. المشكلة الأساسية تكمن في أن هذا الفيتامين يتواجد حصريًا في المنتجات الحيوانية، مثل اللحوم، البيض، والحليب، مما يجعله أكثر عرضة للنقص لدى النباتيين الصارمين. ومن الأعراض المرتبطة بنقصه: الشعور بالوخز في الأطراف، فقدان التوازن، ضعف التركيز، واضطرابات المزاج. وإذا تُرك دون علاج، قد يسبب هذا النقص أضرارًا عصبية دائمة لا يمكن عكسها.

رغم أن الجسم يحتاج كميات ضئيلة نسبيًا من B12، إلا أن امتصاصه يعتمد على عوامل معقدة، مثل صحة المعدة ووجود بروتين يسمى "العامل الداخلي". وهذا يعني أن حتى من يتناولون مكملات B12 قد لا يستفيدون منها بالشكل الكامل دون متابعة طبية دقيقة.

للوقاية من هذه النواقص، يُنصح الرجال النباتيون بإجراء فحوصات دورية لمستوى الحديد، الفيريتين (مخزون الحديد)، وفيتامين B12. كما يُفضل اعتماد استراتيجيات غذائية ذكية، مثل تناول مصادر الحديد النباتي مع فيتامين C لتحسين الامتصاص، وتناول الأغذية المدعّمة مثل حليب الصويا أو الحبوب المدعّمة بـB12. وفي بعض الحالات، قد تكون المكملات الغذائية أو الحقن الطبية ضرورية، خاصة إذا ظهرت الأعراض بشكل واضح أو كانت التحاليل تشير إلى نقص حاد.

إلى ذلك، من المهم التذكير بأن اتباع النظام النباتي الصحي والمتوازن لا يعني بالضرورة الوقوع في فخ النقص الغذائي، بشرط أن يكون مبنيًا على وعي وفهم دقيق لحاجات الجسم الأساسية. الرجال النباتيون بحاجة إلى توعية مستمرة وشاملة حول المخاطر الخفية التي قد تترتب على اختياراتهم الغذائية، لضمان حياة صحية ومتوازنة بعيدًا عن الأعراض الصامتة والمضاعفات الصحية الطويلة الأمد.

الأكثر قراءة

الأنظار الى <جلسة الثلاثاء> و<الحزب> مُلتزم بالحوار مع الرئيس عون قادة حزبيون هددوا بتفجير الشارع: الاصبع على الزناد قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل والبلد معرض لخطر وجودي من إســرائيل وداعــش