في العام 1996 ارتكب شيمعون بيرس حماقةً كبيرةً وجريمةً مهولةً، فاعتدى على لبنان وشعبه، وقصفه بهمجيةٍ وجنونٍ على مدى أيامٍ طويلة، كانت جداً قاسية على اللبنانيين، استخدم فيها أحدث ترسانته العسكرية، وأكثر صواريخيه تدميراً وتخريباً، وأطلق حمم نيرانه القاتلة على المدنيين اللبنانيين من الجو والبر والبحر، وأحدث خراباً واسعاً وتدميراً كبيراً، وتسبب في استشهاد وإصابة المئات من أبناء الشعب اللبناني، وكان جُلُّ الجرحى والشهداء من المدنيين، من سكان القرى والبلدات اللبنانية الجنوبية، القريبة من فلسطين المحتلة.
لكن أم الجرائم التي ارتكبها، وأشد الفواحش التي أتى بها، كانت عدوانه الغادر على أحد مقرات قوات الطوارئ الدولية في بلدة قانا الجنوبية، وهو المقر الذي لجأ إليه المدنيون اللبنانيون هرباً من القصف المجنون والتدمير الممنهج، مما تسبب في مجزرةٍ مروعةٍ ومذبحةٍ كبيرةٍ، عرفت باسم «مجزرة قانا»، سقط فيها مئات الشهداء من النساء والأطفال والشيوخ، ممن لا يحملون سلاحاً ولا يقاتلون في الميدان.
عض الشعب اللبناني على جرحه الأليم وصبر، واحتمل العدوان الهمجي وقاوم، وصمدت مقاومته وقاتلت، واتّحدت جبهاته واتفقت قواه وناضلت، حتى تحقق لهم النصر بالثبات، إذ افشلوا مخططات العدو وكبدوه خسائر وأجبروه على التراجع والانكفاء، ولكن الخسارة الأكبر والهزيمة المرة، كانت تلك التي مني مسعر الحرب وقائد جريمة العدوان، إذ عاد شيمعون بيرس من الحرب خائباً خاسراً، ضعيفاً مهزوماً، متهماً عاجزاً، فخسر الانتخابات وفقد منصب رئاسة الحكومة، وهي التي كان يمني نفسها برئاستها، ولكن لعنة الحرب التي فجرها، وفحش المجزرة التي ارتكبها، خلعته من منصبه، وطردته من مكتبه، وألزمته بيته خائباً حسيراً.
واليوم ها هي معركة «حارس الأسوار»، التي تولى كبرها المجرم نتنياهو، وخاض غمارها ضد الشعب الفلسطيني كله على امتداد الأرض المحتلة كلها، واستخدم في عدوانه على قطاع غزة أكثر الأسلحة الأميركية والإسرائيلية فتكاً وتدميراً، دمر بها المساكن والبيوت، والأبراج والمكاتب والمقرات، وقتل النساء والأطفال والمدنيين، وخرب بنيتها التحتية وعطل خدماتها الحيوية، ظاناً أن هذه الحرب ستمكن له في الأرض، وسترفع من قدره وستزيد من رصيده، وستعجل في تتويجه ملكاً لـ «دولة إسرائيل»، ومنقذاً لشعبها ومستعيداً لهيكلها، ورائداً لمشروعها القومي وحلمها الديني.
لكن لعنة «عناقيد الغضب» لم تكن بعيدة أبداً عن لعنة «حارس الأسوار»، فالجريمة واحدة والعدوان واحدٌ، والمجرم نفسه والقاتل ذاته، لم يتغير شكله ولم يتبدل نهجه، والمظلوم المعتدى عليه نفسه، فلسطينياً كان أو عربياً ولبنانياً، ففي الأولى اعتدوا على الشعب اللبناني وارتكبوا في حقه المجازر المروعة، وفي الثانية اعتدوا على الفلسطينيين عموماً، وارتكبوا ضدهم عشرات الجرائم المهولة التي يندى لها جبين الإنسانية، وفي الحربين كان القاتلان يبغيان السلطة ويتطلعان إلى رئاسة الحكومة، ويريدون استغلال الدم العربي أصواتاً لصالحهم في صناديق الانتخابات الإسرائيلية.
لكن سنة الله عز وجل التي لا تتأخر ولا تتبدل، وإرادة شعوب الأمة التي لا تنكسر ولا تتراجع، ومقاومتها التي تكبر وتقوى، وتزداد قدرةً ومِنعة، أبت إلا أن تسقطهما وتنهي عهدهما، وتطردهما ذليلين، وتقصيهما ملعونين، وتنهي عهدهما فاشلين، فقانا أسقطت بيرس وأقعدته، فغدا منحوساً لا يفوز وخائباً لا يربح، وها هي غزة العزة ومقاومتها العظيمة، تدق عنق نتنياهو وتكسره، وربما تعجل في محاسبته ومعاقبته، وتخرجه وزوجته من المكتب الذي ظنوا أنهم حصنوه بجرائمهم، وثبتوا أنفسهم فيه بعدوانهم، فهل يتعلم منهما خلفهما ومن سيأتي بعدهما، أم أن سيف القدس البتار سيطالهم، وسيقتص منهم ويرديهم، فهذا السيف ما بارز أحداً إلا جندله، وما قاتل عدواً إلا بدمه ضرجه.
يتم قراءة الآن
-
هذا ما ينتظر لبنان حتى موعد انتخاب الرئيس الجديد لبنان تحوّل إلى دولة فاشلة والمفاجأة بعد انتهاء الموسم السياحي الإجرام الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني مستمرّ والعالم شاهد زور
-
أوساط ديبلوماسيّة: كلّ المنطقة الى الجنوب من "خط كيسنجر" هي مياه إقليميّة لبنانيّة ولكن..!!! هوكشتاين طرح على المسؤولين مبادلة جنوب "قانا" بقسم من البلوك 8 فرفضوا كونهما من حقوقنا
-
حراك نيابي سنّي- مسيحي لإنشاء "تكتل وطني" سيبصر النور قريباً كتلة ريفي على خط التحالف مع "القوات" و"الكتائب" و"التغييريين"
-
حقائق جديدة عن ميقاتي.. عون سيفضح المستور؟!
الأكثر قراءة
-
أوساط ديبلوماسيّة: كلّ المنطقة الى الجنوب من "خط كيسنجر" هي مياه إقليميّة لبنانيّة ولكن..!!! هوكشتاين طرح على المسؤولين مبادلة جنوب "قانا" بقسم من البلوك 8 فرفضوا كونهما من حقوقنا
-
حراك نيابي سنّي- مسيحي لإنشاء "تكتل وطني" سيبصر النور قريباً كتلة ريفي على خط التحالف مع "القوات" و"الكتائب" و"التغييريين"
-
حقائق جديدة عن ميقاتي.. عون سيفضح المستور؟!
عاجل 24/7
-
21:48
العقود الآجلة للنفط الأميركي تسجل عند التسوية 90.76 دولار للبرميل بارتفاع 1.75 دولار
-
21:39
الشرق: العقود الآجلة للنفط الأميركي تسجل عند التسوية 90.76 دولار للبرميل بارتفاع 1.75 دولار
-
21:39
الميادين: محاولة اغتيال مسؤول الارتباط في الأمن الوطني الفلسطيني سعيد العسوس في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان وحالته حرجة
-
21:28
المالكي: لا يمكن القبول بفرض إرادة على كل الشعب وعبر مؤسساته الدستورية
-
21:18
بايدن: الولايات المتحدة أقرت أكبر حزمة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا لتلبية احتياجاتها الأمنية للدفاع عن أراضيها
-
21:18
سكاي نيوز عربية" نقلاً عن وسائل إعلام عراقية: رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي يرفض دعوة مقتدى الصدر لإجراء انتخابات مبكرة