اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعدّ القولون العصبي من أكثر الاضطرابات الوظيفية شيوعا في الجهاز الهضمي، وهو لا ينتج عن خلل عضوي ظاهر، بل عن اضطراب في طريقة تواصل الدماغ مع الأمعاء، ما يؤدي إلى تغيرات في حركة الجهاز الهضمي واستجابة الجسم للطعام والضغط النفسي. وعلى الرغم من أن أعراضه تختلف من شخص لآخر، إلا أن بعض المرضى يعانون تحديدًا من نوبات متكررة من الإسهال، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الأسباب والفئات الأكثر عرضة لهذا النوع من الأعراض.

يعاني بعض مرضى القولون العصبي من النوع المعروف بـ IBS-D، وهو النوع المصحوب بالإسهال المزمن أو المتكرر. السبب الرئيسي لهذه الحالة يعود إلى اضطراب في حركة الأمعاء، حيث تصبح أكثر سرعة من المعدل الطبيعي، مما يُقلّل من الوقت المتاح لامتصاص الماء من الفضلات، فينتج عنها براز رخو أو مائي. بالإضافة إلى ذلك، تلعب العوامل النفسية مثل القلق والتوتر دورا كبيرا في تحفيز الإسهال لدى المصابين، إذ تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي المعوي، ما يُحدث خللا في التوازن بين الهرمونات والنواقل العصبية في الأمعاء.

إلى جانب العوامل العصبية، هناك دور واضح للنظام الغذائي. فبعض المرضى يكون لديهم تحسس من أطعمة معينة تُعرف باسم "الفودماب"، وهي مجموعة من الكربوهيدرات صعبة الهضم التي تتخمر في القولون وتُسبب الغازات والانتفاخ والإسهال. كما أن وجود التهابات طفيفة أو تغيرات في بكتيريا الأمعاء الطبيعية قد يكون عاملا إضافيا يُسهم في ظهور الإسهال لدى هذه الفئة.

هذا وتشير الدراسات إلى أن القولون العصبي يصيب النساء بنسبة أكبر من الرجال، خاصة في الفئة العمرية بين 20 و40 عاما. ويُرجع الباحثون ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تمر بها النساء، وخصوصا خلال فترات الدورة الشهرية  أو الحمل، والتي تؤثر بدورها على حركة الأمعاء وحساسية الجهاز الهضمي. كما تلعب العوامل النفسية دورا كبيرا، فالأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن أو الاكتئاب أو تعرضوا لتجارب صادمة في الطفولة هم أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.

وتُعدّ نمط الحياة والعادات الغذائية من العوامل المهمة أيضا. فالأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا غنيا بالدهون والسكر وقليل الألياف، أو أولئك الذين يتناولون وجباتهم بسرعة دون مضغ كافٍ، هم أكثر عُرضة للقولون العصبي. كما أن قلّة ممارسة الرياضة وقلة النوم الجيد يزيدان من تفاقم الأعراض.

من الضروري أن يخضع المريض لتقييم طبي دقيق عند ظهور أعراض مثل الإسهال المزمن، لتأكيد أن السبب هو القولون العصبي وليس حالة عضوية أخرى، كمرض كرون أو الداء الزلاقي. ويعتمد العلاج على نمط حياة متوازن، يشمل تحسين النظام الغذائي، تقليل التوتر، وممارسة النشاط البدني. وفي بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف الإسهال أو تنظيم حركة الأمعاء.

إلى ذلك، يُعدّ الإسهال أحد الأعراض المزعجة والشائعة لدى بعض مرضى القولون العصبي، ويعود إلى عوامل معقدة تشمل اضطرابات في حركة الأمعاء، والعوامل النفسية، والحساسية تجاه أطعمة معينة. وتُعدّ النساء والشباب أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب، خاصة في ظل الضغوط الحياتية المتزايدة. لذا، فإن الوعي بالمرض وفهم أسبابه يُعدان خطوة أساسية نحو التحكم في الأعراض وتحسين جودة الحياة.

 

الأكثر قراءة

جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»