اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


 

خيم الحزن أمس على جميع اللبنانيين، في وداع الموسيقار زياد الرحباني، فقد تجمع محبو زياد صباحا بالمئات أمام مدخل مستشفى فؤاد خوري في الحمرا، في انتظار خروج النعش.

كان الوداع مهيبا على باب المستشفى، وكانت الدموع حاضرة في مقل الحشود، في أجواء من الحزن الشديد، مترافقة مع ترداد أغان وأعمال فنية، لحنها الراحل.

وعند خروج الجثمان، الذي وضع في سيارة رباعية الدفع من بوابة الطوارىء، علا التصفيق الحاد والزغاريد والهتافات باسم زياد، وسط قرع أجراس الكنائس، بمشاركة خالة الراحل هدى حداد، وأبناء أعمامه، بالإضافة الى الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، فيما أدى عدد من كهنة المحيدثة الصلاة على جثمانه في داخل المستشفى.

بعدها، شق موكب التشييع طريقه بصعوبة في شارع الحمرا الرئيسي، وسط رفع أعلام الحزب الشيوعي اللبناني والأعلام الفلسطينية، بمشاركة النائبين ابراهيم الموسوي وعلي فياض، بالاضافة الى عدد كبير من الفنانين ورفاق درب الراحل، فيما احتشد المواطنون على جانبي الطريق، ونثروا الورود على الموكب، لإلقاء النظرة الأخيرة على زياد، مع بث أغاني فيروز التي لحنها الراحل.

وسار الموكب وسط الحشود، تقدمه دراجو قوى الأمن الداخلي على طول خط الحمرا، ليتجه بعدها الى منطقة الصنائع، ومن ثم شارع سبيرز - برج المر، من ثم الأشرفية، لينطلق بعدها باتجاه بلدة المحيدثة في بكفيا، حيث سيوارى الراحل في الثرى.

الرحلة الأخيرة

ثم وصل جثمان الموسيقار الراحل إلى كنيسة رقاد السيدة- المحيدثة بكفيا لصلاة الجنازة عليه، وظهرت والدته السيدة فيروز لتدفن فلذة كبدها، فبكت وأبكت ناظريها برفقة ابنتها ريما، بينما توافدت الشخصيات السياسية والفنية ومحبي زياد لتقديم التعازي.

وقد حضر القداس رئيس الحكومة نواف سلام ممثلاً رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ممثلاً رئيس المجلس نبيه بري، الرئيس وزيرا الثقافة غسان سلامة ووزير الإعلام بول مرقص. كما حضرت شخصيات رسمية وسياسية وحشد كبير من أهل الفن والفكر والثقافة ، بالإضافة إلى محبي زياد الرحباني وجمهوره ، وفي حضور إعلامي كبير.

ترأس صلاة الجنازة راعي ابرشية جبل لبنان للروم الاورثوذكس المطران سلوان موسي، الذي القى كلمة تحدث فيها عن "زياد المبدع الذي ضحى من أجل الانسان في لبنان"، مشيرا الى أن "زياد رأى آلام الناس وأوجعته، وحمل هذا الوجع صليبا في حياته، وعبر عنه بطريقته لمقاومة هذا الوجع والاتجاه نحو النور. هذا الانسان خدم في حقل الله فانتفض على كل شيء، وحمل وزر كلمته لانه تألم من أجل الحقيقة التي يراها".

أضاف: "زياد كان يحمل جرحا بنفسه وهذا الجرح جعله مبتكرا وأخرج من الوجع نورا لحياة الإنسان، هكذا فعل بمشوار حياته معنا وللاجيال المقبلة، فحقق فرقا وتغييرا في حياتنا وفي كل مجتمع، وفي العمق زياد غير في واقعنا ولم يجعلنا ننكسر حتى النهاية، فعاش معنا قيامة النفوس، ففجر ذلك بكلمات وألحان.".

وتوجه المطران موسىي الى السيدة فيروز، قائلا: "اليوم غادرك زياد، ولكن أولادك كثر فاولاد هذه العائلة في كل مكان، ينامون ويستيقظون على هذا الصوت وهذه الكلمة والمعنى، الذي يقدح حجر الصوان ويخلق بالنفوس وفي كل مكان أملا ورجاء جديدين. التعزية للسيدة فيروز ولكل العائلة، انكم اسستم عائلة لكل الوطن على مر العقود التي مرت والآتية، أصبحنا عائلة لوطن اسمه لبنان وكلنا لهذا الوطن ليكون هذا الوطن دائما لنا ونصونه ونذود عنه ونضحك من أجله".

وختم: "زياد ضحى بنفسه من أجل لبنان ومن أجل الوعي في هذا الشرق المجروح والمظلوم، كيلا يبقى في السجن وليخرج من المعاناة ، سلاحه الإيمان بالإنسان وصدقه، زياد كان بشيرا لعالم أفضل، حمل صليبه حتى النهاية، فكان مغواراً ذهب إلى الخطوط الامامية في هذا الوجود، من دون أن يخاف على نفسه من أجل حماية الآخرين".

الوسام

بعد ذلك، منح سلام باسم رئيس الجمهورية الراحل زياد "وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور"، وقال: "اتكلم حيث تختنق الكلمات. أقف بخشوع امام الأم الحزينة والعائلة والأصدقاء ولبنان كله شريك في هذا الحفل الكبير. زياد المبدع العبقري، كنت ايضا صرخة جيلنا الصادقة الملتزم قضايا الإنسان والوطن، وقد قلت ما لم يجرؤ الكثيرون منا على قوله. أما "بالنسبة لبكرا شو"، فللأجيال القادمة، ستبقى يا زياد صوت الجمال والتمرد، صوت الحق والحقيقة، حين يصير السكوت خيانة".

اضاف: "قرر رئيس الجمهورية منح الفقيد وسام الارز الوطني من رتبة كومندور، وقد كلفني فتشرفت أن اسلمه الى العائلة متقدما منها باسم رئيس الجمهورية وباسمي الشخصي بأحر التعازي، سائلا القدير أن يتغمده بغالي رحمته ويسكنه فسيح عليائه، وأن يلهم عائلته ومحبيه الصبر والعزاء".

تقبّل التعازي

وبعد الصلاة، تقبلت فيروز محاطة بالعائلة التعازي في صالون الكنيسة. ثم نقل جثمان الراحل إلى مدافن فيروز في شويا ليوارى في الثرى بجانب شقيقته ليال.

وكان صالون الكنيسة غص منذ وصول نعش الراحل قبل الظهر، بالمعزين.

الأكثر قراءة

جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»