اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تعتبر السمنة لدى الأطفال من أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات الحديثة، حيث تشير الدراسات إلى تزايد معدلات زيادة الوزن والسمنة في سن مبكرة بشكل مقلق. وفي حين أن العوامل الوراثية وقلة النشاط البدني تلعب دورا في هذه الظاهرة، إلا أن النظام الغذائي للأطفال يبقى العامل الأهم، خاصة مع الانتشار الواسع لاستهلاك منتجات غذائية شائعة تُسوّق للأطفال على أنها وجبات لذيذة وآمنة، في حين أنها تُخفي في طياتها مكونات تؤدي إلى اختلال التوازن الغذائي وزيادة الوزن بشكل غير صحي.

تعد الوجبات الخفيفة مثل رقائق البطاطا (الشيبس) والبسكويت المملّح والمقرمشات من أكثر المنتجات انتشارا بين الأطفال. وغالبًا ما تحتوي هذه الأطعمة على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة، والملح، والسعرات الحرارية الفارغة، مع فقر شديد في الألياف والعناصر الغذائية المفيدة. ويؤدي تناول هذه المنتجات بشكل متكرر إلى تحفيز الشهية بشكل غير طبيعي، وزيادة استهلاك الطعام دون شعور بالشبع، مما يسهم في تراكم الدهون وارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى الطفل.

إنّ تناول المشروبات الغازية والعصائر المحلاة من أكثر العادات الغذائية المضرة بصحة الأطفال، إذ تحتوي على كميات كبيرة من السكر المضاف الذي يتم امتصاصه بسرعة في الجسم، ما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر في الدم، يتبعه انخفاض حاد يدفع الطفل لتناول المزيد من الطعام. كما أن السعرات الحرارية الموجودة في هذه المشروبات لا تُشعر الطفل بالشبع، ما يجعلها عاملاً خفيا لزيادة الوزن دون وعي.

هذا وتلجأ العديد من الأسر إلى الحبوب الجاهزة المخصصة للإفطار باعتبارها خيارا عمليا وسريعا، إلا أن معظم هذه المنتجات تحتوي على نسب عالية من السكر والنكهات الاصطناعية، في مقابل نسبة منخفضة جدًا من الألياف أو البروتين. ويؤدي الإفطار اليومي بهذه الطريقة إلى خلل في مستويات الطاقة لدى الطفل، بالإضافة إلى زيادة احتمالية تناول وجبات خفيفة غير صحية لاحقًا خلال اليوم.

كما تُعتبر المثلجات (البوظة) والحلويات المعلبة مثل الشوكولاتة، حلوى الجيلي، وحلوى المصاص من أكثر الأطعمة المحببة للأطفال، لكن استهلاكها بكثرة يسهم بشكل مباشر في زيادة الوزن والسمنة المبكرة. وتكمن خطورة هذه المنتجات في كونها تحتوي على نسب عالية من السكر والدهون غير الصحية، وتفتقر إلى أي قيمة غذائية حقيقية. كما أن بعض هذه المنتجات تُصنع باستخدام زيوت مهدرجة أو نكهات اصطناعية تُؤثر سلبا على التمثيل الغذائي والنمو الصحي للطفل.

أصبحت اللحوم المصنعة مثل النقانق (الهوت دوغ)، المرتديلا، والبرغر من الوجبات اليومية لدى العديد من الأطفال، سواء في المدارس أو المنازل. وتحتوي هذه الأطعمة على نسب مرتفعة من الصوديوم، الدهون المشبعة، والمواد الحافظة، وهي مواد تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل، وتؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم، ما يرفع من خطر السمنة والسكري في عمر مبكر.

إنّ السمنة في الطفولة لا تقتصر فقط على الشكل الخارجي، بل ترتبط بمشاكل صحية خطيرة مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات النوم، ومشاكل في المفاصل. كما تؤثر نفسيا على الطفل، فتُضعف ثقته بنفسه وتزيد احتمالية تعرضه للتنمر والعزلة الاجتماعية. ولهذا، يتحمّل الأهل دورا رئيسيا في مراقبة ما يتناوله أطفالهم، واختيار البدائل الصحية التي تجمع بين القيمة الغذائية والطعم الجيد.

 

الأكثر قراءة

جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»