اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في ظل تسارع نمط الحياة الحديث واعتماد الكثيرين على المشروبات الصناعية والمنبهات كمصدر رئيسي للطاقة أو الترفيه، بات من الضروري تسليط الضوء على التداعيات الصحية الخفية والخطرة لبعض هذه المشروبات، لاسيما تأثيرها في الدم. إذ لا تقتصر الأضرار على ارتفاع السكر أو السمنة، بل تتعداها إلى تدهور جودة الدم، وزيادة خطر الإصابة بأمراض دموية مزمنة، وقد تكون أحد العوامل المساهمة في تطور سرطان الدم أو اللوكيميا لدى بعض الأشخاص.

تُعد المشروبات الغازية من أكثر المشروبات استهلاكًا حول العالم، غير أنها من الأسوأ صحيا، خصوصا على صحة الدم. تحتوي هذه المشروبات على كميات عالية جدا من السكر المضاف (غالبا شراب الذرة عالي الفركتوز)، الذي يرفع من مستوى الغلوكوز في الدم بشكل مفاجئ، ما يؤدي مع الوقت إلى مقاومة الإنسولين، اختلال التوازن الهرموني، وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ارتفاع السكر المزمن في الدم يضر بالأوعية الدموية الدقيقة ويؤثر في إنتاج خلايا الدم، ما يؤدي إلى اختلال في توازن كريات الدم الحمراء والبيضاء. كما أن البيئة الالتهابية التي يسببها السكر تعتبر عاملاً مساهماً في تحفيز الطفرات الجينية المرتبطة بسرطان الدم.

رغم أن مشروبات الطاقة تسوق على أنها تعزز الأداء والتركيز، إلا أن محتواها العالي من الكافيين والمنشطات الصناعية يمكن أن يسبب ارتفاعا حادا في ضغط الدم، وزيادة نبضات القلب، وهو ما يؤثر سلبا على تدفق الدم وتروية الأعضاء. الكميات الكبيرة من الكافيين تؤثر أيضا على امتصاص الحديد، ما يؤدي إلى فقر الدم، ويُضعف جهاز المناعة.

علاوة على ذلك، تحتوي مشروبات الطاقة على مكونات صناعية ومُحليات كيميائية قد تؤثر على الحمض النووي للخلايا الدموية عند استهلاكها بشكل مفرط وطويل الأمد، وهو عامل يُعتقد أنه قد يساهم في تحفيز بعض أنواع السرطان، بما في ذلك اللوكيميا.

هذا ويعتقد الكثيرون أن العصائر المعلبة خيار صحي، لكنها غالبا ما تحتوي على كميات سكر مماثلة للمشروبات الغازية، بالإضافة إلى مواد حافظة ونكهات صناعية. هذه المواد الكيميائية تُجهد الكبد والجهاز المناعي، وتؤثر في خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن الدفاع عن الجسم.

بعض الدراسات ربطت بين الاستهلاك المنتظم للعصائر المحلاة والمحفوظة وبين ارتفاع معدلات الالتهابات المزمنة في الجسم، وهي بيئة خصبة لنمو الخلايا السرطانية، لا سيما في الدم ونخاع العظم.

إنّ الأطفال والمراهقون هم الفئة الأكثر عرضة لتأثيرات هذه المشروبات، نظرًا الى أن أجسامهم لا تزال في طور النمو، ونظامهم المناعي أقل نضجا. كما أن المرضى الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض الدم أو السرطان، يجب أن يكونوا أكثر حرصا في تجنب هذه المشروبات. كذلك، مرضى فقر الدم أو المناعة الضعيفة معرّضون أكثر لتفاقم حالتهم عند استهلاك مشروبات غير صحية بشكل متكرر.

إلى ذلك، تعدّ صحة الدم من الركائز الأساسية لصحة الجسم بأكمله، وأي خلل في مكوناته قد ينعكس سلبًا على جميع الأجهزة الحيوية. لذلك، من الضروري الانتباه الى ما نشربه يوميًا، واستبدال المشروبات المضرة بالماء، والعصائر الطبيعية الطازجة، وشاي الأعشاب المفيد. لذا، الوقاية تبدأ من الوعي، والوعي يبدأ من اختيارك اليومي لما تضعه في كوبك.

الأكثر قراءة

جهد رئاسي للوصول الى صيغة توافقيّة لحصريّة السلاح... وإلّا المجهول؟ حزب الله يزور عون في الرابية الاثنين... ولقاء قريب مع جنبلاط الانتخابات النيابيّة مفصليّة: الحريريّون باشروا التحضيرات... وتحالف «الاشتراكي» و«القوات»