اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تحدث رئيس مجلس إدارة مجموعة "غلوبال اديوكايشن" ميلاد السبعلي، في مؤتمر بعنوان  "عصر التحول الذكي: كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل العمل، والصناعة، والقدرات البشرية، والمعرفة والتعليم من الانهيار إلى الفرصة: دعوة إلى التحوّل الذكي"، بحيث قال: "نحنُ لا نُناقِشُ الذَّكَاءَ الاصطِنَاعِيَّ كَمَوجَةٍ تِقَنِيَّةٍ عَابِرَةٍ، بَل كَضَرُورَةٍ وَطَنِيَّةٍ وَرَكِيزَةٍ لِتَحَوُّلٍ مَصِيرِيّ. فَلُبْنَانُ، بِرَغْمِ أَزمَاتِهِ، لا يَزَالُ يَمتَلِكُ فُرَصًا كَبِيرَةً لِلنُّهُوضِ، إِذ تَتَحَوَّلُ الأَزمَةُ إِلَى فُرصَةٍ، وَخُصُوصًا فِي مَدِينَةِ طَرَابُلُسَ الَّتِي تَحمِلُ إِمْكَانَاتٍ استِرَاتِيجِيَّةً كَبِيرَةً، ليس فقط كعاصمة اقتصادية في لبنان، بل أيضا كبوابة استراتيجية إقليمية نحو الداخل السوري والعراقي، وخاصة في مراحل مقبلة من إعادة الإعمار. المَشرُوعَاتُ الكُبرَى كَالمِرْفَأِ، وَالمِنْطَقَةِ الحُرَّةِ، وَالمَعْرِضِ، وَالمِصفَاةِ، تُشَكِّلُ بِنْيَةً تَحْتِيَّةً جَاهِزَةً لِتَكُونَ أَسَاسًا لِمَنظُومَاتٍ ذَكِيَّةٍ. وَيَأْتِي التَّحَوُّلُ الرَّقْمِيُّ، الَّذِي تَدْعَمُهُ البَلَدِيَّةُ وَغُرْفَةُ التِّجَارَةِ، كَعَمُودٍ فَقَرِيٍّ لِهَذَا النُّهُوضِ. ومِن خِلَالِ "شَرَاكَاتٍ" مَع الجَامِعَاتِ وَالمُجتَمَعِ المَدَنِيِّ، يُمكِنُ بِنَاءُ مَنَصَّاتِ تَعلِيمٍ رَقمِيٍّ، وَشَبَكَاتِ لُوجِستِيَّةٍ ذَكِيَّةٍ، وَبِيئَةِ ابتِكَارٍ تُحَفِّزُ الكَفَاءَاتِ.

أضاف "هَذَا المُؤتَمَرُ، الَّذِي نُشِيدُ بِجُهُودِ مُنَظِّمِيهِ، وخاصة لَجْنَةُ الطَّوَارِئِ الِاقتِصَادِيَّةُ بِرِئَاسَةِ الدُّكتورِ خَالِدٍ عِيتَانِي، يُمَثِّلُ مَنصَّةً وَطَنِيَّةً اسْترَاتِيجِيَّةً تُطْلِقُ مِن طَرَابُلُسَ إِشَارَاتٍ جِدِّيَةً نَحْوَ مُستَقبَلٍ أَكثَرَ عَدلًا وَابتِكَارًا، وترسخُ قناعةً راسخةً بأن طرابلس ليست عبئًا على الدولة، بل فرصة لها. وأن المعرفة والتكنولوجيا والتربية والإدارة، حين تلتقي مع الرؤية والإرادة، يمكن أن تصنع فارقًا حقيقيًا في مسار المدن والبلدان، وتؤسس لتحوّل ذكي شامل."

-ما هو التحوّل الذكي؟

وقال: "التَّحَوُّلُ الذَّكِيُّ المطلوب في لبنان، لَيسَ مُجَرَّدَ تَرقِيَةٍ رَقمِيَّةٍ، أَو إِدخَالِ تِقنِيَّاتٍ حَدِيثَةٍ عَلَى مُؤَسَّسَاتٍ مُتَقَادِمَةٍ، بَل هُوَ إِعَادَةُ تَصْمِيمٍ وَطَنِيَّةٍ شَامِلَةٍ تُعِيدُ صِيَاغَةَ دَوْرِ الدَّوْلَةِ، وَبِنْيَةِ الِاقتِصَادِ، وَوَظِيفَةِ التَّعْلِيمِ، وَعَلَاقَةِ لُبْنَانَ مَعَ جَالِيَاتِهِ، وَمَعَ مُحِيطِهِ الإِقْلِيمِيِّ وَالدُّوَلِيِّ. إِنَّهُ انْتِقَالٌ جَذْرِيٌّ مِن أَنْظِمَةٍ مُجَزَّأَةٍ، بَطِيئَةٍ، وَرَدَّاتِ فِعْلٍ مُتَأَخِّرَةٍ، إِلَى نَمَاذِجَ مُتَرَابِطَةٍ، مُتَكَيِّفَةٍ، وَاسْتِبَاقِيَّةٍ."

أضاف "تَحَوُّلٌ يَجْمَعُ بَيْنَ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ، وَالسِّيَاسَاتِ العَامَّةِ، وَالحَوْكَمَةِ، وَالتَّعْلِيمِ، وَالإِنْتَاجِ، ضِمْنَ مَنْظُومَةٍ وَاحِدَةٍ، تَهْدِفُ إِلَى اسْتِعَادَةِ ثِقَةِ المُوَاطِنِ، وَتَوْلِيدِ قِيمَةٍ حَقِيقِيَّةٍ، وَبِنَاءِ مُؤَسَّسَاتٍ مَرِنَةٍ، شَفَّافَةٍ، وَجَاهِزَةٍ لِلْمُسْتَقْبَلِ. التَّحَوُّلُ الذَّكِيُّ هُوَ التِقَاءٌ مُتَوَازِنٌ بَيْنَ التِّكْنُولُوجِيَا، وَالرُّؤْيَةِ السِّيَاسِيَّةِ، وَتَمْكِينِ الإِنْسَانِ — حَيْثُ لا تَكُونُ الآلَاتُ بَدِيلَةً عَنِ البَشَرِ، بَل أَدَوَاتٍ لِتَعْظِيمِ طَاقَاتِهِم، وَتَحْقِيقِ تَطَلُّعَاتِهِم فِي وَطَنٍ عَادِلٍ، وَمُنْتِجٍ، وَمُزْدَهِرٍ.

-رؤية لبنان الجديد

وأكد السبعلي "فِي قَلْبِ هَذَا التَّحَوُّلِ، تُطْرَحُ رُؤْيَةٌ جَدِيدَةٌ لِلُبْنَانَ، لا تَقُومُ عَلَى إِعَادَةِ تَعْوِيمِ النِّظَامِ القَدِيمِ، بَل عَلَى تَصْمِيمِ نَمُوذَجٍ مُسْتَقْبَلِيٍّ يَتَلَاءَمُ مَعَ التَّحَدِّيَاتِ وَالفُرَصِ، حيث: الذَّكَاءُ الِاصْطِنَاعِيُّ وَالبَيَانَاتُ يَجِبُ أَنْ يُعَامَلَا كَبِنْيَةٍ تَحْتِيَّةٍ وَطَنِيَّةٍ أَسَاسِيَّةٍ، لا تَقِلُّ أَهَمِّيَّةً عَنِ الطَّاقَةِ وَالمِيَاهِ — وكعُنْصُرَينِ حَيَوِيَّينِ لِإِرْسَاءِ حَوْكَمَةٍ ذَكِيَّةٍ، وَمَرِنَةٍ، وَشَفَّافَةٍ. وحيث الأَزْمَاتُ المُتَرَاكِمَةُ لَيْسَتْ نِهَايَةً، بَل بَدَايَةً جَدِيدَةً تُحَفِّزُ وِلَادَةَ نِظَامٍ عَامٍّ سَرِيعٍ، وَعَادِلٍ، وَقَادِرٍ عَلَى التَّكَيُّفِ مَعَ المُتَغَيِّرَاتِ. وحيث المُوَاطِنُ لَيْسَ مُسْتَهْلِكًا سَلْبِيًّا لِلْخَدَمَاتِ، بَل شَرِيكٌ فَاعِلٌ فِي التَّصْمِيمِ وَالتَّنْفِيذِ- وَصَانِعَ حُلُولٍ، لا مُجَرَّدَ مُتَلَقٍّ لِلْأَزْمَاتِ. وليس الطموحُ هنا إِنْقَاذُ لُبْنَانَ فَحَسْبُ، بَل إِلَى إِعَادَةِ تَمَوْضُعِهِ كَمَرْكَزٍ إِقْلِيمِيٍّ لِلتَّحَوُّلِ الذَّكِيِّ وَالإِنْتَاجِ المَعْرِفِيِّ، يَرْبِطُ الشَّرْقَ الأَوْسَطَ بِالعَالَمِ مِنْ خِلَالِ الإِبْدَاعِ، وَالتِّكْنُولُوجِيَا، وَالقِيَمِ. هَذِهِ لَيْسَتْ أَحْلَامًا مُعَلَّقَةً، بَل خَارِطَةَ طَرِيقٍ مُمْكِنَةٍ وَمُلِحَّةٍ، تَسْتَنِدُ إِلَى حَاجَاتِ الوَاقِعِ، وَإِمْكَانَاتِ اللُّبْنَانِيِّينَ، وَفُرَصِ اللَّحْظَةِ التَّارِيخِيَّةِ.

-ستة محاور رئيسية للتحوّل الذكي

ولتَحْقِيقِ التَّحَوُّلِ الذَّكِيِّ، قال السبعلي: "لا يَكْفِي إِعْلَانُ النَّيَات، وَلا تَبَنِّي التِّقْنِيَّاتِ، بَل نَحْتَاجُ إِلَى إِطَارٍ اسْتِرَاتِيجِيٍّ مُتَكَامِلٍ يُتَرْجِمُ الرُّؤْيَةَ إِلَى مَسَارَاتٍ عَمَلِيَّةٍ مُتَرَابِطَةٍ. منْ هُنَا، تَنْبَثِقُ سِتَّةُ مَحَاوِرَ تُشَكِّلُ البِنْيَةَ الأَسَاسِيَّةَ لِهذه الرؤية الجديدة:

-أَوَّلًا: الحُكُومَةُ الذَّكِيَّةُ

-ثانِيًا: الاقْتِصَادُ المُنْتِجُ المُعَزَّزُ بِالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ

-ثَالِثًا: التَّعْلِيمُ الحَدِيثُ

-رَابِعًا: الوَظَائِفُ الرَّقْمِيَّةُ وَالعَمَلُ عَنْ بُعْدٍ

-خَامِسًا: دَوْرُ المُغْتَرِبِينَ فِي النُّهُوضِ الوَطَنِيِّ

-سَادِسًا: التَّعَاوُنُ الرَّقْمِيُّ الإِقْلِيمِيُّ والدولي

أضاف "هذِهِ المَحَاوِرُ لَيْسَتْ مَسَارَاتٍ مُنْفَصِلَةً، بَل مَنْظُومَةً مُتَرَابِطَةً، تُغَذِّي بَعْضَهَا البَعْضَ، وَتُشَكِّلُ مُجْتَمِعَةً أَسَاسًا لِتَحَوُّلٍ ذَكِيٍّ يُعِيدُ بِنَاءَ الدَّوْلَةِ، وَيَصُونُ الإِنْسَانَ، وَيُطْلِقُ طَاقَاتِ لُبْنَانَ نَحْوَ المُسْتَقْبَلِ. ومحرّكها هو التربية والتعليم الحديث، الذي ينتج رأسمالاً بشرياً جديداً قادراً على إحداث وقيادة التحول في الحاضر والمستقبل. فَلْنَنْظُرْ إِلَى كُلٍّ مِنْهَا بِعُمْقٍ أَكْثَرَ:

-المحور الأول: الحكومة الذكية

اعتبر السبعلي" يَجِبُ أَنْ نَسِيرَ نَحْوَ دَوْلَةٍ رَقْمِيَّةٍ تَعْتَمِدُ الهُوِيَّةَ الرَّقْمِيَّةَ، وَالخَدَمَاتِ المُؤَتْمَتَةَ، وَالحَوْكَمَةَ المُسْتَنِدَةَ إِلَى البَيَانَاتِ، في دَوْلَةٍ شَفَّافَةٍ، وَعَادِلَةٍ، وَسَرِيعَةِ الاسْتِجَابَةِ، تَسْتَعِيدُ ثِقَةَ المُوَاطِنِ، وَتُعِيدُ تَعْرِيفَ العَلَاقَةِ بَيْنَ الدَّوْلَةِ وَالمُجْتَمَعِ. فَالمَدْخَلُ إِلَى أَيِّ نَهْضَةٍ حَقِيقِيَّةٍ يَبْدَأُ مِنَ الدَّوْلَةِ، وَلَكِنْ لَيْسَ الدَّوْلَةَ التَّقْلِيدِيَّةَ، بَل الدَّوْلَةَ الذَّكِيَّةَ، مِنْ خِلَالِ نِظَامٍ حُكُومِيٍّ مُوَحَّدٍ، رَقْمِيٍّ، آمِنٍ، وَشَفَّافٍ، يَبْدَأُ مِنْ هُوِيَّةٍ رَقْمِيَّةٍ مُوَحَّدَةٍ لِكُلِّ مُوَاطِنٍ، تُتِيحُ الوُصُولَ إِلَى كَافَّةِ الخَدَمَاتِ العَامَّةِ. والهَدَفُ لَيْسَ أَتْمَتَةَ البِيرُوقْرَاطِيَّةِ، بَل بِنَاءُ ثِقَةٍ جَدِيدَةٍ قَائِمَةٍ عَلَى:

-تأمين كافة الخدمات العامة للمواطنين من خلال تطبيقات ذكية متاحة للجميع دون واسطة ومحسوبيات.

-مُشَارَكَةِ البَيَانَاتِ بَيْنَ الوِزَارَاتِ فِي الزَّمَنِ الفِعْلِيِّ (Realtime)

-تَقْنِيَاتِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ لِمُرَاقَبَةِ المُنَاقَصَاتِ، وَتَحْسِينِ تَوْزِيعِ الخَدَمَاتِ، وَاسْتِبَاقِ الأَزْمَاتِ

-عَدَالَةٍ رَقْمِيَّةٍ شَفَّافَةٍ وَسَرِيعَةٍ

-مُشْتَرَيَاتٍ عُمُومِيَّةٍ مَفْتُوحَةٍ وَمُرَاقَبَةٍ تِلْقَائِيًّا الحَوْكَمَةُ الذَّكِيَّةُ لَيْسَتْ تَرَفًا تِقَنِيًّا، بَل عَقْدٌ اِجْتِمَاعِيٌّ جَدِيدٌ يُعِيدُ الِاعْتِبَارَ لِلْمُوَاطِنِ، وَيَجْعَلُ الدَّوْلَةَ مَسْؤُولَةً، وَشَفَّافَةً، وَخَاضِعَةً لِلْمُسَاءَلَةِ.

-المحور الثاني: الذكاء الاصطناعي والاقتصاد المنتج

وقال: "يَجِبُ أَنْ نُحَرِّكَ عَجَلَةَ الإِنْتَاجِ فِي الزِّرَاعَةِ، وَالصِّنَاعَةِ، وَالسِّيَاحَةِ، وَالخِدْمَاتِ، مِنْ خِلَالِ أَدَوَاتِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ، لِنَنْتَقِلَ مِنِ اقْتِصَادٍ اسْتِهْلَاكِيٍّ هَشٍّ إِلَى اقْتِصَادٍ مُنْتِجٍ يُوَلِّدُ القِيمَةَ، وَيُحَفِّزُ الِابْتِكَارَ وَالفُرَصَ. والكف عن الجدل العقيم حول ما اذا كان الاقتصاد في لبنان يجب أن يركز على القطاعات الإنتاجية أم الخدماتية. فكل القطاعات اليوم بحاجة الى تحول رقمي ذكي ونوعي، حتى نحقق الاستدامة والمنافسة. والتحوّل الرقمي الذكي أصبح هو قاطرة الاقتصاد. فلا يُمْكِنُ لِلُبْنَانَ أَنْ يَنْهَضَ بِاعْتِمَادِهِ عَلَى التَّحْوِيلَاتِ وَالاسْتِهْلَاكِ فَقَطْ، أي ما أسميه الاقتصاد السلبي، بَل نَحْتَاجُ إِلَى اقْتِصَادٍ مُنْتِجٍ وَمُتَنَوِّعٍ، مَدْعُومٍ بِالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ وتطبيقاته. وَفِيمَا يَلِي بَعْضُ الأَمْثِلَةِ على هذه التطبيقات اليوم:

-فِي الزِّرَاعَةِ: التَّنَبُّؤُ بِالمَحَاصِيلِ، وَإِدَارَةُ المِيَاهِ، وَمُكَافَحَةُ الآفَاتِ.

-فِي الصِّنَاعَةِ: الصِّيَانَةُ الِاسْتِبَاقِيَّةُ، وَالتَّحَكُّمُ بِالجَوْدَةِ فِي الزَّمَنِ الحَقِيقِيِّ، وَالأَتْمَتَةُ الذَّكِيَّةُ.

-فِي السِّيَاحَةِ: تَحْلِيلَاتٌ سُلُوكِيَّةٌ لِتَخْصِيصِ التَّجْرِبَةِ، وَاسْتِهْدَافُ الأَسْوَاقِ المُتَخَصِّصَةِ.

-فِي التِّجَارَةِ وَالنَّقْلِ: مَمَرَّاتٌ رَقْمِيَّةٌ، وَجَمَارِكُ ذَكِيَّةٌ، وَأَنْظِمَةٌ لُوجِسْتِيَّةٌ مُؤَتْمَتَةٌ.

-فِي الاقْتِصَادِ الِابْتِكَارِيِّ: تَحْوِيلُ التُّرَاثِ اللُّبْنَانِيِّ إِلَى مُحْتَوًى رَقْمِيٍّ عَالَمِيٍّ بِوَاسِطَةِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ التَّوْلِيدِيِّ.

وَلَكِنَّ الِابْتِكَارَ يَحْتَاجُ إِلَى بِيئَةٍ دَاعِمَةٍ، تَشْمَلُ:

-بِنْيَةً تَحْتِيَّةً رَقْمِيَّةً مُتَقَدِّمَةً (سَحَابَةٌ، أَلْيَافٌ ضَوْئِيَّةٌ، وَحَوْسَبَةٌ طَرَفِيَّةٌ مَحَلِّيَّةٌ edge computing)

-قَوَانِينَ تَنْظِيمِيَّةً وَاضِحَةً (المِلْكِيَّةُ الرَّقْمِيَّةُ، وَالعُقُودُ الذَّكِيَّةُ، وَحِمَايَةُ البَيَانَاتِ)

-أَدَوَاتِ تَمْوِيلٍ جَدِيدَةٍ (التَّمْوِيلُ الجَمَاعِيُّ crowd funding، وَالسَّنَدَاتُ القَابِلَةُ لِلتَّحْوِيلِ، وَرَأْسُ المَالِ الجَرِيءُ  venture capital)

-والأهم: تطوير التعليم وصناعة رأسمال المستقبل

-المحور الثالث: التعليم الحديث – صناعة رأسمال المستقبل

وأكد السبعلي "لَا يُمْكِنُ أَنْ نُحْدِثَ تَحَوُّلًا ذَكِيًّا دُونَ تَحَوُّلٍ عَمِيقٍ فِي التَّعْلِيمِ. فَالتَّعْلِيمُ لَيْسَ تِكْرَارًا لِلْمَاضِي، بَلْ تَصْمِيمٌ لِلْمُسْتَقْبَلِ، وَإِعْدَادٌ لِأَجْيَالٍ قَادِرَةٍ عَلَى التَّعَلُّمِ مَدَى الحَيَاةِ، وَالإِبْدَاعِ فِي عَالَمٍ دَائِمِ التَّغَيُّرِ. نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى مَنْظُومَةٍ تَعْلِيمِيَّةٍ حَدِيثَةٍ، تَكَيُّفِيَّةٍ، شَخْصِيَّةٍ، قَائِمَةٍ عَلَى الكَفَايَاتِ، وَمُتَّصِلَةٍ بِسُوقِ العَمَلِ المَحَلِّيِّ وَالعَالَمِيِّ.

التَّحَوُّلُ الرَّقْمِيُّ لَا يُبْنَى فَقَطْ عَلَى البُنَى التَّحْتِيَّةِ وَالبَرْمَجِيَّاتِ، بَلْ عَلَى الإِنْسَانِ- الرَّأْسْمَالِ البَشَرِيِّ المُعَاصِرِ، المُتَخَصِّصِ، وَالمُبْتَكِرِ. وَهُنَا تَكْمُنُ الأَهَمِّيَّةُ الِاسْتِرَاتِيجِيَّةُ القُصْوَى لِلتَّعْلِيمِ الحَدِيثِ، إِذْ يُشَكِّلُ البَوَّابَةَ الَّتِي نُعِدُّ مِنْ خِلَالِهَا جِيلًا جَدِيدًا مِنَ المُتَخَصِّصِينَ القَادِرِينَ عَلَى قِيَادَةِ المَرْحَلَةِ المُقْبِلَةِ، نحو التحول الذكي في لبنان والمنطقة في كافة القطاعات."

أضاف "وبالتالي، نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى إِعْدَادِ أَجْيَالٍ تَمْلِكُ التَّخَصُّصَاتِ الحَدِيثَةَ المُرْتَبِطَةَ بِالتَّحَوُّلِ الرَّقْمِيِّ، مِثْلَ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ، وَتَحْلِيلِ البَيَانَاتِ الكَبِيرَةِ، وَالأَمْنِ السَّيْبَرَانِيِّ، وَإِنْتَرْنِتِ الأَشْيَاءِ، وتطبيقاتها في مختلف القطاعات والمجالات. ولكنَّ ذَلِكَ وَحْدَهُ لَا يَكْفِي؛ فَالمَطْلُوبُ أَيْضًا تَطْوِيرُ كَفَايَاتٍ أَسَاسِيَّةٍ عند الخريجين، لَا غِنَى عَنْهَا فِي هَذَا العَصْرِ، مِثْلَ:

-التَّفْكِيرِ النَّقْدِيِّ وَالإِبْدَاعِيِّ

-حَلِّ المُشْكِلَاتِ المُعَقَّدَةِ

-الرِّيَادَةِ وَالقِيَادَةِ

-المُوَاطَنَةِ الرَّقْمِيَّةِ

-التَّعَاوُنِ وَالتَّوَاصُلِ العَابِرِ لِلثَّقَافَاتِ

-الذَّكَاءِ العَاطِفِيِّ وَالتَّعَاطُفِ

-القُدْرَةِ عَلَى البَحْثِ وَتَشْكِيلِ رَأْيٍ أَصْلِيٍّ

-الإِصْرَارِ وَالمَرُونَةِ أَمَامَ التَّغْيِيرِ

-المواطنة والهوية والانتماء والوجدان الاجتماعي، هَذِهِ الكَفَايَاتُ هِيَ المِفْتَاحُ الَّذِي يَفْتَحُ أَبْوَابَ التَّحَوُّلِ الذَّكِيِّ، وَيَضْمَنُ أَنْ يَكُونَ الإِنْسَانُ فِي قَلْبِ هَذَا التَّحَوُّلِ، لَا عَلَى هَامِشِهِ.

أضاف "وَلِتَحْقِيقِ ذَلِكَ، يَجِبُ العَمَلُ عَلَى ثَلَاثَةِ مُسْتَوَيَاتٍ مُتَرَابِطَةٍ:

-أَوَّلًا: التَّعْلِيمُ مَا قَبْلَ الجَامِعِيِّ

حيث يُتِمُّ تَأْسِيسُ الرَّأْسْمَالِ البَشَرِيِّ عَلَى المَدَى الطَّوِيلِ.يَجِبُ أَنْ تَتَحَوَّلَ المَدَارِسُ إِلَى مُخْتَبَرَاتٍ لِلمَهَارَاتِ، لَا مُجَرَّدَ أَمَاكِنَ لِنَقْلِ المَعْرِفَةِ. يَجِبُ تَكْيِيفُ المَنَاهِجِ لِتُوَاكِبَ الكَفَايَاتِ الحَدِيثَةَ، وَاعْتِمَادُ التَّعْلِيمِ المُدْمَجِ، وَالتَّحْفِيزُ عَلَى البَحْثِ وَالاِكْتِشَافِ، وَتَقْدِيمُ تَجَارِبَ تَعَلُّمٍ شَخْصِيَّةٍ مَدْعُومَةٍ بِتَحْلِيلَاتِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ.

-ثَانِيًا: المَرْحَلَةُ الجَامِعِيَّةُ وَالتَّعْلِيمُ العَالِي

حيث تَتِمُّ تَهْيِئَةُ الرَّأْسْمَالِ البَشَرِيِّ عَلَى المَدَى المُتَوَسِّطِ.علَى الجَامِعَاتِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ نَمَطِهَا التَّقْلِيدِيِّ، وَأَنْ تَتَحَوَّلَ إِلَى حَاضِنَاتٍ لِلِابْتِكَارِ وَرِيَادَةِ الأَعْمَالِ، عَبْرَ:

-تَحْدِيثِ البَرَامِجِ وَإِدْخَالِ التَّخَصُّصَاتِ الجَدِيدَةِ بِسُرْعَةٍ وَكَفَاءَةٍ

-رَبْطِ البَحْثِ العِلْمِيِّ بِالتَّحَدِّيَاتِ الوَطَنِيَّةِ وَالاقْتِصَادِيَّةِ

-تَطْوِيرِ الشَّهَادَاتِ القَصِيرَةِ وَالمِهْنِيَّةِ المُعْتَمَدَةِ

-تَعْزِيزِ الشَّرَاكَةِ مَعَ القِطَاعَيْنِ العَامِّ وَالخَاصِّ

-ثَالِثًا: التَّعَلُّمُ مَدَى الحَيَاةِ (Lifelong Learning)

وأكد أن "التَّحَوُّلُ الرقميُّ الذَّكِيُّ السَّرِيعُ يُهَدِّدُ بِخُرُوجِ فِئَاتٍ وَاسِعَةٍ مِنَ المَوَارِدِ البَشَرِيَّةِ الحَالِيَّةِ مِنْ سُوقِ العَمَلِ إِذَا لَمْ تُعَدْ تَأْهِيلَهَا. كما يولّد الحاجة الى اختصاصات جديدة قد لا تكون متوافرة بعد في الجامعات بالحجم الكافي. منْ هُنَا، يُصْبِحُ التَّعَلُّمُ المُسْتَمِرُّ ضَرُورَةً وُجُودِيَّةً لَا خِيَارًا. يجِبُ أَنْ نُوَفِّرَ بَرَامِجَ مَرِنَةً، رَقْمِيَّةً، وَعَمَلِيَّةً، تُعِيدُ تَمْكِينَ العَامِلِينَ وَتَسْمَحُ لَهُمْ بِالتَّكَيُّفِ مَعَ بِيئَةِ العَمَلِ المُتَجَدِّدَةِ بِاسْتِمْرَارٍ، حتى لا يخرجهم التحول الذكي الى البطالة.

أضاف "إِنَّ نَمُوذَجَ التَّعْلِيمِ الحَدِيثِ الَّذِي نَطْمَحُ إِلَيْهِ يَتَطَلَّبُ:

-مَسَارَاتِ تَعَلُّمٍ شَخْصِيَّةٍ مَدْعُومَةٍ بِتَحْلِيلَاتِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ

-شَهَادَاتٍ قَصِيرَةٍ وَمُعْتَمَدَةٍ تُدْمَجُ ضِمْنَ الإِطَارِ الوَطَنِيِّ لِلمُؤَهَّلَاتِ

-تَعْلِيمٍ مُدْمَجٍ يُطَوِّرُ المَهَارَاتِ الرَّقْمِيَّةَ وَالذكاء العَاطِفِيّ والاجتماعي

-حَلَقَاتِ تَغْذِيَةٍ رَاجِعَةٍ آنِيَّةٍ لِتَحْسِينِ السِّيَاسَاتِ وَالمَنَاهِجِ بِاسْتِمْرَارٍ، كمَا يَجِبُ أَنْ نُعِيدَ تَعْرِيفَ دَوْرِ المَدَارِسِ وَالجَامِعَاتِ، لَا كَمَصَانِعِ لِإِنْتَاجِ الشَّهَادَاتِ، بَلْ كمصانع وحاضنات لِلِابْتِكَارِ، وَالمُوَاطَنَةِ، وَالنَّهْضَةِ. فقَطْ عَبْرَ هَذَا النَّوْعِ مِنَ التَّعْلِيمِ، القَائِمِ عَلَى الكَفَايَاتِ وَالتَّخَصُّصَاتِ الحَدِيثَةِ، يُمْكِنُنَا بِنَاءُ جِيلٍ يستطيعُ صناعة المُسْتَقْبَل بتميّز. جِيلٌ يَكْتُبُ قِصَّةَ جديدة للُبْنَان والمنطقة، بِلُغَةِ الذَّكَاءِ، وَالإِبْدَاعِ، وَالإِرَادَةِ.

-المحور الرابع: الوظائف الرقمية والعمل عن بعد

وقال السبعلي"ولكن، كيف يمكن استيعاب العدد الكبير من الخريجين في لبنان، والمتنامي سنة بعد سنة، في ظل وُجُودِ أَكْثَرَ مِنْ 35 أَلْفَ مُتَخَرِّجٍ جَامِعِيٍّ جَدِيدٍ سَنَوِيًّا، فِيمَا عَدَدُ الوَظَائِفِ الجَدِيدَةِ لَا يَتَعَدَّى الخَمْسَةَ آلَافٍ حَالِيًّا. خطط النمو والتنمية التقليدية لا تستطيع بسهولة تكبير حجم الاقتصاد بالسرعة اللازمة في القطاعات التقليدية لاستيعاب هؤلاء الخريجين، المحكوم على الكثير منهم بالهجرة أو البطالة.  هل يمكننا إيجاد بِيئَةٍ قَانُونِيَّةٍ وَتِكْنُولُوجِيَّةٍ تَسْمَحُ لِلشَّبَابِ بِالاِنْدِمَاجِ فِي الاِقْتِصَادِ الرَّقْمِيِّ العَالَمِيِّ مِنْ دَاخِلِ لُبْنَانَ، لتصدير منتجاتهم وتطبيقاتهم وخدماتهم، بدل تصديرهم هم؟ مِنَ العَمَلِ الحُرِّ إِلَى الشَّرِكَاتِ النَّاشِئَةِ العَابِرَةِ لِلْحُدُودِ، كيف نَفْتَحُ أَبْوَابَ الدَّخْلِ وَالإِنْتَاجِيَّةِ دُونَ الحَاجَةِ إِلَى الهِجْرَةِ، خَاصَّةً وأن الجِيلَ الجَدِيدَ لَا يَبْحَثُ فَقَطْ عَنْ وَظِيفَةٍ، بَلْ عَنْ فُرْصَةٍ تُؤَمِّنُ لَهُ قِيمَةً وَمَعْنًى وَاسْتِقْرَارًا."

أضاف "لِذَلِكَ، عَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ مثلاً عَلَى:

-إِنْشَاءِ مَنْصَّاتٍ وَطَنِيَّةٍ لِلرَّبْطِ بِسُوقِ العَمَلِ العَالَمِيِّ

-تَطْوِيرِ مَهَارَاتِ الشَّبَابِ فِي العَمَلِ القَائِمِ عَلَى المَشَارِيعِ، وَأَخْلَاقِيَّاتِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ، وَالاِمْتِثَالِ القَانُونِيِّ عَبْرَ الحُدُودِ

-قوْنَنَةِ العُقُودِ الحُرَّةِ وَالهَجِينَةِ، لُبْنَانُ قَادِرٌ أَنْ يُصْبِحَ مَرْكَزًا لِخِدْمَاتٍ رَقْمِيَّةٍ مُتَنَوِّعَةٍ مِنْ خِلَالِ:

-بَرْمَجَةٍ وَتَحْلِيلِ بَيَانَاتٍ

-إِنْتَاجِ مُحْتَوًى رَقْمِيٍّ لكافة القطاعات

-دَعْمٍ مَالِيٍّ وَتِقْنِيٍّ وَابْتِكَارِيٍّ

-اسْتِشَارَاتٍ عَنْ بُعْدٍ في العديد من المجالات

-وَخِدْمَاتِ أَبْحَاثٍ وتعليم وتدريب، وغيرها الكثير، خَاصَّةً إِذَا حَوَّلْنَا "هِجْرَةَ الأَدْمِغَةِ" إِلَى دَوْرَةِ عُقُولٍ تَتَفَاعَلُ بَيْنَ الخَارِجِ وَالدَّاخِلِ ، فَتَنْقُلُ مَعَهَا القِيمَةَ وَالخِبْرَةَ، لَا فَقَطِ الخَسَارَةَ.

-المحور الخامس: دور المغتربين في التعافي الوطني

وقال: "فالجَالِيَاتُ اللُّبْنَانِيَّةُ لَيْسَتْ فَقَطْ رَافِدًا مَالِيًّا، بَلْ قُوَّةً فِكْرِيَّةً وَاسْتِثْمَارِيَّةً وَاسْتِرَاتِيجِيَّةً يُمْكِنُ إِشْرَاكُهَا فِي تَطْوِيرِ التَّعْلِيمِ، وَالإِشْرَافِ عَلَى المَشَارِيعِ، وَبِنَاءِ جُسُورٍ مَعَ أَسْوَاقِ العَالَمِ، وَالمُسَاهَمَةِ بِتَحْدِيثِ السِّيَاسَاتِ وَالاِسْتِرَاتِيجِيَّاتِ المَحَلِّيَّةِ، دُونَ أَنْ نَحْصُرَ دَوْرَهَا أَوْ نَرْبِطَهُ بِشِعَارَاتٍ فَقَطْ. ويمكن بالتالي:   

-اشْرَاكَ المُغْتَرِبِينَ كَمُسْتَثْمِرِينَ فِي مَشَارِيعِ التِّكْنُولُوجْيَا وَالتَّعْلِيمِ وَالصِّحَّةِ وَالبِيئَةِ

-الاستفادة من علاقاتهم ومواقعهم من أجل تكبير حجم تلزيم الأعمال عن بعد من الأسواق الخارجية الى لبنان والمنطقة

-الاِسْتِفَادَةَ مِنْ خِبْرَاتِهِمْ كَمُدِيرِينَ وَمُخَطِّطِينَ وَمُسْتَشَارِينَ عَنْ بُعْدٍ

-رَبْطَهُمْ بِمُؤَسَّسَاتِنَا ومشاريعنا الوطنية ومراكز الابتكار وحاضنات الاعمال عَبْرَ مَنْصَّاتٍ رَقْمِيَّةٍ رَسْمِيَّةٍ وخاصة

-اِسْتِقْطَابَ عَوْدَتِهِمُ المِهْنِيَّةَ بِالتَّدْرِيجِ، ولو افتراضيا، ضِمْنَ أُطُرٍ مُؤَسَّسِاتيَّةٍ ومنهجية، هَذَا لَيْسَ حَنِينًا إِلَى المَاضِي، بَلْ بِنَاءً لِلْمُسْتَقْبَلِ.

-المحور السادس: التعاون الرقمي الإقليمي

وأكد السبعلي ان "لُبْنَانُ لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَنْهَضَ وَحْدَهُ. لِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ نَرْبِطَهُ بِمَنْظُومَةٍ رَقْمِيَّةٍ مَشْرِقِيَّةٍ، تَشْمَلُ البِنْيَةَ التَّحْتِيَّةَ الذَّكِيَّةَ، وَالتِّجَارَةَ الرَّقْمِيَّةَ، وَأَمْنَ المَعْلُومَاتِ، وَالمُحْتَوَى الثَّقَافِيَّ وَالتَّعْلِيمِيَّ وَالإِعْلَامِيَّ، ضِمْنَ "شَرَاكَاتٍ" تُعَزِّزُ السِّيَادَةَ الرَّقْمِيَّةَ وَتَخْلُقُ فُرَصًا إِقْلِيمِيَّةً مُشْتَرَكَةً. وبالتالي لَا بُدَّ مِنْ إِنْشَاءِ شَبَكَةٍ مَشْرِقِيَّةٍ رَقْمِيَّةٍ تَشْمَلُ سُورِيَا، وَالعِرَاقَ، وَالأُرْدُنَّ، وَفِلَسْطِينَ، كمرحلة أولى، تربط لاحقا بالشبكات العربية والدولية، وَتَقُومُ عَلَى:

-سَحَابَةٍ إِقْلِيمِيَّةٍ لِلْمَهَارَاتِ وَالبُحُوثِ

-مَمَرَّاتٍ تِجَارِيَّةٍ ذَكِيَّةٍ وَمَنْصَّاتٍ لُوجِسْتِيَّةٍ مُوَحَّدَةٍ

-أَنْظِمَةٍ مُشْتَرَكَةٍ لِلْبَيَانَاتِ الصِّحِّيَّةِ وَالتَّعْلِيمِيَّةِ وَالإِعْلَامِيَّةِ

-مَجْلِسٍ إِقْلِيمِيٍّ لِلتَّنْظِيمِ وَالسِّيَاسَاتِ الرَّقْمِيَّةِ وَالأَمْنِ السَّيْبَرَانِيِّ، بغض النظر عن الأوضاع السياسية العامة، فِي وَجْهِ الهَيْمَنَةِ الرَّقْمِيَّةِ العَالَمِيَّةِ، فَإِنَّ التَّعَاوُنَ الإِقْلِيمِيَّ والعربي، المعتمد على دبلوماسية رقمية حديثة، هو أَدَاةُ سِيَادَةٍ وَتَنْمِيَةٍ، عوض مواجهة العالم فرادى.

-الإطار القانوني للتحوّل الذكي

لَا يُمْكِنُ لِأَيِّ تَحَوُّلٍ ذَكِيٍّ أَنْ يُبْنَى عَلَى فَرَاغٍ قَانُونِيٍّ. نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى بِنْيَةٍ تَشْرِيعِيَّةٍ مُتَكَامِلَةٍ تُوَاكِبُ التِّكْنُولُوجْيَا وَتَضْبِطُ اسْتِخْدَامَاتِهَا، وَتُؤَمِّنُ الحِمَايَةَ، وَالثِّقَةَ، وَالشَّفَافِيَّةَ. المَطْلُوبُ هُوَ تَأْسِيسُ إِطَارٍ قَانُونِيٍّ عَصْرِيٍّ، يُتَرْجِمُ الرُّؤْيَةَ إِلَى مَنْظُومَةِ حُقُوقٍ وَمَسْؤُولِيَّاتٍ وَاضِحَةٍ متكاملة، بعيداً عن التشتت والاستنساب والارتجال، وَيَشْمَلُ هذا الإطار، على سبيل المثال لا الحصر:

-تفْعِيلُ الهُوِيَّةِ الرَّقْمِيَّةِ الوَطَنِيَّةِ كَأَدَاةٍ أَسَاسِيَّةٍ لِلوُصُولِ إِلَى الخَدَمَاتِ الرَّقْمِيَّةِ؛

- التَّطْبِيقَ الصَّارِمَ لِقَانُونِ المُعَامَلَاتِ الإِلِكْتْرُونِيَّةِ وَحِمَايَةِ البَيَانَاتِ (القَانُون 81/2018)، مَعَ تَحْدِيثِهِ حَيْثُ يَلْزَمُ؛

-سَنَّ تَشْرِيعَاتٍ خَاصَّةٍ بِأَخْلَاقِيَّاتِ اسْتِخْدَامِ وَتَطْوِيرِ الذَّكَاءِ الاصْطِنَاعِيِّ، لِضَمَانِ العَدَالَةِ وَالشَّفَافِيَّةِ وَالمُسَاءَلَةِ؛

-الاعْتِرَافَ القَانُونِيَّ بِالتَّعْلِيمِ الرَّقْمِيِّ، وَالشَّهَادَاتِ التَّخَصُّصِيَّةِ (Micro-credentials)، وَالتَّعَلُّمِ المُحَدَّدِ (Micro-Learning)، ضِمْنَ الأُطُرِ الوَطَنِيَّةِ لِلمُؤَهِّلَاتِ مع وضع ضوابط للجودة والاعتمادية؛

-إِقْرَارَ قَوَانِينِ مُتَقَدِّمَةٍ لِلأَمْنِ السَّيْبَرَانِيِّ وَالتِّجَارَةِ الرَّقْمِيَّةِ لِحِمَايَةِ الأَفْرَادِ وَالشَّرِكَاتِ وَالدَّوْلَةِ مِنَ التَّهْدِيدَاتِ الحَدِيثَةِ؛

-إِرْسَاءَ حَوْكَمَةٍ وَطَنِيَّةٍ لِلْبَيَانَاتِ، تُنَظِّمُ مِلْكِيَّتَهَا، وَمُشَارَكَتَهَا، وَاسْتِثْمَارَهَا كَمَوْرِدٍ وَطَنِيٍّ لَهُ قِيمَةٌ اسْتِرَاتِيجِيَّةٌ. بهَكذَا إِطَارِ، نَضْمَنُ أَنْ يَكُونَ التَّحَوُّلُ الذَّكِيُّ مُؤَسَّسًا عَلَى قَاعِدَةٍ صَلْبَةٍ، تُشْرْعِنُ التَّقَدُّمَ، وَتَحْمِي المُوَاطِنَ، وَتَمْنَحُ الثِّقَةَ فِي مُؤَسَّسَاتِ المُسْتَقْبَلِ.

-الآلية المؤسساتية: المجلس الأعلى للتحوّل الرقمي

واعتبر  "ولِإِنْجَاحِ التَّحَوُّلِ الذَّكِيِّ، لَا بُدَّ مِنْ آلِيَّةٍ تَنْفِيذِيَّةٍ مُوَحَّدَةٍ تَقُودُهُ بِفَعَالِيَّةٍ وَتُخْرِجُهُ مِنَ التَّشَتُّتِ بَيْنَ الوِزَارَاتِ وَالهَيْئَاتِ، وتعطي مصداقية وجدية للأهمية الاستراتيجية لهذا التحول على مستوى البلاد ومستقبلها وهويتها الاقتصادية. مِنْ هُنَا، لا بد من إِنْشَاءِ مَجْلِسٍ أَعْلَى لِلتَّحَوُّلِ الرَّقْمِيِّ وَالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ، يرِأسُهُ رَئِيسُ الجُمْهُورِيَّةِ أَوْ رَئِيسُ مَجْلِسِ الوُزَرَاءِ، لِيَكُونَ سُلْطَةً تَنْسِيقِيَّةً عُلْيَا تَتَمَتَّعُ بِصَلَاحِيَّاتٍ تَنْفِيذِيَّةٍ وَاضِحَةٍ، وَضَمَانَةً لِلْجِدِّيَّةِ وَالمُتَابَعَةِ عَلَى أَعْلَى المُسْتَوَيَاتِ.

يَتَكَوَّنُ المَجْلِسُ مِنْ مُمَثِّلِينَ عَنْ:

-الوِزَارَاتِ وَالإِدَارَاتِ العَامَّةِ المُعْنِيَّةِ؛

-القِطَاعِ الخَاصِّ، وَالشَّرِكَاتِ النَّاشِئَةِ، وَرُوَّادِ الأَعْمَالِ؛

-الجَامِعَاتِ، وَمَرَاكِزِ الأَبْحَاثِ وَالتَّطْوِيرِ؛

-البَلَدِيَّاتِ الكُبْرَى وَاتِّحَادَاتِهَا؛

-غُرَفِ التِّجَارَةِ وَالصِّنَاعَةِ وَالزِّرَاعَةِ؛

-الجَالِيَاتِ اللُّبْنَانِيَّةِ حَوْلَ العَالَمِ؛

-مُنَظَّمَاتِ المُجْتَمَعِ المَدَنِيِّ.

وَيُكَلَّفُ المَجْلِسُ بِمَهَامٍ أساسية مثل:

-توْحِيدِ الرُّؤْيَةِ وَوَضْعِ خَارِطَةِ طَرِيقٍ وَطَنِيَّةٍ لِلتَّحَوُّلِ الرَّقْمِيِّ وَتَطْبِيقَاتِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ؛

-وَضْعِ وَاقْتِرَاحِ تَشْرِيعٍ مُوَحَّدٍ وَمُتَكَامِلٍ لِلتَّحَوُّلِ الرَّقْمِيِّ وَتَطْبِيقَاتِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ، يَتَضَمَّنُ الجَوَانِبَ القَانُونِيَّةَ، وَالتَّنْظِيمِيَّةَ، وَالأَخْلَاقِيَّةَ، في كافة القطاعات، وَالتَّقَدُّمَ بِهِ إِلَى الحُكُومَةِ وَالمَجْلِسِ النِّيَابِيِّ لِإِقْرَارِهِ كَإِطَارٍ تَشْرِيعِيٍّ نَاظِمٍ وَمُلْزِمٍ؛

-تَأْمِينِ الحَوْكَمَةِ الشَّامِلَةِ وَالتَّنْسِيقِ بَيْنَ كَافَّةِ الجِهَاتِ؛

-إِشْرَاكِ البَلَدِيَّاتِ وَاتِّحَادَاتِهَا فِي تَنْفِيذِ مَشَارِيعِ التَّحَوُّلِ عَلَى المُسْتَوَى المَحَلِّيِّ وَالمَنَاطِقِيِّ؛

-تَعْزِيزِ دَوْرِ غُرَفِ التِّجَارَةِ وَالصِّنَاعَةِ فِي دَعْمِ التَّحَوُّلِ لَدَى المُؤَسَّسَاتِ الإِنْتَاجِيَّةِ؛

-تفْعِيلِ مُسَاهَمَةِ المُغْتَرِبِينَ وَالجَالِيَاتِ كَشُرَكَاءَ فِي التَّخْطِيطِ وَالابْتِكَارِ وَالتَّطْوِيرِ والتسويق؛

-إِصْدَارِ تَقَارِيرَ دَوْرِيَّةٍ شَفَّافَةٍ مَبْنِيَّةٍ عَلَى مُؤَشِّرَاتِ أَدَاءٍ وَاضِحَةٍ لِمُتَابَعَةِ التَّنْفِيذِ وَتَوْجِيهِ السِّيَاسَاتِ.

إِنَّ إِنْشَاءَ مثل هَذَا المَجْلِسِ لَيْسَ خِيَارًا إِدَارِيًّا، بَلْ ضَرُورَةً اسْتِرَاتِيجِيَّةً لِقِيَادَةِ التَّحَوُّلِ الذَّكِيِّ بِثِقَةٍ وَكَفَاءَةٍ، وَتَحْقِيقِ التَّوَازُنِ بَيْنَ الرُّؤْيَةِ الوَطَنِيَّةِ، وَالشَّرَاكَةِ المُجْتَمَعِيَّةِ، وَالحَوْكَمَةِ الرَّشِيدَةِ، لِيُصْبِحَ لُبْنَانُ مَرْكَزًا إقليمياً لِلِاقْتِصَادِ الرَّقْمِيِّ وَخَزَّانًا لِلمَوَاهِبِ وَالكَفَاءَاتِ المُتَخَصِّصَةِ.

-أهداف 2030

أضاف "كَمَا يَجِبُ أَنْ نَقِيسَ نَجَاحَنَا بِمُؤَشِّرَاتٍ فِعْلِيَّةٍ، قَابِلَةٍ لِلتَّحْقِيقِ والقياس فِي إِطَارٍ زَمَنِيٍّ مُحَدَّدٍ (خَمْسَةٍ أَوْ عَشَرَةِ سَنَوَاتٍ)، مِثْلَ، أن نقول، من الان حتى 2030 يجب:

-رقْمَنَةِ كَافَّةِ الخَدَمَاتِ العَامَّةِ

-ايجَادِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ وَظِيفَةٍ رَقْمِيَّةٍ جَدِيدَةٍ

-تأْسِيسِ خَمْسِمِئَةِ شَرِكَةٍ نَاشِئَةٍ مُعَزَّزَةٍ بِالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ

-تنْفِيذِ عَشَرَةِ مَشَارِيعِ تَعَاوُنٍ رَقْمِيٍّ إِقْلِيمِيٍّ

-تعْمِيمِ الثَّقَافَةِ الرَّقْمِيَّةِ وَالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ فِي التَّعْلِيمِ الثَّانَوِيِّ وَالعَالِي، هَذِهِ تكون مُؤَشِّرَاتٌ لِلصِّدْقِيَّةِ، وَالجِدِّيَّةِ، وَالنُّهُوضِ.

-من الرؤية إلى التنفيذ: دعوة للقيادة لا للتبعية

وختم السبعلي "بَعْدَ اسْتِعْرَاضِ الرُّؤْيَةِ، وَشَرْحِ الآلِيَّاتِ، وَتَحْدِيدِ الْمَحَاوِرِ وَالأَدَوَاتِ وَالفُرَصِ، نَجِدُ أَنْفُسَنَا الْيَوْمَ أَمَامَ مُهِمَّةٍ وَطَنِيَّةٍ لا تَكْتَمِلُ بِالْكَلَامِ أَوِ الْخُطَطِ وَحْدَهَا. التَّحَوُّلُ الذَّكِيُّ لَيْسَ خِيَارًا مُؤَجَّلًا، بَلْ مُهِمَّةٌ عَاجِلَةٌ تَمَسُّ حَاضِرَ لُبْنَانَ وَمُسْتَقْبَلَ أَجْيَالِهِ. وَقَدْ سَئِمْنَا التَّرْمِيمَ المُؤَقَّتَ، وَالإِدَارَةَ الِارْتِجَالِيَّةَ، وَالْوُعُودَ المُؤَجَّلَةَ. منْ هُنَا، نَدْعُو إِلَى الاِنْتِقَالِ مِنَ الإيجاز إِلَى الإِنْجَازِ، وَمِنَ التَّصَوُّرَاتِ النَّظَرِيَّةِ إِلَى التَّنْفِيذِ الْعَمَلِيِّ، عَبْرَ عِدَّةِ مَسَارَاتٍ مُتَرَابِطَةٍ، مثل:

1- إِطْلَاقِ مَشَارِيعَ تَجْرِيبِيَّةٍ فِي القِطَاعَاتِ الأَسَاسِيَّةِ— كَالتَّعْلِيمِ، وَالصِّحَّةِ، وَالزِّرَاعَةِ، وَالخَدَمَاتِ البَلَدِيَّةِ— تُظْهِرُ جَدْوَى التَّحَوُّلِ الرَّقْمِيِّ وَتَطْبِيقَاتِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ، وَتُشَكِّلُ نَمَاذِجَ قَابِلَةً لِلتَّوْسِيعِ وَطَنِيًّا.

2- اقْرَارِ إِصْلَاحَاتٍ سِيَاسِيَّةٍ وَتَشْرِيعِيَّةٍ جَرِيئَةٍ، تَشْمَلُ قَوَانِينَ جَدِيدَةً تُزِيلُ العَوَائِقَ البِيُوقْرَاطِيَّةَ، وَتَدْعَمُ البِنْيَةَ القَانُونِيَّةَ لِلتَّحَوُّلِ الذَّكِيِّ، وَتُحَفِّزُ بِيئَةَ الاِبْتِكَارِ وَالاِسْتِثْمَارِ.

3- بِنَاءِ شَرَاكَاتٍ وَطَنِيَّةٍ وَدُوَلِيَّةٍ فَعَّالَةٍ بَيْنَ الحُكُومَةِ، وَالقِطَاعِ الخَاصِّ، وَالجَامِعَاتِ، وَالجَالِيَاتِ فِي الخَارِجِ، وَمُنَظَّمَاتِ المُجْتَمَعِ المَدَنِيِّ وَالمُنَظَّمَاتِ الدُّوَلِيَّةِ، مِنْ أَجْلِ تَبَادُلِ المَعْرِفَةِ، وَتَوْفِيرِ التَّمْوِيلِ، وَتَسْرِيعِ التَّنْفِيذِ.

4- تَفْعِيلِ آلِيَّاتِ المُتَابَعَةِ وَالمُسَاءَلَةِ، عَبْرَ مُؤَشِّرَاتِ أَدَاءٍ وَاضِحَةٍ، وَتَقَارِيرَ شَفَّافَةٍ دَوْرِيَّةٍ، وَإِشْرَاكِ المُوَاطِنِينَ وَالمُجْتَمَعِ المَدَنِيِّ فِي تَقْيِيمِ الأَدَاءِ وَتَوْجِيهِ السِّيَاسَاتِ.

أضاف "وَلَكِنَّ النَّجَاحَ لا يُبْنَى فَقَطْ عَلَى المُبَادَرَاتِ، بَلْ عَلَى الإِرَادَةِ فِي تَحْوِيلِ الخِطَابِ إِلَى مُؤَسَّسَاتٍ، وَالفِكْرَةِ إِلَى نِظَامٍ. نَحْتَاجُ إِلَى الاِنْتِقَالِ مِنَ الاِعْتِمَادِ عَلَى الأَفْرَادِ المُلهِمِينَ، إِلَى بِنَاءِ مَنْظُومَةٍ وَطَنِيَّةٍ مَرِنَةٍ، قَابِلَةٍ لِلاِسْتِدَامَةِ، تَقُودُ التَّغْيِيرَ بِوَعْيٍ وَاسْتِرَاتِيجِيَّةٍ، لا بِرَدَّاتِ الفِعْلِ. فعلينا أن نَنْتَقِلَ مِنْ إِدَارَةِ الفَوْضَى، إِلَى قِيَادَةٍ مَبْنِيَّةٍ عَلَى البَيَانَاتِ وَالمَعَايِيرِ العَالَمِيَّةِ. لِنُؤَسِّسْ لِمُسْتَقْبَلٍ لا يَقُومُ عَلَى التَّبَعِيَّةِ، بَلْ عَلَى القِيَادَةِ الوَاعِيَةِ. وَلِيَبْقَ لُبْنَانُ، بِتَارِيخِهِ، وَفِكْرِهِ، وَطَاقَاتِهِ، لا مُتَلَقِّيًا لِمُخْرَجَاتِ الثَّوْرَةِ المعرفية، بَلْ شَرِيكًا فِي صِيَاغَتِهَا، ومركزاً إِقْلِيمِيًّا ريادياً فِي مِضْمَارِهَا. فَلْنَجْعَلْ مِنْ هَذِهِ اللَّحْظَةِ، برغم كل ما تضج به من أزمات ومصائب، نُقْطَةَ اِنْطِلَاقٍ لِتَحَوُّلٍ وَطَنِيٍّ ذَكِيٍّ... يَصْنَعُ المُسْتَقْبَلَ، وَيُوَجِّهُهُ، وَيَقُودُهُ".

الأكثر قراءة

جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»