اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


منذ ان بدأ الموفد الاميركي توم باراك مهمته، اعتمد اسلوب الازدواجية في اطلاق مواقفه، فكان يستخدم الديبلوماسية الناعمة في تصريحاته خلال زياراته الثلاث للبنان، ثم يجنح الى اعتماد الديبلوماسية الخشنة المطعمة بالتهديدات والتحذيرات في احاديثه وتغريداته في الخارج.

لطالما تحدث باراك بعد لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة عن اجواء جيدة وايجابية، لكنه سرعان ما كان ينتقل بعد مغادرته بيروت الى التصويب على لبنان، تارة بالحديث عن سياسة العصا والجزرة، وطورا بالتحذير من انتهاء وجود لبنان والعودة الى بلاد الشام، ثم مؤخرا في تغريدته اول امس بتوجيه انذار مبطن للقيادات اللبنانية بوجوب الاسراع بنزع سلاح حزب الله، ودعوته لهم الى "الالتزام والتحرك فورا، لتجنب بقاء الشعب اللبناني للركود".

والمؤسف ان هناك فريق عمل سياسي واعلامي في لبنان، بعد كل زيارة للموفد الاميركي، يسارع الى تبني تهديداته للقيام بحملة تهويل، بهدف المشاركة في الضغط على القيادة اللبنانية، من اجل الرضوخ للاملاءات الاميركية.

وبعد الكلام التصعيدي المقتضب اول امس، طرحت اسئلة عديدة حول ما حملته زيارته الثالثة، وما هي الردود الاميركية و"الاسرائيلية" على الورقة اللبنانية؟

مصدر سياسي مطلع يكشف عن ان ما سمعه الرؤساء الثلاثة من باراك في زيارته الاخيرة لم يكن مشجعا، ليس لانه لم يحمل او يقدم ضمانات اميركية فحسب، بل لانه تجاهل مطلب لبنان بالزام "اسرائيل" على الاقل بوقف اطلاق النار ووقف اعتداءاتها، لفتح الباب ام التقدم في معالجة سلاح حزب الله.

ويقول المصدر ان كل شيء متوقع بعد زيارة الموفد الاميركي، لافتا الى ان القيادات اللبنانية يخوضون المفاوضات معه بكثير من الحنكة والعناية، لنزع كل التبريرات والحجج التي تتذرع بها "اسرائيل" للاستمرار باعتداءاتها واحتلالها. ويضيف المصدر ان التركيز على سلاح المقاومة وحزب الله ليس سوى شماعة لاخفاء وتجاهل الحقيقة الاساسية، وهي ان لبنان نفذ بالكامل وزيادة القرار 1701 جنوبي الليطاني، بينما تصر "اسرائيل " على عدم التزامها بوقف اطلاق النار وتجاوز القرار المذكور.

وباعتقاد المصدر ان الورقة اللبنانية التي تسلمها باراك مؤخرا، عكست هذه الحقيقة وطرحت اسئلة عديدة لم يجب عليها، ولم يقدم اية ايضاحات حول تمادي العدو الاسرائيلي في اعتداءاته وانتهاكه للاتفاق والقرار المذكورين. وبدلا من ان يتوجه الى "اسرائيل" بهذه الاسئلة، بادر كما هو معتاد الى مخاطبة القيادات اللبنانية عن بُعد بلغة تحذيرية.

هل سيقدم العدو "الاسرائيلي" بتوسيع عدوانه على لبنان؟ يسود الاعتقاد في الاوساط السياسية ان كل شيء متوقع، طالما ان هذا العدو لم يلتزم منذ اللحظة الاولى باتفاق وقف النار، واقدم طوال الفترة التي تفصلنا عن موعد اعلانه، على تنفيذ اعتداءات كبيرة ليس على الجنوب فحسب، بل ايضا على ضاحية بيروت الجنوبية والبقاع.

ويقول مصدر نيابي مطلع انه من غير المستغرب او المستبعد ان يرفع العدو من وتيرة اعتداءاته الجوية في العمق اللبناني، او يقدم على اغتيال قيادات في المقاومة، لممارسة ضغوط اضافية على لبنان، والخضوع للاملاءات التي يسوقها الموفد الاميركي.

ويعتقد المصدر ان مثل هذا الاسلوب سبق وخبرناه في حروب" اسرائيل " السابقة على لبنان وآخرها عدوانه الاخير، وهو لن يؤدي الى نزع سلاح المقاومة. وعلى الرغم من التهديدات المبطنة والعلنية، ينتظر لبنان اجوبة على العديد من الاسئلة التي طرحها الرؤساء الثلاثة، او تلك التي تضمنتها الورقة اللبنانية الرسمية التي تسلمها باراك من رئيس الجمهورية جوزاف عون.

وتقول المعلومات ان الرئيس عون ماض في الحوار الذي بدأه مع حزب الله، آخذا بعين الاعتبار كل الظروف الميدانية، او تلك المحيطة بالمفاوضات الصعبة مع الموفد الاميركي. وتضيف ان هناك توافقا رئاسيا على الدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية، ولا يوجد اي تحفظ على هذا الدور، على عكس ما يحاول البعض تصويره.

وبشأن الحديث عن جلسة قريبة لمجلس الوزراء، من اجل اتخاذ موقف رسمي تجاه مسار اتفاق وقف النار والقرار 1701 والمفاوضات الجارية وموضوع سلاح المقاومة وحزب الله، تقول مصادر مطلعة انه من المستبعد عقد مثل هذه الجلسة في الوقت الحاضر، طالما ان الموفد الاميركي لم يعط لبنان اجوبة حول مطلب التزام العدو "الاسرائيلي" باتفاق وقف اطلاق النار والقرار 1701، ولم يقدم اية ضمانات اميركية لتحقيق هذا الالتزام.

وتضيف المصادر ان عقد جلسة مجلس الوزراء في هذا المجال، مرتبط بمسار حوار الرئيس عون مع حزب الله ونتائجه، لا سيما ان التسرع في عقدها دونه محاذير ومخاطر عديدة على الحكومة، وحصول انقسام في داخلها يهدد وجودها واستمرارها.

وحسب المصادر، يدرك المسؤولون مخاطر التسرع بمثل هذه الخطوة المجانية، في ظل استمرار العدوان "الاسرائيلي" باشكال مختلفة، واحتلاله لمناطق جنوبية حدودية.

الأكثر قراءة

جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»