اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

وصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد ظهر أمس الى مطار رفيق الحريري الدولي عائدا من الجزائر، في ختام زيارة رسمية استمرت يومين، أجرى خلالها محادثات رسمية مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وعدد من المسؤولين الجزائريين.

وكان عون استهل اليوم الثاني والاخير من زيارته الرسمية ، بزيارة كاتدرائية "سيدة أفريقيا" في العاصمة الجزائرية . وكان في استقباله راعي الكاتدرائية الأب غي، الذي جال معه في أرجائها، وقدم له شروحات ومعلومات عنها.

وعاين الرئيس عون الجدرانيات فيها، واطلع على العبارات المدونة عليها. والتقطت صور تذكارية له مع الكهنة والرهبان والراهبات الذين يخدمون الكاتدرائية.

وبعد انتهاء الجولة، دوَّن الرئيس عون كلمة في سجل الكاتدرائية، جاء فيها: "على بوابة المتوسط، وفي قلب العاصمة الجزائرية، كان لي الشرف اليوم بزيارة كاتدرائية "سيدة أفريقيا"، لأتأمل في المعنى العميق لوجود هذا المعلم الديني والثقافي المسيحي في محيطه.

ليس غريباً أن تلهم العذراء مريم ثقافة التعايش والتبادل والاحترام بين الحضارات والديانات في الجزائر. فهي لطالما كانت للمسيحيين أماً وشفيعاً وأيقونة محبة وتفانٍ. وليس أدل على سمو رسالة هذه الكاتدرائية التاريخية التي تقف شاهدة على مسيرة الانسان في الجزائر منذ قرن ونصف، سوى عبارة "يا سيدة أفريقيا صلي من أجلنا ومن أجل المسلمين"، المنقوشة عليها.

أسأل الله تعالى أن يحمي الجزائر، ويحضنها بنعمه، ويقودها على دروب الازدهار والسلام".

جامع الجزائر

ثم انتقل الرئيس عون والوزير المرافق لزيارة جامع الجزائر، حيث كان في استقباله امام المسجد الشيخ مأمون القاسمي الذي رحب به، مركّزاً على القيم الدينية ومعاني الاسلام الحقيقية المعتدلة والمنفتحة على الاديان السماوية. وشدد على اهمية زيارة الرئيس عون "كونه يمثل لبنان التاريخ والشقيق والحضارة والفكر والثقافة والحاضر"، آملاً "ان يستعيد عافيته ويحفظ الله امنه ووحدته واستقراره".

ورد الرئيس عون شاكراً للامام القاسمي كلامه وعاطفته، مشيراً الى انه يزور صرحاً "يمثل ديناً يؤمن بالتسامح والتعاون"، كما اعرب عن ترحيبه بالتعاون والتبادل الديني مع مؤسسات لبنانية، وبتطوير العلاقات مع دار الفتوى اللبنانية في هذا السياق.

وفي نهاية اللقاء، قدم الامام القاسمي الى الرئيس عون مجسماً لشعار الجامع.

ثم جال الرئيس عون في ارجائه، وتوجه بعدها الى المئذنة التي يبلغ ارتفاعها 265 متراً، وتطل على محيطه والعاصمة الجزائرية، وتؤمّن رؤية شاملة من كل الجوانب بزاوية 360 درجة. وقد لفت الرئيس عون خلال جولته وجود ابواب وثريات لبنانية الصنع في قاعة الصلاة.

ودوّن الرئيس عون كلمة في سجل المسجد جاء فيها: "في "جامع الجزائر" الذي سعدت اليوم بزيارته، يمتزج الإبداع الهندسي بالإشراق الروحي، وضخامة العمارة بعراقة الإسلام في الجزائر التي احتضنت رسالته منذ أكثر من ألف وثلاثمئة سنة.

في أرجائه، وأعمق من إبهار هذا المسجد ذي الطراز العصري، تتغذى بلا شك روح التعايش والتسامح والاعتدال، لتشع في أرجاء الجزائر وأرواح أبنائها، وفي قلوب الزائرين ونفوسهم.

رسالة عظيمة شهدت عليها اليوم، أسأل الله تعالى أن تتعمق وتنمو، ناقلة سمو الإيمان الحقيقي الذي يلهم المحبة والعيش بسلام".

اجتماع مع سفير لبنان

وكان الرئيس عون استقبل السفير اللبناني في الجزائر محمد حسن، وعرض معه نتائج المحادثات مع الجانب الجزائري. وبمناسبة انتهاء مهمته في الجزائر، نوّه عون بالدور الذي لعبه السفير حسن خلال عمله في الجزائر، والجهود التي بذلها في تعزيز العلاقات بين البلدين وفي تحضير الزيارة الرئاسية، متمنيا له التوفيق بعد انتهاء عمله الديبلوماسي.

نتائج المحادثات الرسمية

وكان القصر الرئاسي الجزائري شهد مساء الثلثاء تقليد الرئيس عبد المجيد تبون ضيفه الرئيس العماد جوزاف عون، وساماً من مصف الاستحقاق الوطني بدرجة "اثير"، وهو اعلى وسام تمنحه الجزائر لرؤساء الدول، وذلك "اثباتا لعلاقات الاخوة والتفاهم ولما بين الجزائر ولبنان الشقيقين من مواقف محفوظة في التاريخ"، كما جاء في براءة الوسام.

كما عقدت قمة جزائرية – لبنانية، ومحادثات ثنائية بين اعضاء الوفدين اللبناني والجزائري، واخرى موسعة، اسفرت عن العديد من القرارات المهمة لتفعيل سبل التعاون وتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

واعلن الرئيس الجزائري عن توجيهات اعطاها لعودة الطيران الجزائري الى لبنان خلال الاسبوعين المقبلين (وفي وقت لاحق، اعلنت الخطوط الجوية الجزائرية تسيير رحلات الى بيروت ابتداء من 14 آب المقبل). كما اسفرت عن المساعدة في مجال الطاقات المتجددة وبناء محطات على الطاقة الشمسية وغيرها.

كما اشار تبون الى اتفاقيات سيتم توقيعها في القريب العاجل ، تشمل تعاوناً مالياً واقتصادياً وثقافياً، وكشف عن هدية هي عبارة عن مساعدة مبدئية من الجزائريين الى اشقائهم اللبنانيين، معلناً ان المياه ستعود الى مجاريها بين البلدين.

وخلال المحادثات، تم التوقيع على مذكرة تفاهم اعلامي بين وزير الاعلام اللبناني بول مرقص ووزير الاتصال الجزائري محمد مزيان لتعزيز.

وتم التركيز ايضاً خلال المحادثات على مسألة اعادة الاعمار، بعد الاضرار الكبيرة التي خلّفتها الاعتداءات الاسرائيلية على لبناندين.

كما عقد الرئيسان تبون وعون مؤتمراً صحافيا مشتركاً، اكد فيه الرئيس الجزائري "الإسراع بعقد الدورة الأولى للجنة المشتركة الجزائرية- اللبنانية، لتكون منطلقا جديدا، وإطارا دافعا لتعاون مثمر ومستدام، يندمج فيه رجال الأعمال والمتعاملون الاقتصاديون، من خلال تفعيل مجلس رجال الأعمال المشترك."

اما الرئيس عون، فشدد على ان لبنان "لا ينسى مواقفَ الجزائر الداعمة له دوماً. فهي لم تغب مرة عن المساعي العربية الحميدة، لخروجِه من أزماته وإنهاء حروبه المركّبة بين داخله والخارج."

واعتبر ان "التضامن العربي هو ضرورة لقوة لبنان، وهو يصلّب وحدته، ويحصّن سيادته واستقلاله"، وقال: "تحدوني آمال كبيرة في إنقاذ بلدي من المخاطرِ المحيقة. وفي استعادة دولته، وإعادتها دولة كاملة الأوصاف والمواصفات. وأولها سيادتها الكاملة وغير المنتقصة ولا المشتركة مع أي كان، على كامل أرضها وكل شعبها. "

الأكثر قراءة

جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»